رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء: خطورة الممارسات الإسرائيلية وتوسيعها نطاق الصراع يهدد أمن واستقرار المنطقة

4-5-2025 | 15:53


إسرائيل تصعد هجماتها ضد دول عربية

محمود غانم

رغم سقوط الذرائع الإسرائيلية واحدة تلو الأخرى التي بررت بها سلفًا عدوانها على الأراضي العربية، إلا أنها استمرت في نهجها، مصدرة ذرائع أخرى تأتي خلاف الواقع، حيث تدحض الحجج والبراهين كل ما تسوقه الأصوات العبرية تبريرًا لاعتداءاتها في المنطقة.

وفي الأمس القريب، كانت إسرائيل تبرر عدوانها على لبنان بحجة ما يمثله حزب الله هناك من تهديدٍ عليها، غير أن الحال اليوم تبدل وتغير، فبات هزيلًا ضعيفًا متباهيًا بأنه ينفذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم معها بواسطة أمريكية بحروفه، ومع ذلك، فإن الأراضي اللبنانية لم تسلم من الشر الإسرائيلي.

الحال نفسه في سوريا، فرغم خروج القوات الإيرانية من أراضيها، باعتبار أن هذه الحجة هي التي بررت بها إسرائيل عدوانها، إلا أنها ما تزال تمارس اعتداءاتها على هذا البلد العربي بحجة حماية حقوق الأقليات، وكأنها موكلة عنهم. 

إسرائيل تعمل بخطة ممنهجة

في غضون ذلك، يرى الدكتور محمد اليمني، خبير العلاقات الدولية، أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة يجسد أهدافه تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، حين أشار إلى أن الحرب لن تنتهي عند تهجير آلاف السكان من قطاع غزة، بل ستمتد إلى تقسيم سوريا، وتجريد إيران من سلاحها النووي.

وقال الدكتور محمد اليمني، في حديث لـ"دار الهلال"، إن هذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي في تنفيذ خطط ممنهجة سواءً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة أو في سوريا ولبنان والشرق الأوسط.

وبالنسبة لسوريا، يضيف خبير العلاقات الدولية، أن إسرائيل تبدي تخوفًا من العلاقات القوية بين الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، ونظيره السوري أحمد الشرع، خصوصًا أيضًا في ظل تاريخه المعروف.

ويلفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتخذ من موضوع الأقليات هناك حجة لتبرير عدوانه على الأراضي السورية، وفي حقيقية الأمر، هو لا يكترث لأمرهم، بل يعنيه ما تمثله هذه البلدة من أهمية لما يدور في الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، أوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يريد تحقيق أي تهدئة في المنطقة، حيث إن هذا لا يشبع رغبته ولا يتسق مع رؤيته الخارجية لمنطقة الشروق الأوسط، فهو دائمًا يريد اللامركزية واللاستقرار حتى ينفذ رغبته، مشيرًا إلى أنه في الحقيقة لم ينفذ أي شيء منها، وعلى العكس تكبدت بلاده خسائر فادحة.

وأضاف أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعتقد أن إنجازاته تتمثل في إضعاف حركة حماس، ومحور المقاومة، بما فيها حزب الله، هذا إلى جانب إسقاط نظام بشار الأسد، فضلًا عن التصريحات التي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، في يناير الماضي، حول تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وتحول موطنهم إلى ما أسماه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".

وإلى جانب رغبة "نتنياهو" في التصعيد في المنطقة، فإنه يشير إلى أن هناك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي يحضونه ويشجعونه على ذلك، لافتًا في هذا السياق، إلى انسحاب الوزير الأخير من الحكومة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ في يناير الماضي، قبل أن يعود إليها مع استئناف الحرب مرة أخرى في مارس الماضي.

وكشف أن "نتنياهو" بهذه التصرفات يدفع نحو تشكيل شرق أوسط جديد، وفق رؤية إسرائيل أمريكية، غير أنه يواجه عقبات، خاصة ما يدور في اليمن، الذي استهدفته الولايات المتحدة بنحو 750 غارة.

وسلط الضوء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعمل وفق "رؤية انتقامية" ما يجعل لديها رغبة للانتقام لأي هجمة تعرضت لها البلاد في الفترة الفائتة، وهو بذلك يصدر نفسه للشعب، بأنه الرجل المناسب، الذي يحمي البلاد من أي تهديدات.

إلى ذلك، يؤكد الدكتور محمد اليمني، أن التصرفات الإسرائيلية في المنطقة تهدد بشكل مباشر الأمن القومي العربي، بما في ذلك الأمن القومي المصري، بداية مما أثير حول تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء، وهو ما قوبل برفض قاطع من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يتسق مع النهج الواضح الذي تعاملت به الدولة المصرية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، كذلك هناك الأمن القومي الأردني، وما تم مؤخرًا من قبل الإخوان المسلمين.

 إسرائيل لا تجد من يردعها

من جانبه، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل تواصل عدوانها على بلدان عربية مثل سوريا ولبنان، لأنها لم تجد من يردعها، وفي المقابل، نجد أن هناك مباركة أمريكية لمثل هذه التصرفات، حيث تستمر في تقديم الدعم لـ"تل أبيب".

أضف إلى ذلك، فإن شهوة السلطة تملكت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبالتالي، فإن آلة الحرب تعمل سواءً في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في سوريا ولبنان، كما يضيف "سلامة" في حديث لـ"دار الهلال"، موضحًا أن ذلك يأتي على اعتبار أن هذه يضمن له البقاء في المشهد السياسي، مشيرًا إلى أن هذا يأتي بالتزامن مع استمرار توالي صادرات السلاح على البلاد.

وأوضح أن الاستهجانات التي تتعرض لها إسرائيل جراء تصرفاتها ليس لها أثر، ولا تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي لتعديل مساره أو سلوكه العدواني الهمجي، الذي لا يتوقف على الأراضي العربية المحتلة، بل يشمل دول مستقلة كسوريا ولبنان، في انتهاك واضح لسيادتهما.

وأشار إلى أن هذا يمثل تصريحات وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية حول ضرورة تفكيك سوريا، لافتًا إلى أن إسرائيل اليوم تتواجد فعليًا في جنوبي سوريا ولا تتركه، وكذلك جنوبي لبنان ولا تتركه، فضلًا عن ما تفعله في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أصبح ما بين 40 إلى 50% مناطق عازلة من قطاع غزة، متابعًا: "ولا نعلم من سيأتي عليه الدور".

مؤكدًا نحن أمام حالة من حالات التصعيد الإقليمي الشديد جدًا، الذي حذرت منه الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن آخر حالات هذا التصعيد الصاروخي الذي خرج من اليمن، ضد مطار "بن جوريون" وهو ما قد يترتب عليه تطورات سلبية.

واختتم أستاذ العلوم السياسية بالتأكيد على أن هذه التصرفات الإسرائيلية لا تهدد الدول المستهدفة فحسب، بل تهدد الأمن القومي العربي بأكمله.