أستاذ الاقتصاد السياسي: ترامب يمثل سياسة الدولة الأمريكية وليس صاحب القرار الفردي| خاص
قال الدكتور سامح هلال، أستاذ الاقتصاد السياسي وخبير سوق المال، إن الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لا تقتصر في قراراتها على شخص الرئيس بل هي سياسات واستراتيجيات تعمل عليها الدولة على المدى البعيد، موضحا أن الرئيس، سواء كان دونالد ترامب أو غيره، يمثل وجهًا فقط لتلك السياسات ولا يكون المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات.
وأشار هلال في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، إلى أن الرئيس ترامب، الذي تولى منصبه في بداية عام 2025، كان قد تم الاتفاق على سياساته قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق جو بايدن، مما يعكس استمرارية الخطط الاستراتيجية للدولة الأمريكية.
وأضاف أن ترامب كأداة تنفيذية للسياسات الأمريكية، يعمل على تقديم الخطط المرسومة وإعلان القرارات المتخذة، وهو ما يظهر جليًا في تعاملاته مع عدد من الدول مثل أوكرانيا، الصين، وروسيا.
وتابع هلال قائلاً: "ترامب اتخذ مواقف متباينة من بعض الدول، حيث عرض على الرئيس الأوكراني فكرة استرداد المديونية عبر تحويل جزء من الصادرات المعدنية، كما دخل في صدام مع الصين حول التعريفات الجمركية، وعزز علاقاته مع روسيا، تلك القرارات تبدو وكأنها نتاج قرار فردي من الرئيس، لكنها في الواقع جزء من سياسة أوسع تتبناها الولايات المتحدة".
وأضاف هلال أن ترامب أثار الجدل في بعض القضايا مثل التفاوض حول مرور السفن عبر قناة بنما وقناة السويس دون رسوم، وكذلك القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط مثل تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر.
واعتبر هلال أن هذه الخطوات جزء من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة، وخاصة في المجال الاقتصادي.
وأشار هلال إلى أن الاقتصاد الأمريكي، رغم كونه واحدًا من أقوى الاقتصادات في العالم، يواجه تحديات حقيقية، موضحا أن الولايات المتحدة "تقوم بتصدير الأزمات" عبر استخدام أداة التجارة، وخاصة تجارة السلاح، لزيادة الإيرادات الحكومية، بما يسهم في التأثير على الميزانية العامة ويحقق مصلحة البلاد في النهاية.
وتابع هلال: "لا أستطيع أن أجزم بأن جميع قرارات الرئيس ترامب كانت صحيحة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي عبر تحركات سياسية واقتصادية تهدف إلى تعزيز مكانتها.
وتابع أن ما نراه من مشهد عالمي قد يكون مجرد تصدير أزمة في بداية فترة حكمه، بهدف خلق حالة من التوتر التي تتيح للولايات المتحدة التفاوض مع الدول الكبرى مثل الصين، وهو ما قد يؤدي إلى حلول في صالح الاقتصاد الأمريكي".
وأكد هلال أن القرارات التي اتخذها ترامب أثارت العديد من التساؤلات في الساحة العالمية، مما جعل بعض الدول تشعر بالقلق حيال تلك التحولات في السياسة الأمريكية، مشير إلى أن هذه الأزمات قد تكون جزءًا من إستراتيجية أكبر تهدف إلى الحفاظ على القوة الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة على المدى الطويل.