تواصل الفاتيكان اليوم تجهيزات جنازة البابا فرنسيس، الذي رحل عن عالمنا أمس عن عمر يناهز 88 عاما، بعد 12 عاما على المقعد الباباوي للكنيسة الكاثوليكية، والتي بدأت إجراءات ما بعد وفا البابا بينما تستعد لنقل جثمانه إلى كاتدرائية القديس بطرس بروما غدا.

جنازة البابا فرنسيس

وفي الساعات الأولى بعد إعلان وفاة البابا أمس، أُقيمت مراسم إعلان الوفاة ووضع الجثمان في النعش مساء الاثنين الساعة الثامنة مساءً في كنيسة دار القديسة مارتا، وفقا لتقاليد الفاتيكان، بينما ختم الكاردينال كيفن فاريل، والكاردينال بييترو بارولين، ورئيس الأساقفة إدغار بينيا بارا، أبواب الشقة البابوية في القصر الرسولي، وباب شقة دار القديسة مارتا، حيث كان يقيم البابا فرنسيس الراحل.

وخلال مراسم إعلان الوفاة، تُلي إعلان الوفاة بصوت عالٍ، وصادق على ذلك الكاردينال فاريل، رئيس كاميرلينغو الكنيسة الرومانية المقدسة، واستمرت المراسم أقل من ساعة.

ومن المقرر أن يعقد اليوم أول مجمع عام للكرادلة، حيث قد يُحدد خلاله موعد جنازة البابا فرنسيس.

سبب وفاة البابا فرنسيس

ووفقا لما أعلنه الفاتيكان فإن وفاة البابا نتيجة سكتة دماغية أعقبها غيبوبة وانهيار قلبي وعائي ، حيث أصدر مدير مديرية الصحة والنظافة في دولة الفاتيكان، الدكتور أندريا أركانجيلي، التقرير الطبي الرسمي بشأن وفاة البابا فرنسيس، والذي تم تأكيده من خلال تخطيط كهربية القلب.

ووفقًا للتقرير الطبي، عانى البابا سابقًا من فشل تنفسي حاد ناتج عن التهاب رئوي ثنائي متعدد الميكروبات، وتوسع قصبي متعدد، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، بينما تم تأكيد وفاته من خلال تخطيط كهربية القلب.

وصية البابا فرنسيس

وكان البابا فرنسيس قد أصدر وصيته، والتي دعى فيها إلى دفنه في كنيسة القديسة مريم الكبرى، فقال في وصيته المنشور بتاريخ 29 يونيو 2022: "مع اقتراب نهاية حياتي الأرضية، وأملٍ راسخٍ بالحياة الأبدية، أودّ أن أُعبّر عن أمنياتي الأخيرة المتعلقة فقط بمكان دفني، وأطلب أن يرتاح رفاتي الفانية - في انتظار يوم القيامة - في كنيسة القديسة مريم الكبرى البابوية."

وقال: "أتمنى أن تُختتم رحلتي الأرضية الأخيرة تحديدًا في هذا المزار المريمي العريق، حيث كنتُ أتوقف دائمًا للصلاة في بداية ونهاية كل رحلة رسولية"، مضيفا: "أطلب تجهيز قبري في محراب الدفن في الممر الجانبي بين كنيسة القديسة بولين (كنيسة خلاص الشعب الروماني) وكنيسة سفورزا في البازيليكا، كما هو موضح في المخطط المرفق، يجب أن يكون القبر في الأرض؛ بسيطًا، بدون أي زخارف خاصة، يحمل فقط نقشًا".

ووفقا لما أعلنه الفاتيكان، من المقرر نقل جثمان البابا الراحل إلى كنيسة القديس بطرس بروما، لإلقاء النظرات الأخيرة عليه، صباح غدا الأربعاء، 23 أبريل الجاري وفق الترتيبات التي سيتم تحديدها والإعلان عنها اليوم، عقب أول اجتماع لمجمع الكرادلة.

وأعلن الفاتيكان أمس بدء فترة الحداد، والتي تستمر عادة لـ9 أيام، وحتى انتخاب البابا الجديد تعرف الفترة الحالية باسم فترة "المقعد الشاغر"، يتولى الكاردينال كيفن فاريل، أمين سر الكنيسة الكاثوليكية، إدارة الشؤون الاعتيادية لدولة الفاتيكان، وعادة ما تقام جنازة البابا، وفقًا لتقاليد الفاتيكان، خلال فترة من أربعة إلى ستة أيام من وفاته، بعد أن يُسجى جثمانه في كاتدرائية القديس بطرس للعرض العام لعدة أيام بعد أن يُلبس ثيابًا بابوية قبل عرضه، وخلال تلك الفترة يتاح لكبار الشخصيات العالمية ورؤساء الدول تقديم تعازيهم وحضور الجنازة.