100 يوم في البيت الأبيض.. ماذا قالت نتائج استطلاعات الرأي الأمريكية عن أداء ترامب؟
100 يوم قضاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، منذ بداية ولايته الثانية للبيت الأبيض في 20 يناير الماضي، شهدت تلك الفترة مجموعة كبيرة من القرارات والإجراءات التي ترامب وامتد تأثيرها للعالم أجمع وليس الداخل الأمريكي فقط، فيما أظهرت نتائج الاستطلاعات عن مؤشرات الرضا عند أداء ترامب خلال 100 يوم من رئاسته.
استطلاعات شعبية ترامب
أظهرت استطلاعات الرأي أن شعبية ترامب الإجمالية أعلى مما كانت عليه في ولايته الأولى، إلا أن هذه النسبة آخذة في الانخفاض، حيث كشفت عن مؤشرات تحذيرية مهمة بشأن قضايا رئيسية مثل الاقتصاد وتقليص حجم الحكومة.
ورغم حصول ترامب على تقييمات أعلى قليلاً مما كان عليه في هذه المرحلة من ولايته الأولى، إلا أن نسب تأييد ترامب، لا تزال بعيدة كل البعد عن نسب التفاؤل التي منحها الأمريكيون لأسلافه.
حيث تراجعت شعبيته في الاقتصاد، وأعرب المزيد من الناخبين عن استيائهم من تعامله مع التضخم ودفعه الشامل نحو فرض رسوم جمركية عالمية، مما أدى إلى اضطراب سوق الأسهم وعرقلة التحالفات العالمية.
كذلك لا تزال الهجرة تُمثل القضية الأقوى لترامب في معظم استطلاعات الرأي، فقد أظهرت العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعًا في شعبيته.
ومن بين البالغين الذين شملهم استطلاع أجرته NBC News Stay Tuned، المدعوم من SurveyMonkey، وافق 45% على أداء ترامب في منصبه، مقارنةً بـ 55% ممن رفضوه، حيث شمل الاستطلاع عبر الإنترنت نحو 19,682 بالغًا في الفترة من 11 إلى 20 أبريل الجاري، ووفقا له وافق 88% من بين الجمهوريين على أداء ترامب، وعارضه 12%، لكن المستقلين والديمقراطيين فإن 68% منهم غير راضين وكذلك 93% من الديمقراطيين.
ووجد استطلاع CNBC All-America Economic Survey لهذا الشهر، الذي أُجري في الفترة من 9 إلى 13 أبريل، أن نسبة تأييده بلغت 44% وعدم تأييده 51% بين البالغين الأمريكيين، ووجدته Fox News نسبة تأييد 44% بين الناخبين المسجلين و55% عدم تأييد، وأحدث استطلاع أجرته جالوب للبالغين هذا الشهر أظهر نسبة تأييد 44% وعدم تأييد 53%.
كما حصل ترامب على درجة أدنى في استطلاعات الرأي الأخيرة جاءت من استطلاع ABC News / Washington Post / Ipsos الذي صدر يوم الأحد، بنسبة تأييد 39% وعدم تأييد 55% بين البالغين الأسبوع الماضي.
وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة سي بي إس نيوز بالتعاون مع يوجوف، ونُشر يوم الأحد الماضي، أن نسبة تأييد ترامب بلغت 45%، بينما بلغت نسبة معارضيه 55%.
ومع أن شعبية ترامب الآن أفضل قليلاً مما كانت عليه في هذه المرحلة من ولايته الأولى، إلا أنه يتخلف عن أسلافه في استطلاعات الرأي. إذ يبلغ متوسط نسبة تأييد ترامب بين البالغين 45% في الربع الأول من استطلاعات جالوب لعام 2025، وهو أقل بكثير من متوسط نسبة التأييد البالغة 59% لجميع الرؤساء منذ الحرب العالمية الثانية، بمن فيهم جو بايدن، الذي بلغت نسبة تأييده في جالوب 56% في هذه المرحلة من عام 2021.
