تستعد روسيا للاحتفال بيوم النصر، والذي يعد مناسبة وطنية كبيرة في موسكو، وتقيم احتفالات سنوية به حيث يوثق ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية واستسلام ألمانيا النازية، وتأتي الذكرى هذا العام وسط تهديدات من الجانبين الروسي والأوكراني بالتصعيد وتهديد الطرف الآخر.

احتفالات يوم النصر في روسيا

ويوافق يوم النصر في روسيا، التاسع من مايو من كل عام، وفي هذا اليوم تُقيم روسيا عروضًا عسكرية ضخمة احتفالًا بنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، بينما تُحيي أوكرانيا ومعظم الدول الأوروبية يوم 8 مايو كيوم النصر في أوروبا.

وقررت روسيا إلغاء عرض يوم النصر في مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، وفقًا لتقارير إعلامية رسمية، حيث صرح حاكم سيفاستوبول، ميخائيل رازفوزهايف، بأن عرض يوم النصر، لن يُقام لأسباب أمنية، وسيفاستوبول، هي قاعدة بحرية رئيسية على البحر الأسود، تخضع للسيطرة الروسي منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

يأتي الإلغاء في أعقاب غارة بحرية أوكرانية مُعلنة، أدت إلى تدمير طائرة مقاتلة روسية من طراز سو-30 بالقرب من ميناء نوفوروسيسك في 2 مايو الجاري، وهي عملية غير مسبوقة وصفتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأنها المرة الأولى التي تُسقط فيها طائرة مُسيرة بحرية طائرة نفاثة.

تحذير أوكراني لروسيا

وفي المقابل، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول أمس، بأن أوكرانيا لا تستطيع ضمان سلامة المسؤولين الأجانب الذين يعتزمون حضور عرض يوم النصر الروسي في موسكو في 9 مايو، محذرًا من أن روسيا قد تُدبّر استفزازات، بما في ذلك "الحرائق المتعمدة أو الانفجارات أو غيرها من الأعمال"، وتحاول إلقاء اللوم على أوكرانيا.

وأضاف "زيلينسكي" أن روسيا مسؤولة عن ضمان السلامة والأمن على أراضيها.

وفي وقت سابق، رفض زيلينسكي اقتراح بوتين بإعلان هدنة لمدة ثلاثة أيام في التاسع من مايو، مُصرًا على وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يومًا.

وردًا على ذلك، حذّر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أوكرانيا، من أي استفزازات في يوم النصر، معتبرًا أن هذه التصريحات "تهديدات مبطنة".

كما انتقد ميدفيديف زيلينسكي لرفضه اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في يوم النصر، قائلا إن زيلينسكي عليه الامتناع عن الاستفزازات اللفظية.

وأشار إلى أنه "في حال وقوع استفزاز حقيقي في يوم النصر، فلا أحد يضمن حلول العاشر من مايو في كييف".

هدنة في أوكرانيا

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة إنسانية في الحرب ضد أوكرانيا، في يوم النصر وفقًا لما أعلنه الكرملين في 28 أبريل، حيث سيسري وقف إطلاق النار من منتصف ليل 8 مايو حتى منتصف ليل 11 مايو، وفقًا لبيان الكرملين، موضحا أنه "خلال هذه الفترة، ستتوقف جميع الأعمال العسكرية. وتعتقد روسيا أن على الجانب الأوكراني أن يحذو حذوها".

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تواصل فيه موسكو رفضها لمطلب كييف بوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط كخطوة أولى نحو اتفاق سلام أوسع.

وكثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيه لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وحثّ بوتين على "الجلوس وتوقيع اتفاق"، وذلك بعد أن هدد مسؤولون أمريكيون سابقًا بالانسحاب من جهود السلام ما لم يتم إحراز تقدم قريبًا.

الرئيس الصيني يزور روسيا

وأكد الكرملين أن الرئيس الصيني شي جين بينج سيقوم بزيارة رسمية إلى روسيا في الفترة من 7 إلى 10 مايو، حيث سيكون من القادة المقرر حضورهم عرض يوم النصر في موسكو، وذلك بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإلى جانب المشاركة في احتفالات يوم النصر.

وسيناقش الرئيسان "مواصلة تطوير علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي" و"قضايا مطروحة على جدول الأعمال الدولي والإقليمي"، كما سيوقعا عددًا من الوثائق الثنائية.

ستكون زيارة شي إلى روسيا الثالثة له منذ أن أرسل الكرملين قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022، كانت آخر زيارة للرئيس الصيني لروسيا في سبتمبر 2024 لحضور قمة مجموعة البريكس، سبقها زيارة "بينج" لروسيا في مارس 2023، وردّ بوتين الزيارة بزيارة إلى الصين في أكتوبر من ذلك العام. ومنذ ذلك الحين، التقى الزعيمان أيضًا في بكين في مايو 2024، حيث أجرى بوتين بأول زيارة خارجية له في ولايته الرئاسية الخامسة، كما التقيا في كازاخستان في يوليو من ذات العام.