تحتل مصر المركز السادس عالميًا فى إنتاج الفوسفات، بإنتاج ما يقارب 4.8 مليون طن من الفوسفات، فمصر هى أحد اللاعبين الأساسيين فى السوق الدولى لخام الفوسفات والذى يعد المكون الأساسى فى صناعة الأسمدة، وفى استخراج مادة اليورانيوم، حيث تستهدف الشركة المصرية لتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية نمو حجم الصادرات خلال العام الجارى من خامات الفوسفات بنسبة 20 فى المائة.

‎فالخام يحظى باهتمام واسع وكبير فى الأسواق العالمية، وهو عنصر أساسى فى قطاع الزراعة، فالأسمدة الزراعية فى طلب متزايد باعتبارها موردا أساسيا للدول التى تسعى إلى تعزيز إنتاجها الزراعى من أجل الحفاظ على أمنها الغذائى، وتسعى مصر لتصبح مركزا لصناعة الأسمدة والفوسفات، ولعب دور رئيس فى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والاتحاد الأوروبى، وذلك ضمن استراتيجية توطين صناعة الفوسفات التى وجّه نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، كامل الوزير، لتنفيذها من خلال لجنة متخصصة للاستفادة من ثروة مصر من الفوسفات.

الدكتور مصطفى محمود إسماعيل، الخبير واستشارى علوم جيولوجية، كشف أن مصر تمتلك رواسب الفوسفات على نطاق واسع يمتد من ساحل البحر الأحمر (سفاجا-القصير -الحمراوين)، وغربًا إلى وادى النيل (وادى قنا-جنوب قنا- أدفو- السباعية)، ثم أقصى الغرب إلى الوادى الجديد بالصحراء الغربية ( الخارجة - الداخلة).

وتابع: رغم نضوب خامات الفوسفات بالصحراء الشرقية، فإن الاحتياطات المتبقية قابلة للاستخراج من خام الفوسفات فى منطقة البحر الأحمر تُقدر بحوالى 15 مليون طن ونسبة خامس أكسيد الفوسفور بها من 20 إلى 22 فى المائة، أما فى وادى النيل فى منطقة قنا فيوجد أكبر احتياطى للخام قابل للاستهلاك بطريقة المنجم المكشوف.

استفادات متعددة لخام الفوسفات، حسبما أوضح الخبير الجيولوجي، فبلغت صادرات الفوسفات الصخرى والمطحون ما يزيد على 218 مليون طن، وتزداد الصادرات مع دخول القطاع الخاص واستغلال جزء من مناطق وادى المشاش ووادى الشغب، كما يتم استخدام الخام لتصنيع سماد السوبر فوسفات ويتم تصديره للعديد من الدول، فتتم الاستعانة بميناء الحمراوين التعدينى ويقع شمال غرب بمدينة القصير بالبحر الأحمر، وهو الميناء الوحيد لتصدير الفوسفات فى مصر، بالإضافة إلى ميناء أبوطرطور التعدينى الذى يتم تطويره.

وعن احتياطيات الفوسفات، قال: لدينا احتياطيات فى الوادى الجديد أكثر من مليار طن فى هضبة أبوطرطور بالقطاع العربى، لكنه خام أقل جودة من خامات الفوسفات فى منطقة وادى النيل، وتبرز أهمية الفوسفات فى استخراج مادة اليورانيوم منه.

وفى هذا السياق، كشفت دراسة للدكتور سامى قطب عطية بهيئة المواد النووية تم نشرها فى مجلة العلميون 2008 أن هناك ما يقارب 3000 مليون طن من احتياطات اليورانيوم والعناصر الأرضية النادرة لصخور الفوسفات، وأن هناك ترابطا بين اليورانيوم وصخور الفوسفات، فتتراوح نسبة اليورانيوم ما بين 200 جرام/طن بشكل عام، فكمية اليورانيوم الموجودة فى العالم تصل إلى 15 مليون طن، ويمكنها أن تغطى الاحتياجات لمتوقعة من اليورانيوم لفترة تصل إلى 150 عامًا.

وأوضحت الدراسة، أن « عملية استخلاص اليورانيوم من صخور الفوسفات تتميز بانخفاض استثماراتها المطلوبة لتكاليف استخراج اليورانيوم من مصانع إنتاج حمض الفوسفوريك حوالى 10 فى المائة فقط من تلك المطلوبة فى حالة المناجم التقليدية»، مشيرة إلى أن «خام الفوسفات تم اكتشافه بالصعيد فى نهاية القرن وتوالت بعده الاكتشافات فى وادى النيل ومنطقة البحر الأحمر والواحات بالصحراء الغربية وسيناء وتقدر الاحتياطات القابلة للاستغلال بحوالى 700 مليون طن، بالإضافة إلى حوالى 300 مليون طن احتياطات جيولوجية».

وعن نسبة عنصر اليورانيوم فيها، أوضحت الدراسة أن نسبة اليورانيوم فى الفوسفات المصرى تتراوح ما بين 40 إلى 80 جزءا فى المليون، فيمكن القول إن الفوسفات المصرى يحتوى على كمية يورانيوم تُقدر بخمسين ألف طن يمكن الحصول عليها خلال تصنيع حمض الفوسفوريك.