هل تتحول "بريكس" إلى ساحة صراع أم منصة تعاون؟.. خبير يوضح السيناريوهات| خاص
قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد أنيس، إن احتدام الصراع العالمي، ولا سيما بين الولايات المتحدة ودول مثل الصين وروسيا، يُلقي بظلاله السلبية على قدرة مجموعة بريكس على تحقيق نمو اقتصادي حقيقي، خلافًا لما يتصوره البعض من أن التوترات الدولية قد تعزز من مكانة المجموعة على الساحة العالمية.
وأوضح أنيس في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن تصاعد النبرة العدائية من الولايات المتحدة تجاه الصين وبقية دول بريكس لا يخلق بيئة مواتية للنمو الاقتصادي داخل المجموعة، بل يتطلب الأمر حدًا أدنى من الحياد في البيئة الجيوسياسية لضمان استقرار وتطور التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.

وأضاف أن رغبة روسيا والصين في تحويل "بريكس" إلى تحالف سياسي في مواجهة الغرب تُعد من أبرز التحديات التي تعيق تطورها الاقتصادي، مشيرًا إلى أن بقية الدول الأعضاء مثل الهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، والإمارات، لا تتبنى هذا التوجه، إذ انضمت للمجموعة من منطلقات تنموية وتمويلية وليس لمعاداة الولايات المتحدة أو الغرب.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن نجاح "بريكس" كتحالف اقتصادي وتمويلي يتطلب العمل في إطار محايد بعيدًا عن التسييس، مع التركيز على تقديم أدوات دعم حقيقية للدول النامية، مثل التمويل الميسر والاستثمارات المشتركة.
وأوضح أنيس أن دور بنك التنمية الجديد التابع لـ"بريكس" ينبغي أن يتوسع بشكل أكثر فاعلية من خلال تقديم قروض بفوائد أقل من تلك التي تفرضها المؤسسات الدولية الكبرى مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، ما يعزز من ثقة الدول النامية في هذا التحالف ويدفعه إلى الأمام.
كما شدد على ضرورة تسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وفتح المجال أمام الاستثمارات العابرة للحدود، خاصة رؤوس الأموال الروسية والصينية، لتتوجه إلى دول المجموعة بما يدعم التكامل الاقتصادي الحقيقي.
وأكد أن تحقيق النمو داخل "بريكس" مرهون بإرادة جماعية تضع التنمية والتعاون الاقتصادي في صدارة الأولويات، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، محذرًا من أن التوظيف السياسي للمجموعة قد يقوّض أهدافها ويحد من تأثيرها المستقبلي على الساحة الدولية.