رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحمد الفيتوري: الغبيري في مجموعته الأولى حكّاء يعرف طريقه إلى القصة

29-4-2025 | 23:29


جانب من الندوة

بيمن خليل

 

تحدث الكاتب الكبير أحمد الفيتوري عن تجربته مع قراءة "ليالي الطين"، قائلًا: "لقد تناولتُ ثلاث قصص أربع عشرة تضمها المجموعة، وكان هذا اختياري الواعي، انطلاقًا من قناعة بأن البنية السردية التشيخوفية التي يتبعها ياسر الغبيري، تظلل المجموعة بكاملها، إنها بنية واضحة المعالم، دقيقة، تُنظّم السياق السردي برمّته، وقد حضرت لديّ هذه المقاربة النقدية منذ أن قرأت "ليالي الطين"، باعتبارها المجموعة الأولى للكاتب".

وخلال مناقشة المجموعة القصصية في منتدى المستقبل للفكر والإبداع، المقام بمكتبة خالد محيي الدين في حزب التجمع الوطني، وبمشاركة الدكتور يسري عبدالله، والكاتب والناقد أحمد الفيتوري، وإدارة القاص والباحث هاني منسي، أضاف الفيتوري: هذا البعد الأولي في تجربة الكاتب هو ما استوقفني، فأنا عادة ما أقرأ الأعمال الأولى بوصفها مرآة أولى لذات الكاتب، وسبق أن تناولت ذلك في مقارباتي النقدية للرواية الأولى، التي أراها — كما الأنثروبولوجيا السردية — لحظة كاشفة، فكما يرى جريجوري ريك، الإنسان كائن حكّاء بطبعه، لا يتوقف عن خلق القصص وسردها، لذا فإن الرواية أو القصة الأولى، وإن كُتبت في إطار خيالي، فهي مشبعة بسيرة الكاتب، تخرج من جرابه، وتفيض بما لديه من خزين التجربة والمعرفة.

وتابع الفيتوري: الكاتب في عمله الأول، حتى وإن تلقى دروسًا في الكتابة، يظل كمن يُلقى بنفسه في الماء لأول مرة، لا يشفع له سوى طبيعته البشرية ككائن سارد، هذه الطبيعة، كما يؤكد بول ريكور، تتجلى في كل ما ينطق به الإنسان، من هنا جاءت خصوصية "ليالي الطين"، فهي عمل أول لكنه مشبع بوعي سردي داخلي، وبعلاقة حميمة بين القاص وعوالمه، الأمر الذي أنتج سردًا دافقًا، حميمًا، كمن يغرف من النبع مباشرة، إنها مجموعة تُقرأ كما تُستشفّ الذات من مرآتها الأولى.