رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة وسط مزاعم أمريكية بالعمل على حلحلة الموقف

6-5-2025 | 13:03


غزة

محمود غانم

لا تزال السلطات الإسرائيلية تعرقل دخول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى قطاع غزة، رغم حالة المجاعة التي ضربت الفلسطينيين هناك، حيث تسعى إلى فرض نظام جديد يخولها إيصال الإمدادات الإنسانية -في حال فُتحت المعابر- عوضًا عن الأمم المتحدة ووكالاتها، وهو ما لم يقبله الجانب الفلسطيني.

إدخال المساعدات!

وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستقدم المساعدة لضمان وصول الغذاء إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، ملقيًا اللوم على حركة حماس في عرقلة دخول المساعدات، بزعم أنها "تأخذ كل ما يتم إدخاله"، وفق قوله. 

وبعد حديث الرئيس الأمريكي، أكد مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن هناك العديد من الجهود الجارية ومبادرات بشأن المساعدات الإنسانية لغزة، والتي نشيد بها، دون أن يوضح أي تفاصيل تتعلق بهذه المبادرة أو الجهود. 

يأتي ذلك بعدما كشف الفريق الإنساني الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة أن إسرائيل تسعى إلى إغلاق نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، مقابل إيصالها عبر مراكز إسرائيلية بشروط يضعها جيشها بمجرد موافقة حكومتها على إعادة فتح المعابر، وهو ما رفضته الحكومة الفلسطينية جملة وتفصيلًا.

هذا، وقد طالبت الأمم المتحدة، بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن القيود المستمرة تعيق إيصال الإمدادات الأساسية وتؤثر على الوضع الإنساني في المنطقة.

وأكدت الأمم المتحدة، أن فرق الإغاثة مستعدة لتوزيع المواد الغذائية والطبية فور توفر الظروف المناسبة، إلا أن استمرار إغلاق المعابر يعرقل العملية.

أزمة إنسانية

وتفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، الذي لم يشهد دخول أي إمدادات إنسانية منذ الثاني من مارس الماضي، جراء الحصار الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.

وفي وصفها للمشهد وما آل إليه الوضع، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن "مئات الآلاف من الفلسطينيين يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة"، كاشفة أن أكثر من 66 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية خطير، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية.

وقد أسفرت سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 57 فلسطينيًا، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، السبت، الذي حذر من تزايد العدد في ظل إغلاق تل أبيب للمعابر ومنعها دخول المساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين.

صحيًا، حذر مكتب الإعلام الحكومي بغزة، مساء أمس، أن مستشفيات قطاع غزة على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع الاحتلال "الإسرائيلي" المؤسسات الدولية من الوصول للوقود واستمرار الحصار.

وكشف المكتب الحكومي، أن مخازن الوقود المخصص للمستشفيات، والتي تتبع للمؤسسات الدولية تقع في مناطق مصنفة إسرائيليًا على أنها "مناطق حمراء"؛ أي يحظر الوصول إليها، معتبرًا ذلك استكمالًا لجريمة الحصار والتجويع المتعمد، والتي يرتكبها الجيش في القطاع بالتزامن مع مواصلة هجماته الجوية والبرية منذ السابع من أكتوبر 2023.

وجدد التأكيد أن كميات الوقود المتبقية تكفي لـ"يومين فقط"، ما يعني أن المستشفيات باتت على بعد 48 ساعة من الانهيار الكامل، بما يشمل أقسام العناية المركزة، والحضانات، وغرف العمليات، موضحًا أن توقف تلك الأقسام عن العمل في حال نفاد الوقود "ينذر بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة" في القطاع.

مدينًا "منع وصول الوقود إلى المستشفيات"، مؤكدًا أن ذلك يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومساهمة مباشرة في "تعميق الكارثة الصحية المتواصلة".

ودرجت إسرائيل على استخدام سلاح التجويع ضد قطاع غزة، منذ عام 2006، ووصل إلى منحى غير مسبوق عقب تاريخ السابع من أكتوبر 2023، خصوصًا في الفترة التي أعقبت الثاني من مارس الماضي، إذ فرضت منذ ذلك الحين حصارًا شاملًا حال دون دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية، تزامنًا مع تدمير مصادر المياه الصالحة للشرب، وذلك ضمن حرب إبادتها على الفلسطينيين التي تنتهك كافة المواثيق الدولية والإنسانية.

ويأتي ذلك ضمن حرب إبادة تشنها منذ السابع من أكتوبر 2023 على القطاع الفلسطيني، خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.