رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.. الاحتلال يستهدف توسيع نطاق العمليات والسيطرة على القطاع

5-5-2025 | 13:06


العدوان الإسرائيلي على غزة

أماني محمد

واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مع تهديدات بالتوسع في نطاق العمليات في القطاع، للسيطرة الكاملة عليه، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي استهدف عدة أنحاء ليترفع عدد الشهداء الفلسطينيين.

العدوان على غزة

واستشهد 22 فلسطينيا، فجر اليوم الإثنين، بعد قصف طيران الاحتلال الحربي مناطق واسعة في قطاع غزة، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية، حيث أكدت مصادر طبية فلسطينية انتشال 15 شهيدا و10 مصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال عددا من الشقق السكنية في عمارة "رموز" قرب مفترق الكرامة شمال غرب مدينة غزة.

كما استشهد 6 فلسطينيين وأصيب 5 بجروح متفاوتة جراء قصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة العطار في حي السلاطين شمال غرب قطاع غزة، واستشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر، بعد قصف مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين شرق جباليا شمال قطاع غزة.

استُشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي على بيت حانون وخان يونس.

ونسفت قوات الاحتلال مباني سكنية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما نسفت عددًا من منازل المواطنين شرق مدينة غزة.

السيطرة الكاملة على قطاع غزة

ووافق وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطط للسيطرة على قطاع غزة بالكامل والبقاء فيه لفترة غير محددة، في تصويت صباحي، بعد ساعات من تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وذلك بهدف توسيع عمليات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بشكل كبير.

وستؤدي تلك الخطة إلى المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني ودفع مئات الآلاف منهم للتهجير إلى جنوب غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من ويلات الحرب والجوع، بعد وقف إدخال المساعدات بما في ذلك الغذاء والوقود والمياه منذ 2 مارس الماضي، مما أدى لحدوث أسوأ أزمة إنسانية وغذائية في القطاع الذي يدخل الشهر التاسع عشر من الحرب المندلعة منذ 7 أكتوبر 2023.

منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في 18 مارس الماضي، شنت العدوان الإسرائيلي غارات شرسة على القطاع أسفرت عن استشهاد المئات من الفلسطينيين، وتوسع التوغل الإسرائيلي في مساحات شاسعة من الأراضي بالقطاع، حيث تسيطر الآن على ما يقرب من 50% من غزة.

وكشفت تقارير إعلامية أن الخطة الإسرائيلية، ستُنفذ تدريجيًا، وأفادت القاهرة الإخبارية أن ما أقره مجلس الوزراء الأمني "الكابينيت"، يتضمن خطة جديدة لتوزيع المساعدات، إلا أنه لم يتم بعد السماح بدخول إمدادات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأشار المسؤول إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يزال يؤيد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للهجرة الطوعية من غزة، مضيفًا أن الخطة الجديدة تشمل احتلال القطاع ونقل سكان غزة إلى الجنوب.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك خلافًا حادًا بين رئيس الأركان من جهة ووزيري الأمن القومي والاستيطان من جهة أخرى، بشأن مساعدات غزة، والمستوى السياسي لا يزال متمسكًا برفضه إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

ومن جانبه؛ أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الخطة الجديدة في غزة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات إلى احتلال الأراضي والبقاء فيها، موضحا أن الخطة الجديدة في غزة ستساعدنا على تقويض حماس وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي إصدار عشرات آلاف أوامر الاستدعاء لقوات الاحتياط، استعدادًا لتوسيع نطاق الحرب في غزة، حسبما صرّح رئيس أركان الجيش، بهدف الضغط على حماس لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.

وأدى العدوان على غزة، منذ 7 أكتوبر إلى تهجير أكثر من 90% من سكان غزة، عدة مرات في كثير من الأحيان، وحوّل غزة إلى أرض قاحلة لا تصلح للسكن.

