رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم بول جوجان الرسام الفرنسي الذي تخرج من بين أحضان المدرسة الانطباعية، وكان من المؤسسين لحركات فنية أثرت الحياة الفنية، قضى رحلة طويلة ليستكشف المنابع الأولى للإبداع، حتى التحق بصديقه الرسام فان جوخ في مدينة آرل بالجنوب الفرنسي.
ولد بول جوجان في 7 يونيو 1848 باريس، كان والده فرنسي ووالدته من البيرو، رحل والداه إلى البيرو نتيجة لمناخ السياسي السائد وقتها، وأثناء تلك الفترة توفي وكا عمر جوجان ثلاث أعوام.
عاش جوجان مع والدته وشقيقته لأربع سنوات في بيت خال، وعندما بلغ السابعة من عمره، عاد إلى فرنسا وعاش في البيرو التي أثرت في إثراء فنه فيما بعض.
انتقل بعدها ليعيش مع جده في أورلينس وتعلم الفرنسية، عندما أتم السابعة عشر من عمره، هرب من المدرسة، وقرر بعدها أن يعمل ملاح حيث جاب البحار، لتحوله الحياة من فتى صغير وضعيف، لرجلًا قويا.
أهدته رحلته في البحار، عالم أخر من خلال اطلاعة على الأراضي الزراعية الخلابة، التي زارها، حيث كان مهتما بالرسم منذ طفولته، بدأ الرسم في أوقات الفراغ وأصبح فيما بعد يزور المعارض باستمرار.
كون صداقة مع الرسام كاميل بيسارو و¬قام بتقديمه إلى عدد من الرسامين، ومع مرور الوقت أحرز تقدمًا في الرسم، مما جعله يستأجرمرسما وبدأ يعرض لوحاته الانطباعية في المعارض من عام 1881 و1882 وقضى صيفين متتاليين يرسم مع بيسارو وأحيانا مع بول سيزان.
عاد إلى باريس وهو في الثالثة والعشرين من العمر وعمل سمسار في سوق الأوراق المالية وتزوج من هيث كول ابنة موظف حكومي دانماركي وأنجب 5 أطفال.
وعندما بلغ سن الخامس والثلاثين من عمره فجأ عائته بترك عمله والتفرغ للرسم وفي خلال عام واحد أصبح مفلسا تماما، مما جعله يضطر إلى بيع منزل الأسرة .
عاد هو وزوجته إلى الدنمارك وعاد لتجد مايكفي لإطعام عائلتها وكانت ترى أن مغامرته غير مبررة وأنانية منه فانفصل عنها وعاد وحيدا إلى باريس بعد أن فقد اثنين من ابنائه.
ونتيجه لما عاناه من ضغوط وضنك في المعيشة، أضطر الانتقال إلى كولوني في عام1886 وبعدها بعام انتقل إلى باناما في أمريكا الجنوبية وأشتغل كعامل في إحدى القطاعات ثم انتقل إلى مارتينيك وقضى بعض الوقت ثم اضطر إلى العودة إلى كولوني مفلسا مريضا.
قرر جوجان أن ينتقل إلى رحلة أخرى، وانتقل إلى آرلي بجنوب فرنسا في عام 1888 وهو لايزال مفلسا ليلتقي بالرسام فان جوخ، وقام بتمويلهما شقيق فان جوخ «ثيو» تاجر اللوحات.
نشأت بين فان جوخ وجوجان علاقة صداقة، ولكن لم يتفقا في رسوماته،  لأن آراءهما كانت متعارضة رغم من أن كل منهما تعلم من الآخر وانتجا في تلك الفترة أعظم لوحاتهم.
كان لجوجان أسلوبه الخاص في رسوماته، من استخدامه لالوانه القوية والأشكال البدائية البارزة مصدر إلهام وتأثير كبير في فنانين بارزين مثل هنري ماتيس، وبابلو بيكاسو.
كما اتسم بجمعه بين الألوان والأشكال الجريئة، مما جعله مصدر إلهام رئيسيا لحركة التركيبية أو ما بعد الانطباعية، التي دافعت عن الأشكال الطبيعية، والجماليات، والعاطفة في الفن.

ورغم ما تعرض له في حياته من يأس وإفلاس، ولكن تربعت لوحته «متى تتزوجين» على قائمة أغلى اللوحات في العالم، حيث بيعت في مزاد علني عام 2015، مقابل 300 مليون دولار؛ ما يجعلها أغلى لوحة على مدار التاريخ.
كما كان له العديد من اللوحات المميزة ومنها، المرأة التاهيتية على شاطئ البحر، المسيح، رؤية ما بعد الخطبة، طبيعة صامتة، لوحة العائلة، لوحة من الحياة اليومية، والفواكة على طاولة.