رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حُفاة الأقدام؟!

24-4-2025 | 14:06


.

بقلـم: سحر رشيد

فهمنا متأخرا!.. دون وعى أو إدراك أو انتباه!.. نواصل السير حفاة.. خفافاً ولا أنين للألم!.. ربما كانت تلك السلطة المطلقة المجبرة لغوص الحياة؟!.. حيارى بين الحقيقة واليقين وجدوى البحث وحمل الهدف!.. بحث فى ماهيات وأسباب وخروج خالى الوفاض!.. قد تكون إشكالية الذات فى التحرر من القيود لنبلغ الوجود.. وقد نسقط فى هوة الفراغ؟!.. حفاة.. عراة.. قد تزل أقدمنا بعد ثبوت؟!.. نحيا كل شىء وأى شىء دون شىء يذكر؟!.. أثر وحسب أو دون أثر؟!.. لا نجده وليس بداخلنا؟!.. بين كثرة وفتات على أكف الأيام نتأرجح!.. استهانة وخوف وشوق لخداع!.. فنحن من أهدرنا الحياة حتى بعدما صرنا حفاة؟!.

 

نحيا ظل الأشياء وظل أنفسنا وما كان وما نحلم!.. فى ومضات وقفزات كلها مرهقة!.. يسلبنا الكون حياتنا وطموحنا وأحلامنا.. وما نلبث أن نعود ولا نرى أفضل منها!.. فهى المخلصة الوفية التى لا تفارقنا رغم ضعفنا.. لا نشعر معها بالخسارة رغم عودتنا محبطين!.. نتحرر من قيود ونلتمس أخرى.. ربما لا نستطيع أن نحيا دون قيود ولو حتى بقيد الحياة وسطوتها!.. ففى القيود لذة ولعنة!.. كل يترنح بين ضعيف ومستضعف!.. كما لو كانت له قدرة أو مقدرة لينقلب به الحال لحال!.. فى غموض لا نعلم أى غمامة أو قيد نزيله؟!.. رغم صراعنا مع القيد.. تدفعنا قسوة الزمن والأشخاص والأشياء لحذر من فخاخ أو انزلاق.. ننتبه ونعتاد ونحاول فهما وتأويلا وتحسبا!.. مشتتون هنا وهناك.. قد تصير جزءا منا وقد نصير معها آخرين؟! وقد نصبو لنكون آخرين؟!.. تتحكم فينا حدة الصراع وكلفة الثمن ورغبة الوصول للراحة سواء كان تقديرنا سليما أو كان غير ذلك؟!.. قد نحلم بنزع قيودنا وقد نتمكن فتنتابنا سعادة مؤقتة كالأطفال الصغار.. ربما نزعه يعيدنا كثيرا للوراء وظننا أننا نستطيع تغيير ما كان؟!.. أو ربما كان وهما نتطلعه؟!.. لكن تلك اللذة غالبا لا تستمر كثيرا؟!.. وأصبح علينا التعافى سريعا لنواجه ما بتنا عليه؟!.. ربما كان صحيا وربما كان انتقاما وثأرا وربما كان تجبرا وافتراء؟!.. كل وارد وكل يتكبد الثمن.

ربما كانت حالة نزع القيد أعمق مما نتوقع رغم احتمالات الطيش واليأس الكامنة.. نقطة التقاء بين بيْن؟!.. ربما كانت نقطة حياة بما تحمل من كلمة؟!.. فى لقائك بنفسك؟!.. وربما كانت مؤثرة لا يسمح بها الزمان غالبا؟!.. مرهقون مقيدون ومتحررون.. فحتى بعد نزع قيودنا قد ينتابنا إحساس بالفراغ.. شىء من القلق بعد التعود.. فالإنسان يعشق المألوف حتى ولو صار مؤلما باعتياده مواجهته وأعباءه؟!.. لكن رغباته المكنونة فى تزيين صور التحرر تمنحه نشوة مدفوعا بإصرار وعناد؟!.

