رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


من كليلة ودمنة إلى أغنيات الطفولة.. مهرجان الشارقة القرائي يكتب فرحته بلغة الإبداع

26-4-2025 | 12:08


مهرجان الشارقة القرائي

في إطار دعم الإبداع وتنمية شغف المعرفة لدى الصغار، يتجسد المشهد الثقافي في الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 عبر باقة من الأنشطة التفاعلية والعروض المبتكرة التي تتناغم بين الأصالة والحداثة، وتحت شعار *"لتغمرك الكتب"، يستضيف مركز إكسبو الشارقة هذا الحدث الثقافي الكبير من 23 أبريل الجاري حتى 4 مايو المقبل ، حيث يقدم لزواره رحلة ثرية تجمع بين السرد القصصي المستلهم من التراث، والفنون الموسيقية العابرة للأجيال، ومساحات الاكتشاف العلمي التفاعلي.

ففي جناح "بيت الحكمة" يعود الزوار إلى عبق التاريخ من خلال حكايات "كليلة ودمنة"، التي تُقدَّم بأسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعلم، بينما يحيي كورال "روح الشرق" ذكريات الطفولة بأغنيات كرتونية خالدة في أمسية موسيقية طربية، كما يفتح "متحف صُنّاع المستقبل" أبوابه ليكون منصة تعليمية شيقة تدمج العلوم باللعب، مما يثري مخيلة الأطفال ويحفز فضولهم.

هذه الفعاليات وغيرها تُبرز دور المهرجان كمنصة ثقافية شاملة، لا تقتصر على تشجيع القراءة فحسب، بل تمتد إلى ترسيخ القيم الإنسانية، وإحياء التراث، وإلهام الأجيال الجديدة ليكونوا روادًا في عالم الإبداع والمعرفة.

ويشارك بيت الحكمة في الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 عبر جناح تفاعلي يستعيد روائع حكايات كليلة ودمنة"، التي تُعدّ إحدى العلامات البارزة في الأدب العالمي. تعود أصول هذه الحكايات إلى الهند القديمة، قبل أن تنتقل إلى الفارسية ثم العربية على يد "ابن المقفع" في العصر العباسي، لتصبح مرجعًا أدبيًا وتربويًا خالدًا.

وقالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: نقدم هذه الحكايات بأسلوب معاصر يجذب الأطفال، ليستكشفوا قيمها الأخلاقية عبر شخصيات الحيوانات، مما يعزز التفكير النقدي والإبداعي لديهم".

ويتضمن الجناح عرض مخطوطات نادرة من المكتبة الوطنية الفرنسية، تعود للقرون الوسطى، وفيها يتم عرض نسختين رقميتين نادرتين من كتاب "كَلِيْلَة ودِمْنَة" من مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية؛ أولهما مخطوطة بعنوان "كَلِيلَة ودِمْنَة: الأرنب والفيل" وهي نسخة مصورة فريدة تعود إلى سنة 1222م، تضم 89 منمنمة أصلية رائعة، وتتألف من ثمانية عشر فصلاً، يسرد كل منها حكاية على ألسنة الحيوانات، تتخلّلها قصص فرعية وأمثال مأثورة، بأسلوب يمزج بين الحكمة والطرافة.

أما المخطوطة الثانية، فهي نسخة تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وتحديداً إلى العصر المملوكي، ويُرجّح أنها كُتبت في مصر أو سوريا. تحتوي هذه النسخة النادرة على فهرس داخلي وستّ حكايات من مجمل الحكايات المنسوبة إلى الحكيم "بيدبا"، وتمتاز بتصميمها الزخرفي اللافت، وبنيتها النصية، إلى جانب طابعها التصويري الذي يعكس جماليات الفن الإسلامي في تلك الحقبة.

في المحطة الثانية من الجناح، ينتقل الزوار إلى مساحة "تعرّف على شخصيات الحكاية"، وهي تجربة تفاعلية مبسّطة تهدف إلى إشراك الأطفال في رحلة لاستكشاف الذات، من خلال التعرف على أبرز شخصيات كليلة ودمنة مثل الأرنب الذكي، والأسد الشجاع، والثعلب الماكر، والفيل القوي، والسلحفاة المغرورة، وتدعو هذه المساحة الأطفال إلى التفكير في صفاتهم الشخصية، ومقارنتها بالقيم التي تمثلها تلك الحيوانات، بأسلوب يجمع بين المتعة والتأمل.

كما يضم الجناح أنشطة تفاعلية مثل مسرح الظل واستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الشخصيات القريبة من الأطفال، ورش عمل ومسابقات تحفز الحكمة والإبداع.

فيما أمتعت فرقة "روح الشرق" جمهور المهرجان بأمسية موسيقية طربية تحت عنوان "الجيل الذهبي"، حيث غنت أشهر أغنيات مسلسلات الأطفال مثل "كونان" و"هزيم الرعد"، وسط تفاعل كبير من الحضور.

وقال المايسترو محمود محسن، مؤسس الفرقة ، هدفنا إحياء ذكريات الطفولة وتعريف الجيل الجديد بتراثهم الفني، عبر مقطوعات تجمع بين المتعة والقيم التربوية.

وفي منطقة "متحف صُنّاع المستقبل"، يتحول التعلم إلى مغامرة عبر أربع محطات، ركن الآلات ، وتجارب مع التروس والروبوتات ، ركن الديناصورات وتنقيب عن حفريات وجولة افتراضية، وركن العلوم ويضم تجارب جراحية وفيزيائية مبسطة، وأخيرا ركن الألعاب ويضم بيانو عملاق وشاشات ذكية.

وقال محمد عصام ، المشرف على المتحف، صممنا المتحف ليكون حاضنة علمية تشجع الأطفال على الاستكشاف والابتكار".