رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هاري مارتنسون.. من البحّار الشاب إلى شاعر نوبل الكبير

6-5-2025 | 03:28


هاري مارتنسون

بيمن خليل

هاري مارتنسون كاتب وشاعر سويدي، وُلد في 6 مايو 1904 في بلدة جامشهوغ جنوب السويد، يُعد من أبرز الأدباء السويديين في القرن العشرين، حيث امتزجت في كتاباته التجربة الشخصية، والحس الإنساني العميق، والتأمل الفلسفي في الإنسان والطبيعة والكون. حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1974، في تتويج لمسيرة أدبية فريدة جمع فيها بين البساطة الريفية والخيال العلمي.

عاش مارتنسون طفولة قاسية؛ فقد والده في سن مبكرة، وهاجرت والدته إلى أمريكا، فترعرع في دور الرعاية، ترك المدرسة مبكرًا ليبدأ العمل في البحر وهو في السادسة عشرة من عمره، متنقلًا بين موانئ أوروبا وآسيا، هذه التجربة ستصبح نواة أعماله الأدبية الأولى، حيث صوّر حياة البحّارة، والعمال، وهموم الطبقة الكادحة.

أدب الطبيعة والوجود

تميزت كتاباته بالبساطة والعمق، متأثرة بالطبيعة السويدية، والتقاليد الشعبية، والتأملات الوجودية. من أشهر أعماله: "Nomad" (1931): مجموعة شعرية تعكس حياته كرحالة، "Kap Farväl!" (1933): رواية بحرية تسرد تجاربه في أعالي البحار، "Vägen till Klockrike" (1948): رواية عن الحياة على الهامش، تحكي عن رجل يعيش حياة الترحال الحر، "Aniara" (1956): عمله الأبرز، قصيدة ملحمية خيالية عن سفينة فضائية تحمل بشراً هاربين من الأرض المدمرة، لكنها تضل الطريق في الفضاء. استُقبل العمل كتحفة تجمع بين الشعر والفلسفة والخيال العلمي.

جائزة نوبل والجدل

في عام 1974، حصل مارتنسون على جائزة نوبل في الأدب مناصفة مع مواطنه إيفند يونسون، وقد أثار منح الجائزة جدلاً، إذ كان كلا الكاتبين عضوين في الأكاديمية السويدية، ما وُصف لاحقًا بتضارب المصالح، تأثر مارتنسون بشدة من الانتقادات الإعلامية التي تبعت ذلك، مما ساهم لاحقًا في تدهور صحته النفسية.

نهاية حزينة

انتهت حياة هاري مارتنسون نهاية مأساوية، حيث توفي منتحرًا عام 1978 بعد معاناة طويلة مع الاكتئاب، رغم ذلك، فإن إرثه الأدبي لا يزال حيًا، إذ تُقرأ أعماله اليوم بوصفها صرخة إنسانية ضد اغتراب الإنسان الحديث، وتذكيرًا بجمال الطبيعة وبؤس التقدم التكنولوجي غير المسؤول.