أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجيبوتي تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي بصفة عامة، موضحا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تُعد نموذجًا يُحتذى به، وتشمل كافة المجالات، سواء في المجال الأمني والعسكري، خاصة وأن جيبوتي إحدى الدول الأعضاء في مجلس الدول العربية والإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر مع مصر و6 دول أخرى.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن جيبوتي لها جهودًا كبيرة بحكم موقعها الاستراتيجي في منطقة البحر الأحمر، واحتضانها لما يقرب من حوالي 8 قواعد عسكرية ثابتة لدول ومنظمات متعددة، من بينها الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، اليابان، ألمانيا، وفرنسا.
وأشار إلى أهمية جيبوتي مركزًا لوجستيًا هامًا في المجال الأمني والتجاري في ظل كونها مرفأ مائي، مؤكدا أن العلاقات بين مصر وجيبوتي في هذا الصدد ذات شراكة استراتيجية أساسها التعاون في مجالات عديدة، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي والتجاري، أو في مجال البنية التحتية وبناء القدرات وتطوير الموانئ، خاصة في إطار أمن منطقة البحر الأحمر.
وشدد على أن الزيارة تتصل أيضًا بملف الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في ظل تطورات الأوضاع الناتجة العدوان الإسرائيلي على غزة، والعمليات العسكرية الجارية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التي تستهدف دول عربية خاصة اليمن، وتأثيرها على حركة الملاحة في البحر الأحمر وعلى الأمن القومي المصري والعربي بصفة خاصة.
وأكد حليمة أن الزيارة تكتسب أهمية كبرى من ناحية الأمن والاستقرار، خاصة تبادل الرؤى فيما يتعلق بالإطار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والإنساني، في ظل تطورات الأوضاع في السودان والصومال والقرن الأفريقي، خاصة التحركات الإثيوبية والإسرائيلية نحو أرض الصومال ومحاولة إنشاء قواعد عسكرية بها، مما يهدد وحدة الصومال وسلامته الإقليمية، ويُعد تدخلًا في شأنها الداخلي.
ولفت إلى أن كل هذه القضايا ذات أهمية بالغة، ومحل تشاور بين الجانبين المصري والجيبوتي، خاصة وأن تطورات الشرق الأوسط والأوضاع في القرن الإفريقي باتت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، خاصة فيما يتردد عن زيادة التعاون بين حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة، حيث يُقال إن هناك تنسيقًا بين الجانبين يزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر، وهو ما يزداد حدته نتيجة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، والتصعيد الإسرائيلي تجاه دول عربية وخاصة اليمن.
وعن العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، أوضح السفير صلاح حليمة أن العلاقات بينهما تقوم على مقاربة قائمة على الشراكة الاستراتيجية والتعاون في جميع المحاور، سواء الأمنية أو السياسية، من خلال آليات القمة والزيارات المتبادلة واللجان المشتركة بين الوزراء المعنيين، مضيفا أن هذا التعاون يدور حول التنسيق والتشاور وتوحيد وجهات النظر بشأن قضايا القرن الإفريقي والشرق الأوسط.
وأكد أنه في المجال الاقتصادي، هناك تعاون وثيق بين مصر وجيبوتي في الأنشطة التجارية والمراكز اللوجستية، حيث تُعتبر جيبوتي مركزًا لوجستيًا مهمًا جدًا بحكم موقعها الاستراتيجي وتواجد أنشطة تجارية كبيرة، إلى جانب القواعد العسكرية المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة.
وشدد على أن هناك اهتمام أكبر ببناء القدرات وتنشيط العلاقات التجارية والبنية التحتية، خاصة من خلال الجانب الثقافي، بإرسال بعثات إلى جامعة الأزهر والجامعات المصرية، وتعزيز المراكز اللوجستية التي تحظى حاليًا باهتمام متزايد بين مصر وجيبوتي وربما أيضًا مع دول أخرى ذات موانئ عامة في المنطقة".