تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الكبير نزار قباني، الذي فارق الحياة في 30 أبريل 1998، لكنه بقي حيا في ذاكرة الشعر والموسيقى، من خلال كلماته التي خلدتها ألحان كبار الملحنين وأصوات عمالقة الطرب، وعلى رأسهم الفنان كاظم الساهر، الذي ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بقصائد قباني، فصنع منها علامات مضيئة في تاريخ الغناء العربي الحديث.

في لحظة تاريخية وثقها مقطع فيديو نادر، اجتمع الشاعر نزار قباني والفنان كاظم الساهر أثناء بروفة خاصة لأغنية "زيديني عشقا"، في أجواء غلبت عليها مشاعر الحماس والمودة.

ظهر قباني في الفيديو وهو يلقي مقاطع من القصيدة بحضور الساهر، قبل أن تحذف لاحقا من النسخة النهائية للأغنية، وبدا الشاعر مستمتعا ومتحمسا لما يسمعه، وكأن كلماته استعادت روحها من خلال صوت القيصر.

لكن القدر لم يمهله طويلا، إذ رحل قباني قبل أن يشهد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية، والتي أصبحت واحدة من أشهر أعمال كاظم الساهر وأكثرها ارتباطا باسمه.

الفيديو النادر يظهر أيضا لحظات دافئة بين قباني والساهر، حيث يظهر القيصر وهو يعزف على العود ويؤدي مقاطع من أغنية "إلا أنت"، التي كتبها نزار لزوجته الراحلة بلقيس، بمناسبة مرور عشرة أعوام على زواجهما.

 بدا الشاعر متأثرا، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الحزن والشوق، مستعيدا ذكريات الحب التي عاشها مع رفيقة عمره، والتي بقيت حاضرة في وجدانه حتى آخر أيامه.

هذا اللقاء الوثائقي بين اثنين من رموز الإبداع في العالم العربي، يظل شاهدا على لحظة نادرة اجتمع فيها الشعر والموسيقى ليصنعا تاريخا من الإحساس والفن.