رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمين عام اتحاد الغرف العربية: 400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي - الصيني في 2024

29-4-2025 | 13:53


الدكتور خالد حنفي

أنديانا خالد

أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن انعقاد مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر في مقاطعة هاينان بجمهورية الصين الشعبية، يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، ويعكس الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري في ظل تحديات عالمية متسارعة.

وأوضح حنفي، خلال افتتاح أعمال المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2025، بحضور نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيانغ زووجون، وعدد من الوزراء الصينيين وأكثر من 1200 من المسؤولين والسفراء ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والصينيين، أن المؤتمر الذي انطلق لأول مرة عام 2005 تحت مظلة منتدى التعاون العربي الصيني، أصبح منصة محورية لتعميق التعاون في مجالات التحول الرقمي والطاقة الخضراء والابتكار التكنولوجي.

وكشف أمين عام الاتحاد أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 400 مليار دولار عام 2024، ما يجعل الدول العربية الشريك التجاري الرابع للصين بعد الولايات المتحدة، الآسيان، والاتحاد الأوروبي. ولفت إلى أن هذا الرقم يعكس نموًا بنسبة 1000% مقارنة بعشرين عامًا مضت، مؤكدًا أن الدول العربية تمتلك الجاهزية والإرادة لرفع هذا الرقم وجعل المنطقة العربية الشريك التجاري الأول للصين خلال السنوات المقبلة، كما تعتبر الصين بالفعل الشريك التجاري الأول للعالم العربي.

وأشار حنفي إلى أن الشراكة العربية الصينية لم تعد تقتصر على التبادل التجاري، بل تطورت لتشمل مجالات استراتيجية تشمل الاقتصاد الدائري، البنية التحتية الذكية، الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد المستدامة، داعيًا إلى وضع رؤية تنموية مشتركة تقوم على مبادئ الشمول والعدالة، وتتناغم مع أهداف التنمية المستدامة 2030.

وخلال لقاءاته الجانبية على هامش المؤتمر مع عدد من الشخصيات الصينية البارزة، من بينهم جيانغ زووجون، ومحافظ مقاطعة هاينان ليو شياومنغ، ومسؤولي مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية (CCPIT)، أعلن حنفي عن إطلاق مبادرة استراتيجية تتمثل في إنشاء مركز عربي صيني لريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي، لدعم التعاون بين الشباب العربي والصيني في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والاقتصاد الرقمي، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد أن المنطقة العربية، التي كانت من أوائل الداعمين لمبادرة "الحزام والطريق"، مستعدة للمضي قدمًا في تنفيذ مشاريع لوجستية وتنموية كبرى تمتد من المنطقة إلى إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، من خلال شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، وضمانات سيادية تجذب الاستثمارات الصينية.

وفي جلسة حوارية بعنوان "منظمات تعزيز التجارة العربية الصينية"، أوضح حنفي أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين حققت قفزات نوعية، حيث بلغ حجم التجارة في 2023 نحو 2.8 تريليون يوان (393.75 مليار دولار)، وبلغ في أول أربعة أشهر من 2024 حوالي 131 مليار دولار، مشيرًا إلى أن ست دول عربية فقط تستحوذ على 84.8% من هذا التبادل، ما يعكس إمكانيات النمو الهائلة في بقية الدول العربية.

وشدد على أهمية الانتقال من نموذج التعاون التقليدي إلى نموذج متكامل يقوم على التحول الرقمي، والاقتصاد المعرفي، والتكامل الصناعي الذكي، مقترحًا إطلاق منصة صينية–عربية للربط الاقتصادي الذكي، وصندوق مشترك للابتكار والتنمية، وبرامج لتبادل الخبرات وبناء مدن صناعية ذكية.

وفي كلمته خلال مأدبة العشاء الرسمية للمؤتمر، دعا حنفي إلى صياغة "جدول تعاون إنساني–ثقافي–اقتصادي" يتوازى مع المشاريع الاستثمارية الكبرى، يشمل مبادرات شبابية وثقافية وسياحية، تعزز التفاهم الحضاري وتوطد العلاقات بين الشعبين العربي والصيني.