ومعه نصبح أنماطا متكررة أو مختلفة بالكاد؟!.. فى حرية وإجبار لا تكف عقولنا عن العبث طوال الوقت.. محاولين خلق توازن يسمح بالسير آمنا.. تخوض حروبك مع نفسك ومع الآخرين.. تنتهك.. تستنزف.. تستهلك.. تخسر.. تنسى.. تأسى.. تتغير.. تترك.. تهرب.. تعود!.. محاولا أن تخرج بأفضل ما يكون؟!.. أين وأين؟!.. كيف وكيف؟!.. نتساءل ما علينا لنكون بخير؟!.. رغم أننا دائما نفعل ما فى غير محله؟!.. نسأم أشياء ونتشوق لأخرى قد لا نعلمها؟!.. وقد نحتاج للتجربة لنعلمها؟!.. ربما فقدنا الشغف لكن نعلم جيدا أننا نرغب فى الحياة أكثر من مجرد البقاء على قيدها؟!.

ربما اختلسنا بعض اللحظات وربما أتت إلينا هبة من الحياة؟!.. ربما كانت محاولات يائسة بقيد حكمنا للسير؟!.. نسير حفاة ربما فزنا وربما خسرنا أشياء لنحصل على أكبر منها؟!.. وربما اكتشفنا أنه كان سيرا فى المكان نفسه ولم نغادره حتى صار لصيقا بنا؟!.

وتتساءل عن أهمية الحذاء فى خلعه وإيهامنا فى الشعور بالراحة؟!.. ضيقا نرى الحياة بدونه وكأننا نستشعر الراحة من أقدامنا!.. عموما لا يمكن إغفاله من حسابات ما نرتديه.. ربما كان مكملا؟!.. ربما كان تميمة حظ؟!.. ربما كان التخلى عنه أفضل ولو لبعض الوقت؟!.. أيا كانت حجتنا؟!.. قد نواصل السير أخف.. ربما ألقينا به ونحن نعلم أنه لا يمكن أن نعوضه؟!.. ربما لم يكن غاليا على أنفسنا؟!.. هل لأنه يلامس الأرض؟!.. وكيف؟!.. أليست الأرض هى ما نتثبت عليها؟!.. نختال الخطى ونتباهى؟!.. لماذا فى خلعه الراحة ألا يكفى عرى هاماتنا وأجسادنا؟!.. أنخشى العرى ولا نعبأ لستر أقدامنا؟!.. ربما كان وهما أننا سنكون هكذا أفضل فى مواقع العيش؟!.. ربما دفعنا اليأس والعجز؟!.. ربما كان أملا فى حياة لم نصلها؟!.. ربما ملكنا الشجاعة وربما خدعنا الانتظار لوقت نتمكن فيه من التحرر؟!.

نصر على التفاعل مع حقيقة وجود الراحة فى التحرر من قيودنا رغم استحالتها؟!.. نؤكد طوال الوقت اشتياقنا فى بحث مضنٍ وسخرية تسحبنا لمباهج اللامبالاة.. نتغاضى عن كل دلالات المستحيل؟!.. ولا تتوقف الأحلام ولا الرغبات رغم الصدود ووهن أجسادنا على تحمل مشقة اللذة؟!.. حتى يصير مجرد الحلم هو كل اللذة؟!.

نفس غامضة تشقى نفسها ومن حولها.. تحيا التوتر والقلق وتمتن لكل ما يشحذهما داخلها؟!.. تغفو وتصحو ولا تمل من عجز أصابها؟!.. تكرر على نفسها ويكرر من أسموا أنفسهم خبراء التنمية البشرية ضرورة إقناع ذواتنا بأن لا مستحيل رغم واقعيته؟!.. مجرد محاولات يائسة صونا لأنفسنا من التلاشى؟!.. تحيا فى ترقب ولهفة.. مشغولة بالانتظار والتعايش معه ومن أجله؟!.

غريب هذا الإنسان لا يستشعر غرائبيته ويلفته غرائبية غيره؟!.. وتفحص آثار الزمن وجبروته فى وجوه غيره وكأنه منْ نجا منها؟!.. ربما ليقارن نفسه معهم فيحظى بالسكون أو الهوس لسجين الحالم الماكث المنتظر خلع قيده؟!.

