رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"نحن نموت جوعًا".. أهالي قطاع غزة يوجهون صرخاتهم إلى العالم

4-5-2025 | 17:13


تجويع القطاع

محمود غانم

في كلمات هي أبلغ من أن تُصاغ صحفيًا، وجه أهالي قطاع غزة رسالة إلى العالم يؤكدون فيها أنهم "يموتون جوعًا حيث يستخدم الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح ضد المدنيين، فقد باتوا لا يجدون ماءً صالحًا للشرب، ولا طعامًا يأكلونه، ويُهدد الأطفال والمرضى بالموت كل يوم"، وكل ذلك بفعل الحصار الكامل المفروض عليهم منذ نحو شهرين. 

ودرجت إسرائيل على استخدام سلاح التجويع ضد قطاع غزة، منذ عام 2006، إلا أنه وصل إلى منحى غير مسبوق عقب تاريخ السابع من أكتوبر 2023، خصوصًا في الفترة التي أعقبت الثاني من مارس الماضي، إذ فرضت منذ ذلك الحين حصارًا شاملًا حال دون دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية، تزامنًا مع تدمير مصادر المياه الصالحة للشرب، وذلك ضمن حرب إبادتها على الفلسطينيين التي تنتهك كافة المواثيق الدولية والإنسانية.

ودخل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، منذ الثاني من شهر مارس الماضي، شهره الثالث، حيث إنها لم تسمح في هذه الفترة، بدخول أي إمدادات إنسانية وغذائية إلى هناك، وهي أطول فترة إغلاق يشهدها القطاع الفلسطيني، منذ بدء الحصار ضده في عام 2006.

وعلى إثر ذلك، تصاعدت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى منحى غير مسبوق، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإغاثية، في سياسة تجويع ممنهجة تهدد حياة مليوني فلسطيني بشكل مباشر.

 

التجويع.. سلاح إسرائيلي في غزة

بشكل ممنهج تدمر إسرائيل مصادر الغذاء في قطاع غزة عبر استهداف المخابز ومراكز الإغاثة ونقاط توزيع الطعام المطبوخ وآبار المياه ومخازن الأغذية والأراضي الزراعية، ضمن سياسة التجويع التي تمارسها ضد الفلسطينيين، كما يقول مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

بينما تؤكد البلديات في غزة، أن الاحتلال يدمر بشكل ممنهج آبار المياه ومحطات التحلية في إطار سياسة التعطيش التي تمارسها ضد الفلسطينيين.

وبعد أن أعلن أمس السبت، ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر 2023، ندد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، باستخدام التجويع سلاحًا في الحرب، وفرض حصارًا خانقًا ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع عبر إغلاق المعابر لليوم 63 على التوالي.

واستنكر مكتب الإعلام، حالة الصمت الدولية جراء تواصل جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بغزة على مرأى العالم، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية والحقوقية إلى تحرك فوري وفاعل والضغط بكل الوسائل من أجل إعادة فتح جميع المعابر، وضمان إدخال الغذاء والدواء بشكل عاجل، قبل فوات الأوان.

وعن حالة الجوع التي وصل إلى القطاع، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الأحد، إن الوضع الإنساني في غزة يفوق التصور، وذلك مع دخول الحصار الشامل على غزة أسبوعه التاسع، داعية إلى تضافر الجهود الدولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من الوصول إلى مستوى غير مسبوق.

وفي نداء عاجل وجه إلى العالم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد وجهاء وعشائر فلسطينية في غزة أن القطاع يعيش "حالة مجاعة كاملة"، حيث يستخدم الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح ضد المدنيين. 

أضافوا: "سكان غزة لا يجدون ماء صالحًا للشرب، ولا طعامًا، ولا مساعدات. آلاف العائلات تعيش أوضاعًا إنسانية كارثية وغير مسبوقة"، متابعين: "نحن نموت جوعًا، الأطفال والمرضى مهددون بالموت كل يوم، في ظل استخدام الاحتلال للحصار كسلاح مدمر ضد أهل القطاع، وسط صمت دولي مخز".

وطالبوا الرئيس الأمريكي بتصحيح خطيئة واشنطن واستعادة إنسانيتها، وذلك عبر الضغط لوقف الإبادة الإسرائيلية في غزة، مناشدين أحرار العالم التحرك العاجل والضغط من أجل فتح المعابر.

 

متى ستدخل المساعدات إلى غزة؟

زعم موقع "أكسيوس" الأمريكي، استنادًا إلى مصادره، أن إسرائيل والولايات المتحدة بالإضافة إلى ممثلين من الصندوق الإنساني الدولي وشركات خاصة ناقشوا في الأسابيع الأخيرة طريقة جديدة لتوصيل المساعدات، دون أن تتمكن حركة حماس من السيطرة عليها. 

ووفقًا للموقع، من المقرر أن تتم عمليات توصيل المساعدات الإنسانية عبر صندوق يُدار على المستوى الدولي ويُدعم من قبل الدول والمنظمات الخيرية. 

وأفاد مسؤولون إسرائيليون، بأن الخطة تشمل إنشاء عدة مجمعات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث يمكن للفلسطينيين زيارة هذه المجمعات مرة واحدة في الأسبوع لاستلام حزمة مساعدات.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.