رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد تصعيدها الأخير.. ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟

3-5-2025 | 17:18


سوريا

محمود غانم

لم ترفع إسرائيل يديها عن سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي، حيث باتت أراضي البلاد مستباحة من قبلها برًا وجوًا، في ضوء مخاوفها من التغيرات الجذرية التي لحقت بالمستوى السياسي، الذي يتعهد ببناء دولة جديدة قادرة على مجابهة التحديات، كما يذكر. 

واستغلت إسرائيل سقوط نظام بشار الأسد، نهاية العام الماضي، لتنفيذ عمليات برية وجوية استهدفت النقاط العسكرية ودمرت مقدرات الجيش السوري السابق، وبالتالي العتاد العسكري، الذي هو ملك الشعب السوري وليس ملك شخص أو رئيس، ذلك ما يؤكده قصي عبيدو، الباحث السياسي السوري.

ويرى الباحث السياسي السوري، في حديث لـ"دار الهلال"، أن العدوان المستمر من إسرائيل يأتي في سياق تدمير كل الترسانة العسكرية لجعل سوريا خالية من قوة عسكرية وتحييد قوة الردع المتعلقة بالدفاع الجوي من رادارات أو صواريخ مضادة للطيران.

وأشار إلى أن إسرائيل تكرر الاعتداءات على سوريا بذريعة حماية أمنها القومي أو بعدم السماح بقيام دولة "إسلاموية" على حدودها، لافتًا إلى أن آخر ذلك كان توجيهها عدة ضربات كانت قريبة من قصر الشعب تحت ذريعة حماية الدروز من الفصائل الأجنبية.

وفي رأيه، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يهدف إلى إبعاد أنظار الشعب الإسرائيلي عن القضايا الداخلية، وإيهامهم بأن حكومتهم تخوض حربًا خارجية لتغطية المشاكل التي تعاني منها، كما يسعى هذا التصعيد إلى كسب التعاطف الداخلي في سوريا، باعتبار أنها تقف إلى جانبهم لتحقيق مكاسب، وتبرير احتلالها للأراضي السورية تحت ذرائع مختلفة. 

 

هل سوريا قادة على مجابهة هذا العدوان؟ 

وفي حديثه، أوضح قصي عبيدو، الأوراق التي تمتلكها القيادة السورية لمواجهة التحديات المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي، حيث إنه أولًا عليها ترتيب البيت الداخلي عبر إشراك كل المكونات بقيادة سوريا من جهة الحكومة، بما في ذلك وزارتي الدفاع والداخلية، وكذلك مجلس الشعب.  

واستطرد: "ثانياً، يجب طرد الفصائل الأجنبية من سوريا وسحب السلاح منها، وإجراء مصالحة وطنية مع كافة مكونات الشعب السوري".  

وشدد على أن الأهم من كل ذلك هو وقف عمليات الخطف والقتل بحق المواطنين، حيث إن هناك حالات كثيرة تقوم بها عناصر قد تنتحل صفة الأمن أو الفصائل، وبالتالي تؤثر على المواطنين بشكل كبير جدًا، وفقًا له.  

وأضاف أن "هذه المسألة لها تداعيات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، فمتى فُقد عامل الأمن والأمان لا يمكن تحريك عجلة الاقتصاد ولا يمكن استقرار البلد بسبب الفوضى الحاصلة".

 

تقسيم سوريا

وفي شأن ما يرمي إليه العدوان الإسرائيلي، قال عبيدو، إن إسرائيل تسعى لتقسيم سوريا بالاشتراك مع الغرب، حيث خرجت تصريحات بالجملة من مسؤولين إسرائيليين عن تقسيم سوريا إلى أربعة أقاليم، ومنها تقسيم الساحل تحت مسمى "سوريا الغربية". 

وبذلك يتضح أن نية تقسيم سوريا موجودة، والعمل عليها جارٍ عبر الترويج إعلاميًا، وهو تمهيد لترتيبات قادمة، وفقًا له، مشيرًا إلى أن هناك خشية في الداخل السوري، مما يخطط لتقسيمها وتمزيقها إلى "كانتونات"، وهذا يشكل خوفًا وهواجس من المجهول، وبالتالي هناك هجرة كبيرة من البلاد.

وأكد أن هناك رفضًا شعبيًا قاطعًا لتقسيم البلاد من منطلق "بالاتحاد قوة"، وإذا ما تم التقسيم، فستضعف سوريا، وهذا سيؤثر على الاقتصاد وينتج عنه عداوات وتوترات طائفية نحن في غنى عنها.

ولذلك، يسعى الشعب السوري -بحسب عبيدو- للحفاظ على وحدة التراب السوري رغم اختلافه في وجهات النظر وتهميش المكونات، حيث إن سوريا أكبر من الجميع، مختتمًا بالتأكيد أن البلاد تحتاج لبعض الوقت للنهوض سياسيًا واقتصاديًا للعودة إلى موقعها الجيوسياسي.

وفيما قالت إنه رسالة تحذير للإدارة السورية، قامت إسرائيل، فجر الجمعة، بشن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة في العاصمة السورية، مشيرة إلى أنها لن تسمح بنشر قوات جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز. 

وجاء ذلك في أعقاب تأكيد زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهائها أنهم جزء من سوريا الموحدة، مشددين على رفضهم التقسيم أو الانفصال، مما شكل صفعة لإسرائيل التي تحاول تبرير تدخلاتها وانتهاكاتها بحجة الأقليات، ولا سيما هذه الطائفة.