تحذيرات الأمم المتحدة

رفضت الأمم المتحدة اقتراح الاحتلال الإسرائيلي توصيل المساعدات إلى غزة تحت سيطرة قواته، حيث أكد فريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بغزة في بيان، اليوم الاثنين، أن خطة إسرائيل ستنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية، إذ تهدف إلى تعزيز السيطرة على المواد الضرورية للحياة كتكتيك للضغط، في إطار استراتيجية عسكرية.

وستتطلب آلية التسليم المقترحة موافقة الأمم المتحدة لتوزيع الإمدادات عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، بموجب شروط يحددها الجيش الإسرائيلي.

وحذّر فريق الأمم المتحدة من أن الاستراتيجية المقترحة ستجبر المدنيين على دخول مناطق عسكرية لجمع الحصص، ما يعرضهم وعمال الإغاثة للخطر، ومن المرجح أن تسهم الخطة في المزيد من النزوح القسري.

وقالت الأمم المتحدة: "إنها لا تستطيع سوى دعم الخطط التي تحترم المبادئ الإنسانية، المتمثلة في الإنسانية والحياد والاستقلالية والنزاهة".

كذلك حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن خدماتها الطبية في قطاع غزة تعاني نقصًا حادًا في الموارد، في ظل الحصار والإبادة التي ترتكبها إسرائيل على القطاع، موضحة أن "نحو ثلث الإمدادات الأساسية (الطبية) بالقطاع نفدت، ومن المتوقع أن ينفد الثلث الآخر في أقل من شهرين"، مشيرة إلى أنها لا تزال من أبرز الجهات الفاعلة في مجال الصحة بغزة.

حماس ترفض تحويل المساعدات لأداة للابتزاز

وأعلنت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الاثنين، عن رفضها الشديد لتحويل المساعدات في قطاع غزة إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال الإسرائيلي، موضحة في تعليقها على البيان الصادر عن عدد من المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة، وتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة، التي كشفت زيف مزاعم الاحتلال حول خطط توزيع المساعدات، وأكدت أن ما يُروج له الاحتلال ليس سوى محاولة خداع لتخفيف الضغط الدولي.

وأوضحت في بيان عبر قناتها على "تليجرام"، أن الآلية المطروحة تُمثل خرقًا للقانون الدولي وتنصلًا من التزامات الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف، وامتدادًا لسياسة التجويع والتشتيت، التي تمنح الاحتلال وقتًا إضافيًا لارتكاب جرائم الإبادة، ما يتطلب موقفًا دوليًا وعربيًا حازمًا.

وثمّنت حماس، موقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الرافض لأي ترتيبات لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها الحياد والاستقلال والإنسانية وعدم الانحياز، مؤكدة أن الجهة الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الدولية والحكومية المختصة، وليس الاحتلال أو وكلاؤه.

الحملة العالمية للتضامن مع أطفال غزة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن إطلاق الحملة العالمية للتضامن مع أطفال غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسته الممنهجة في تجويع أكثر من 2 مليون إنسان منذ أكثر من شهرين لإغلاق المعابر أمام الإمدادات الغذائية والدوائية وقطع إمدادات المياه .

وأكدت، وفقا لمؤتمر صحفي اليوم، أن قطاع غزة أمام مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة لن تترك مزيداً من الوقت للجهات والمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، موضحة أن 16278 شهيدا من الأطفال بمعنى أن كل 40 دقيقة قد استشهد طفل، وأن  311 طفلًا ولدوا وقتلوا خلال الحرب.

وأضافت أن تدمير مراكز الرعاية الصحية الأولية أدى الى حرمان الأطفال والأمهات الحوامل من الرعاية الصحية الأساسية، موضحة أنه بلغت النسبة الصفرية من أدوية صحة الأم والطفل 51% منها المكملات العلاجية والفيتامينات والتطعيمات، وأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال ما يهدد بانهيار جهود وزارة الصحة في مكافحة المرض.

وحذرت من أن قطع الإمدادات الغذائية والدوائية أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، حيث ارتفع عدد الوفيات من الأطفال نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية إلى 57 طفلاً .