رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بابا الفاتيكان.. الوداع الأخير

26-4-2025 | 22:01


العالم يودع البابا

محمود غانم

بعد 12 عامًا قضاها على كرسي الفاتيكان، كأول بابا من أمريكا الجنوبية، شُيِّع البابا فرنسيس، اليوم السبت، إلى مثواه الأخير، حيث دُفن في كنيسة "سانتا ماريا ماجوري" بالعاصمة الإيطالية، روما، بعد طقوس جنائزية متواضعة نزولًا على وصيته التي كسرت التقاليد السائدة للباباوات.

الوداع الأخير

وأقيمت جنازة البابا فرنسيس برئاسة الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري، الذي جاوز عمره الـ90 عامًا، في ساحة القديس بطرس بالعاصمة الإيطالية، وسط حضور مهيب وإجراءات أمنية مشددة.

وقد بدأت الجنازة عند الساعة العاشرة بتوقيت روما بقداس جنائزي، شهد حضور نحو 400 ألف شخص، توزعوا بين ساحة القديس بطرس وشوارع المدينة على طول مسار الجنازة.

وعُقد القداس الجنائزي وسط أجواء مؤثرة، حيث وصل نعش البابا إلى الساحة، لتلقى هناك العظة التأبينية التي استعرضت مآثر الفقيد الراحل عن عمر ناهز الـ88 عامًا. 

وفي حديثه عن مآثره، أكد الكاردينال الإيطالي، جيوفاني باتيستا ري، أن الفقيد الراحل "احتفظ بشخصيته وطباعه وأسلوبه الرعوي، وترك منذ اللحظة الأولى بصمة واضحة على أسلوب قيادة الكنيسة، من خلال تواصله المباشر مع الأشخاص والشعوب، وسعيه الدائم لكي يكون قريبًا من الجميع، مع اهتمام خاص بالأشخاص الذين يعيشون في صعوبات"، على حد قوله.

كما أشار إلى مبادرات وكلمات البابا فرنسيس الداعمة لقضية اللاجئين والمهجّرين، إذ كانت أول زيارة له إلى جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية، رمز مأساة الهجرة.

وشهدت الجنازة التي استمرت لنحو 90 دقيقة مشاركة وفود من أكثر من 160 وفدًا، مع قادة دول وحكومات وملوك، أبرزهم: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسلفه جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بجانب ملك بلجيكا فيليب وزوجته، وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته، وملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته، وأمير موناكو ألبير الثاني وزوجته.

 المغادرة إلى الدفن

وبعد انتهاء الطقوس الجنائزية في ساحة القديس بطرس، غادر نعش البابا على متن السيارة البابوية البيضاء المكشوفة، عابرًا نهر "التيبر" إلى كنيسة "سانتا ماريا ماجوري" في روما، حيث دُفن هناك. 

وأصبح "فرنسيس" بذلك أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ ما يزيد على قرن من الزمان، حيث فضل أن يكون مثواه الأخير في كنيسة "سانتا ماريا ماجوري"، التي كان يحرص على زيارتها في كل مرة يعود فيها إلى روما بعد رحلة خارجية.

وشُيّدت هذه الكنيسة التي دُفن البابا داخل ضريح رخامي صغير فيها بالقرب من أضرحة سبعة أساقفة سابقين في القرن الخامس الميلادي، حيث كُتب على قبره اسم "فرانسيسكوس"، وهو اسمه باللاتينية. 

وقد اختار خورخي بيرجوليو -الاسم الحقيقي للبابا- التخلي عن الممارسة المتبعة منذ قرون بدفن الباباوات في ثلاثة توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، وبدلًا من ذلك، تم وضعه في تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك، وتم إغلاقه بإحكام خلال الليل.

 

الحداد على البابا

وقرر الفاتيكان أن يكون الحداد تسعة أيام على البابا الراحل، وذلك اعتبارًا من اليوم السبت، حيث عقدت جنازته، وحتى يوم الأحد الموافق الخامس مايو القادم، حيث إنه خلال هذه الفترة ستقام مراسم مهيبة كل يوم في كاتدرائية القديس بطرس.

كما أكد الفاتيكان أنه سيكون بإمكان الجمهور زيارة قبر البابا الراحل بدءًا من صباح يوم غدٍ الأحد في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بالعاصمة الإيطالية.