ملف الاقتصاد
صرح ترامب بنفسه في برنامج "واجه الصحافة" على قناة إن بي سي نيوز الأمريكية أنه كان القلق بشأن ارتفاع الأسعار أحد الأسباب الرئيسية لفوزه في انتخابات 2024، لكن استطلاعات الرأي تظهر انعكاسات ذلك، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، أن نصف الناخبين المسجلين قالوا إنهم يشعرون أن ترامب قد ساهم في تدهور الاقتصاد منذ توليه منصبه، بينما قال 27% إن الاقتصاد لا يزال على حاله، وقال 21% إنه حسّنه.
ويُقارب معدل التأييد الاقتصادي لترامب، في كلٍّ من استطلاع سي إن بي سي الاقتصادي لأمريكا (43%) في أبريل الجاري، واستطلاع إن بي سي نيوز لشهر مارس الماضي (44%)، أدنى المعدلات في استطلاعات إن بي سي نيوز/سي إن بي سي خلال ولايتي ترامب الأولى والثانية.
وأظهر استطلاع "متابعة أخبار إن بي سي" أن 61% من الأمريكيين لا يوافقون على تعامل ترامب مع التجارة والرسوم الجمركية، مقارنةً بـ 39% ممن يوافقون عليها. ويقول 54% إنهم يتوقعون أن سياساته الجمركية ستؤدي إلى تدهور أوضاعهم المالية الشخصية في العام المقبل، مقارنةً بـ 23% ممن يقولون إن أوضاعهم المالية ستبقى على حالها، و24% ممن يعتقدون أن أوضاعهم المالية ستتحسن.
كما وجد مركز بيو الأمريكي أن غالبية البالغين الأمريكيين غير واثقين من قدرة ترامب على التفاوض على صفقات تجارية مواتية أو اتخاذ قرارات صائبة بشأن السياسة الضريبية، ويعتقدون أن سياساته تضر بالاقتصاد.
ملف الهجرة
لا تزال الهجرة، التي تُعتبر بلا شك القضية الأبرز لترامب منذ أن أطلق حملته الرئاسية الأولى قبل نحو 10 سنوات، تُمثل قضيةً أكثر أهميةً بالنسبة له، وغالبًا ما تُظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يُحقق أفضل أداء في مجالي الهجرة وأمن الحدود، لكن مؤخرًا، أظهرت العديد من الاستطلاعات آراءً مُنقسمة أو سلبية حول طريقة تعامله مع هذه القضية.
ففي استطلاع NBC News Stay Tuned الجديد، منح الأمريكيون ترامب أعلى درجاته في أي قضية، عند سؤالهم عن كيفية تعامله مع أمن الحدود والهجرة - 49% موافقون و51% غير موافقين، مع دعم الجمهوريين الكامل له.
ووجد استطلاع نيويورك تايمز/كلية سيينا أن 47% من الناخبين المُسجلين يوافقون و51% غير موافقين على طريقة تعامله مع الهجرة.
في الوقت نفسه، وجد استطلاع CNBC أيضًا أن طريقة تعامل ترامب مع الحدود الجنوبية مع المكسيك (53% موافقون و41% غير موافقين) وطريقة تعامله مع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في البلاد (52% موافقون و45% غير موافقين) كانتا من أبرز القضايا التي تُمثل اختبارًا له.
ووجد استطلاع رأي فوكس نيوز الأخير شيئًا مختلفًا، فبينما أيد 55% من الناخبين المسجلين أداء ترامب في مجال أمن الحدود، ورفضه 40%، كانت نتائجه أسوأ فيما يتعلق بالهجرة والترحيل، الأمر الذي انقسم حوله الرأي العام.
أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أن غالبية الناخبين المسجلين (54%) أيدوا ترحيل "أعضاء العصابات الأجانب المشتبه بهم" إلى السلفادور دون جلسات استماع قضائية لتحديد عضويتهم في العصابات، بينما عارض 43% هذه السياسة.
لكن بعض استطلاعات الرأي وجدت بعض المؤشرات التحذيرية لترامب بشأن تطبيق سياسات الترحيل، حيث عارضت غالبية الأمريكيين (59%) في استطلاع NBC News Stay Tuned تحركات الإدارة لإلغاء تأشيرات الأشخاص إذا ثبت أن لها عواقب سلبية على السياسة الخارجية، بمن فيهم الطلاب الذين احتجوا على حرب إسرائيل على غزة، بينما أيد 41% هذه الجهود.