واعٍ ومدرك ويتمنى الهذيان؟!.. يجمع التناقضات والآهات.. توقفه الصدمات قليلا ويُعاود نفس الخطأ ونفس الرذيلة فى حيرة من أمره.. مصبرا نفسه أنه ليس الضحية الوحيدة.. لا يكف عن محاولات الثبات لمنحه صحة منطقه فى جدليات غير صادقة تميل عن المنطق لصالح أهدافه.. يرتب تصوراته على أساسها ويربط بها النتائج.. ودائما ما يفشل بخطوات خاطئة واعتقادات مريضة لانتفاء صحة المضمون وعبثية الأدوات.. فى تناسب طردى يغفل الأسلوب ويتعجب من النتيجة؟!.. كل يتبع منهجه الخاص فى متلازمة الصراع على الحياة.. وبمعنى آخر الصراع على مكاسب الحياة.. عاقدا الخصومة يحمل متناقضاته فى مواجهة متناقضات غيره فى عبثية المصالح؟!.. قد ينجح قليلا باعتماد الحل الوسطى، وقد يتمسك بقيده وينفصل عن الوجود بفقد ذاته فى التمسك بذاتيته وطمعه ونفس أخطائه.. لتبقى كل الأشياء من حوله كما يرى وحده ومطابقا لذاته فقط؟!.. ممتنعا عن التكيف لواقع لا يسمح سوى بالتعاطى فى أخذ وعطاء بموازين مجحفة غالبا؟!.. وتعادلية صفرية تقطع عشمه فى الدنيا؟!.. تفرض قبول العلاقات والأشياء كما هى مهما كانت صادقة أو كاذبة؟!.. عليك أنت بالصدق حتى ولو كنت الوحيد.. تدخل فى تضاد ليس لك ذنب فيه.. خصومات تمزقك تعمل طوال الوقت على صد هجماتها.

مفروض عليك عدم العزلة حتى وإن أصابك الملل والاكتئاب.. فالعزلة تعنى للجميع خسارة الحياة.. فى نقيض العكس وعكس النقيض.. نتقبل الحياة لنكسب القضية.. قضية الحياة وقضية أنفسنا التى حذفت من الحياة.. نحمل الظلم مدافعين عن أنفسنا رغم أننا لا نملك سوى أفعالنا فقط.. فى تكرار وتناقض وتعارض.. لا يهم كيف تكون الحياة؟!.

تحيا جدلية الحياة متعلما أن ما تكسبه اليوم ستفقده غدا والعكس صحيح فى تداول واستدامة حتى ينتهى أمرك؟!.. مهما كانت التفاصيل التى لا تهم الحياة فى شىء؟!.. فهى متشابهة دائما فى أطوار خلقنا معها ضعفاء.. فأقوياء.. فضعفاء حتى نتلاشى ويحط علينا مكب النسيان.. سنة الحياة وأنت منْ تصر على المغالطات دون إيمانك بالنسبية وقبول التغيير والفقد. وأنك معد مسبقا للاندثار رغم عبثية بحثك عن الخلود؟!.. وإلا أين ضجيج منْ سبقونا وآثارهم.. كل يتغير ويمر ونحن من نرفض تلاشينا فى عمر الزمن.. باحثين عن أثر ينتهى مهما طال؟!.. كل فى بداية وتفاعل مهما كان راكدا ؟!.. حمقى يلقوننا تناغم النتائج مع المقدمات.. لكن الواقع يؤكد قوة البدايات ووهن النتائج.. فقوانين الطبيعة دائما أقوى من قوانين العقل والفكر البشرى.. وليس من شأن الطبيعة أن تحاورنا.. ربما حاذرنا وربما عيشنا فى قلق وخوف من غضبتها.. لكننا نعمد تزييف ما نرى وما نشعر لنستمد الحياة.

أنت مجرد لحظات مهما طالت.. مهما تضاعف بقاؤك على قيد الحياة بل قد تكون عبئا عليها فى نهاية عمرك.. تعطى وتعطى وتختفى فى النهاية لتعلم أن بداهة فنائك هى الصادقة الوحيدة وسط محاولات مضيعة بوهم الحياة لنبقى على قيدها.. نتعثر ونسقط ونركض ونرتدى ونخلع ونكذب ونتجمل ونتحمل ونرتاد التجارب بحثا عن قيمة الحياة.. ربما قبلتنا وربما صرنا هكذا مجرد أحياء على حوافها نتهاوى محاولين التقاط طرف الحياة.. حفاة على أطراف الأصابع فقدنا وهم الحياة.. لم تمنحنا إذنا بالمرور المكتمل ولن تمنحنا إياه.. ربما رأفت بمن عاند وكابر فاكتفت بالجور على أحلامه.. فهو منْ أهدر فرص الحياة وعقد الأمور ونشد وهم الكمال والتميز ورفض شعارات الرضا حتى امتلأت نفسه بمكنون مزدحم.. يرتدى من تقاليع الوجود ما تحمله على تحمل الحياة.. بقيد الأمل يخشى عبء الحياة.