رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المفاوضات النووية الأمريكية - الإيرانية.. خبير: الولايات المتحدة تمارس استراتيجيتها على طهران

19-4-2025 | 22:13


طهران

محمود غانم

عُقدت اليوم السبت الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما بشأن برنامج طهران النووي، وسط أجواء إيجابية بالرغم من نبرة التهديد الأمريكية التي سبقتها. 

وفي خضم هذه المحادثات، التي بدأت ظهر اليوم في مقر إقامة السفير العماني بروما، اتفق الجانبان على مواصلة المحادثات غير المباشرة على المستوى الفني خلال أيام قليلة، ثم عقد جولة أخرى من المحادثات على مستوى كبار المفاوضين، السبت القادم، حسب ما أفادت به الخارجية الإيرانية. 

من جانبها، أفادت الخارجية العُمانية -التي تُعقد المفاوضات بين البلدين بواسطة وزيرها بدر بن حمد البوسعيدي- أن اجتماعات اليوم أسفرت عن توافق الأطراف على الانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم. 

وأشارت إلى أن الاتفاق الذي تسعى واشنطن وطهران إليه يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات بالكامل عنها، وذلك مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.

 

 تهديد للضغط

وحول نبرة التهديد الأمريكية التي سبقت هذه الجولة من المحادثات، يقول الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الضغوط التي تمارس أثناء العملية التفاوضية شيئٌ يُستخدم دائمًا من أطراف أي عملية تفاوضية، بهدف إدخال الطرف الآخر من التفاوض تحت ضغوط شديدة، وأحيانًا لتقديم عدد كبير من التنازلات في ظل الضغوط التي تمارس. 

وأوضح الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، في حديثٍ لـ"دار الهلال"، أن هذا النهج يتضح في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث إنه يمارس ذلك مع جميع أطراف التفاوض، مشيرًا إلى أن ذلك أصبح الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الأوضاع الدولية والملفات المختلفة. 

وأكد أن إيران تعتبر أحد الأطراف التي يمارس عليها الرئيس الأمريكي هذه الضغوط، ولكن في واقع الأمر، هو يريد أن يكون هناك مسار تفاوضي، حيث صرح بذلك كثيرًا حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.

وأشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان يرغب في التوصل إلى عملية تفاوض مع إيران، حيث تم تقديم ذلك على أنه سيكون أحد أهم أوراقه في البيت الأبيض، موضحًا أن هذا يرتبط باستراتيجية كبرى تدعم فيها الولايات المتحدة إسرائيل من خلال تقزيم دور طهران في المنطقة وضرب أذرعها. 

وأضاف أن المسار التفاوضي أصبح في الوقت الحالي أحد أهم الحلول لإيران، في ظل العديد من الانتكاسات التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية، بعد مقتل رئيسها السابق إبراهيم رئيسي، والاغتيالات التي طالت حزب الله، والهجمات التي تعرض لها الحوثيون في اليمن.

 

الأجواء الإيجابية في المحادثات

وفي غضون ذلك، قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي إن الأجواء الإيجابية التي تخيم على المحادثات هي أحد اتجاهات الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، وفي المقابل، فإن على إيران أن تحاول أن تخرج بحلول إيجابية عبر الوصول إلى حل سلمي. 

وأضاف أن طهران ترغب في الوصول إلى حلقة من حلقات التهدئة، لكي تستعد لفترة مختلفة في الشرق الأوسط، كما تصرح الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة، في ظل لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وفي حديثه، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية أن الولايات المتحدة تفضل الحل الدبلوماسي مع طهران، لكنها تلوح بالعمل العسكري كنوع من أنواع التهديد، موضحًا أن تطور الأمور إلى ذلك أمر بعيد، خصوصًا أن إدارة دونالد ترامب تفضل تحقيق العديد من المكتسبات الاقتصادية وتجنب الخسائر الكبيرة، حيث يتضح ذلك التوجه من خلال الانسحاب من دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وكذلك الانسحاب من سوريا. 

ويوضح أن ذلك في واقع الأمر يستهدف تقليل الخسائر وتعظيم المكاسب من التواجد الأمريكي الخارجي في الساحة الدولية. 

وفي شأن ما ستؤول إليه هذه المفاوضات، يقول الشيمي إن من الصعب الحكم على هذه المحادثات، حيث إن طهران دائمًا ما ترتأي إطالة أمد المحادثات والوصول إلى أبعد نقاط عبرها. 

وأشار إلى أن ذلك لا يعطي مفاوضات الملف النووي الإيراني أي نتائج تبشرية في الوقت القريب، وستظل إيران تحاول استنزاف الوقت من أجل ترتيب أوضاعها، بما يكسبها مجموعة من الأوراق الجديدة، لتبدل الوضع الأكثر خسارة لها إلى الأكثر مكسب.