وفي استطلاع حديث للرأي أجرته مجلة الإيكونوميست بالتعاون مع مؤسسة يوجوف، قال أغلبية من البالغين (45%) إن جهود الإدارة لاعتقال المهاجرين وترحيلهم "ذهبت بعيداً للغاية"، في حين قال 27% إنها "كانت صحيحة تقريباً" وقال 20% إنها "لم تذهب بعيداً بما فيه الكفاية"؛ ولم يكن 8% متأكدين.
وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أنه في حين أيدت غالبية الناخبين المسجلين احتجاز وترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، عارض ما يقرب من ثلثيهم ترحيلهم إذا كانوا قد عاشوا في الولايات المتحدة لأكثر من عشر سنوات، ودفعوا ضرائب على دخلهم، ولم تكن لديهم سجلات جنائية.
إيلون ماسك ووزارة كفاءة الحكومة
واتسمت الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية إلى حد كبير بجهود شاملة لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية بشكل كبير، بقيادة مستشار البيت الأبيض الملياردير إيلون ماسك ووزارة كفاءة الحكومة.
وأشار ماسك الأسبوع الماضي إلى أن عمله في وزارة كفاءة الحكومة قد يتراجع، وأظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أنه لا يحظى بشعبية واسعة النطاق.
وجد استطلاع NBC News Stay Tuned أن 59% من البالغين لديهم آراء سلبية عن ماسك، بينما ينظر إليه 41% بإيجابية. وفي استطلاع وول ستريت جورنال، قالت أغلبية الناخبين المسجلين (55%) إن لديه "سلطة مفرطة"، بينما قال 36% إنه يمتلك القدر المناسب من السلطة، وقال 5% إنه يمتلك القليل منها.
وأعرب الأمريكيون عن مخاوفهم بشأن نهج ماسك ووزارة كفاءة الحكومة التدميري لتقليص الحكومة الفيدرالية، حتى مع انفتاحهم على فكرة معالجة أوجه القصور في الحكومة.
ووجد استطلاع فوكس نيوز انقسامًا بين الناخبين المسجلين حول ما إذا كانت وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية ستؤدي إلى حكومة أكثر كفاءة أو تحسينات في الاقتصاد. ووجد مركز بيو أن 59% من البالغين يرون أن نهج ترامب في تقليص الإدارات والوكالات الفيدرالية متهور للغاية.
في استطلاع وطني أجرته شبكة إن بي سي نيوز في مارس، قالت أغلبية من الناخبين (46%) إن وزارة كفاءة الحكومة فكرة جيدة، بينما قال 40% إنها فكرة سيئة.
وقال ثلث الناخبين إن عمل تلك الوزارة يجب أن يستمر، وقال ثلث آخر إنه يجب أن يتوقف، قال 28% من الناخبين المسجلين في الوسط إن جهود الوزارة ضرورية، ولكن يجب أن تتباطأ لتقييم الأثر بشكل أفضل.
قضايا أخرى
دفع ترامب أيضًا في أول 100 يوم من ولايته نحو تفكيك البرامج الفيدرالية المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول، وقد وجدت بعض الاستطلاعات أن هذه الجهود لم تحظَ بشعبية.
أظهر استطلاع NBC News Stay Tuned أن 61% من البالغين لا يوافقون على تعامل ترامب مع جهود التنوع والمساواة والشمول، بينما وافق 39%. وقال ما يقرب من ثلثي المشاركين إن برامج التنوع والمساواة والشمول في أماكن العمل والمدارس مفيدة للبلاد، بينما قال 35% إنها ضارة.
كما تلقى ترامب بعض الردود السلبية على تعامله مع السياسة الخارجية، حيث رفض 53% من الأمريكيين في استطلاع CNBC تعامله مع هذه القضية، بينما وافق 42%.
وأظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا أن أغلبية الناخبين المسجلين (54%) لم يوافقوا على تعامل ترامب مع الصراعات الخارجية، مع وجود نسبة مماثلة (56%) لم توافق على وجه التحديد على كيفية تعامله مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.