رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد وفاة البابا فرانسيس.. آلية انتخاب بابا الفاتيكان الجديد وأبرز المرشحين المحتملين

21-4-2025 | 12:43


آلية انتخاب بابا الفاتيكان الجديد

أماني محمد

مع وفاة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الإثنين، يشغر مقعد البابا في الكنيسة الكاثوليكية، ليستعد الفاتيكان لمرحلة انتخاب البابا الجديد، والذي سيكون البابا رقم 267، حيث يخضع اختيار البابا الجديد لعملية معقدة وطويلة حددتها تقاليد وطقوس الكنيسة الكاثوليكية.

وخلال الفترة من وفاة البابا فرنسيس، اليوم، إلى انتخاب خليفته، تعرف تلك الفترة التي يكون فيها منصب البابوية شاغرًا باسم "المقعد الشاغر" أو "الفراغ الرسولي"، حيث أعلن الفاتيكان عن فترة حداد تستمر 9 أيام، بعد وفاة البابا عن 88 عاماً، إثر إصابته بمرض الالتهاب الرئوي المزدوج، بعد انتخابه لمقعد بابا الكنيسة الكاثوليكية في 2013،  لتستمر فترة بابويته نحو 12 عاماً.

 

آلية انتخاب بابا الفاتيكان الجديد

وعادة ما تستمر عملية انتخاب البابا الجديد  من أسبوعين إلى ثلاثة كحد أقصى، وشهدت العملية تغييرات عديدة على مدار ما يقرب من ألفي عام من وجود الكنيسة الكاثوليكية، حيث يجمع الإجراء الحالي بين التقاليد القديمة والتحديثات الحديثة، التي أُجريت مؤخرًا في عام 2013، والذي شهد آخر اختيار لبابا الفاتيكان بعد التغييرات التي أدخلها البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي شغل المقعد من 19 أبريل 2005  وحتى 28 فبراير 2013.

وخلال فترة "المقعد الشاغر"، يتولى الكاردينال كيفن فاريل، أمين سر الكنيسة الكاثوليكية، إدارة الشؤون الاعتيادية لدولة الفاتيكان، وتبدأ بعد الوفاة فترة حداد تقليدية لمدة تسعة أيام، يشمل ذلك جنازة البابا، التي تُقام، وفقًا للتقاليد، خلال أربعة إلى ستة أيام من وفاته، بعد أن يُسجى جثمانه في كاتدرائية القديس بطرس للعرض العام  لعدة أيام بعد أن يُلبس ثيابًا بابوية قبل عرضه، وخلال تلك الفترة يتاح لكبار الشخصيات العالمية ورؤساء الدول تقديم تعازيهم وحضور الجنازة.

وخلال فترة خلو العرش، يُدعى جميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا والمؤهلين إلى روما من جميع أنحاء العالم، للتحضير للاجتماع السري "المجمع السري" داخل كنيسة سيستين لاختيار البابا القادم، وهو اجتماع يبدأ عادةً بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. يقضي الكرادلة فترة خلو العرش في غرف خاصة في "دوموس مارثاي سانكتاي" - وهو فندق سكني في الفاتيكان مزود بمرافق طعام عادةً ما تستقبل رجال الدين والعلمانيين الزائرين.

ووفقًا للتقاليد، يُعزل الكرادلة عن العالم الخارجي، بما في ذلك أجهزة التلفزيون والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والصحف، تُجرى مناقشات سرية بين الكرادلة حول من سيكون الخليفة المناسب، ثم يبدأ التصويت في كنيسة سيستين بالفاتيكان، ويستمر حتى يتم التوصل إلى توافق في الآراء.

وسيُدلي مجمع الكرادلة بأربعة جولات من التصويت كحد أقصى في يوم واحد لاختيار البابا القادم، والذي يشترط فوزه بأغلبية الثلثين، ويمكن أن يشارك في التصويت ما يصل إلى 115 كاردينالًا، وبعد كل تصويت، تُحرق أوراق الاقتراع ويُطلق الدخان من مدخنة كنيسة سيستين كإشارة للحشود التي تتواجد في ساحة القديس بطرس، حيث يعرف المتواجدين النتيجة من خلال تصاعد أعمدة الدخان مرتين يوميًا من الكنيسة.

ويُشير الدخان الأسود إلى تصويت غير حاسم، بينما يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، وإذا مرت ثلاثة أيام دون انتخاب بابا، يُمكن تعليق التصويت ليوم واحد لإتاحة وقت للكرادلة للتفكير قبل جولة الاقتراع التالية، وإذا لم يتم التوصل إلى توافق بعد 12 يومًا، يُمكن تعيين بابا جديد بأكثر من 50% من الأصوات.

بمجرد أن يُنتخب مجمع الكرادلة بابا جديدًا، يُسأل المرشح رسميًا في كنيسة سيستين عما إذا كان يقبل الانتخاب، وإذا كان كذلك، فيختار اسمه البابوي.

بينما يتمتع الباباوات بخيار الاحتفاظ باسم معموديتهم، اختار كل بابا على مدى 470 عامًا تغيير اسمه، عادةً لتكريم سلفه والتعبير عن نيته في الاقتداء به.

وتنتهي فترة خلو العرش بظهور البابا المنتخب حديثًا لأول مرة علنًا في منصبه الجديد، حيث يصعد إلى الشرفة المركزية في كاتدرائية القديس بطرس، المطلة على ساحة القديس بطرس، ليبارك الحشد المتجمع هناك بعد أن قدّمه كبير الكرادلة الشمامسة بالإعلان التقليدي "Habemus papum" - وهو ما يعني باللاتينية "لدينا بابا".

 

المرشحون لمقعد بابا الفاتيكان

وهناك عدة أسماء مطروحة لشغل مقعد بابا الفاتيكان خلفا للبابا فرانسيس، أبرزها بيترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، البالغ من العمر 70 عامًا، والذي يوصف بأنه "الرجل الثاني في قيادة البابا فرنسيس" منذ انتخابه عام 2013، حيث عمل دبلوماسيًا في نيجيريا وفيتنام وفنزويلا، وساهم في بناء علاقات بين الفاتيكان وكل من الصين وكوريا الشمالية.

كذلك يُعد الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي، من أبرز المرشحين، حيث يعرف لويس تاجي، البالغ من العمر 67 عاما ومن الفلبين، بتوجهاته السياسية اليسارية، حيث انتقد مواقف الكنيسة من المثليين والذين يدعم حقوقهم، كذلك انتقد المواقف بشأن الأمهات غير المتزوجات والكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى،

ويبرز الكاردينال ماتيو زوبي كأحد المرشحين المحتملين، فهو رئيس أساقفة إيطاليا، وهو معروف بتحركاته الدولية، حيث زار أوكرانيا والولايات المتحدة، وله تأثير سياسي متزايد داخل الكنيسة، حيث زار أوكرانيا في مهمة سلام، والتقى خلالها بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، كما زار الولايات المتحدة للقاء الرئيس السابق جو بايدن.