في الذكرى الـ 43 لتحرير سيناء.. عادات وتقاليد الزواج في أرض الفيروز
تحتفل مصر بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء، تلك الأرض التي روت بدماء الشهداء والأبطال، كي تسترد كرامتها وعزتها، وتظل أرض الفيروز رمزًا للأصالة والفخر والوطنية، وذات تراث اجتماعي فريد، ومن منطلق تلك المناسبة، تستعرض بوابة "دار الهلال" أبرز عادات وتقاليد الزواج لدى أهل سيناء، وإليك التفاصيل:
-يفضل بدو شمال سيناء الزواج المبكر، ومعظمه من الأقارب، مثل ابنة العم أو الخال، باعتبار أن هذه الروابط تضمن تماسك الأسرة، وإذا لم يرد الشاب الزواج من فتاة من أقاربه، يختار من تنتمي لعائلة معروفة وذات مكانة.
- في جنوب سيناء، تزداد تكلفة الزواج لدى القبائل البدوية، مقارنة بأهل الشمال نسبيًا، حيث يتحمل العريس كافة تجهيزات منزل الزوجية، بما فيها فستان العروس، بينما تتحمل العروس وأسرتها فقط نفقات ليلة الحنة، وبعض المستلزمات البسيطة كالسجاد والستائر.
-عند التقدم للزواج، يبرز قيمة احترام الكبير، حيث يصطحب الشاب والده أو شقيقه الأكبر ويذهب مباشرة لطلب يد الفتاة من والدها، دون وساطة أما في بعض المناطق، فيتم تشكيل وفد من مشايخ وأعيان القبيلة لمرافقة المتقدم للخطبة، ويضم الوفد قرابة العشرين شخصًا، ويتقدمهم الأكبر سنًا.
-في حال كانت العروس أرملة أو مطلقة، يراعى أخذ رأيها، وعدم تجاهله وتعاملها كأنها لا إرادة لها، بل يصان كرامتها وتقدر.
- إذا كانت العروس بكرًا، فيكتفى برأي والدها أو ولي أمرها، وبالنسبة للمهر فيحدد وفقًا لدرجة القرابة، فكلما زادت صلة الدم، قل قيمته، ويتنوع أشكاله ما بين الذهب والأثاث وبعض المستلزمات المعيشية.
-يلتزم العريس بشراء فستان وعباءة للعروس وجميع أثاث الزواج، ويعطى لحماته ما يسمى بـ"قعود الرضاعة" أي جمل في سن الرضاعة وذلك تكريمًا لها.
-في بعض حالات الزواج عند بدو شمال سيناء، يتم التناول التام أو الرضا بأقل تكاليف المعيشة، إذا كان الخاطب يتصف بالرجولة والشهامة ونبل الأخلاق.
-من أبرز طقوس الخطبة، تقديم والد العروس عصا خضراء تعرف بالقصلة إلى العريس، كرمز للموافقة، وهي شكل من أشكال موافقة الطرفين على الزواج، ويقول والد العروس وقتها "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله"، فيرد العريس "قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله"، ويعد الزواج مبرمًا ولا يحق للعروس التراجع عنه، بينما يمكن للعريس التراجع إن شاء دون شرط.
-قبل العرس بثلاثة أيام تبدأ طقوس ما يسمى بالسامر، وهو تجمع شعبي كبير يتضمن شعرًا وغناء بدويًا، حيث يشكل الشباب صفًا واحدًا ويبدأ الشاعران في التباري، ويقدم حينها الطعام من ذبائح الأغنام والإبل، ويشرف الرجال على طهيها وتقديمها للضيوف على مدى ثلاثة أيام، في مشهد يعكس كرم الضيافة البدوي.
-يتسم حفل الزفاف بالبساطة والبهجة والكرم، حيث تقام الاحتفالات غالبًا ليلة الجمعة أو الاثنين، وتتزين المنطقة برايات بيضاء، وتنظم سباقات خيول وهجن، ويقوم أهل القبيلة والجيران بتقديم الهدايا للعريس، من رؤوس أغنام ودقيق وقهوة، وتستمر الاحتفالات حتى ساعات متأخرة.
- يوم الزفاف، يذهب العريس على جمل بصحبة سيدة مسنة من أسرته وصديق مقرب لإحضار العروس، وتقام خيمتان للاحتفال، واحدة للنساء وأخرى للرجال، العريس يصطحب عروسه إلى خيمة النساء بصحبة أبيها وأخيها، ثم يتناول الطعام، أما الرجال فيحتفلون على أنغام السمسمية والأغاني البدوية، حيث يشارك العريس في الرقص والفرح مع الحضور.
-تقل حالات الطلاق بين بدو سيناء، وإن حدثت، فتتم بإجراءات اجتماعية صارمة، حيث إذا رغبت الزوجة في الانفصال، تلجأ لشيخ القبيلة الذي يحاول الإصلاح أولًا، وإن أصرت، يجبر الرجل على تطليقها بحضور كبار العائلة والقبيلة وولي أمرها.