رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الجامعة العربية تستضيف حفلًا لإعلان الفائزين بجائزة "عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية"

7-5-2025 | 15:22


الجامعة العربية

دار الهلال

استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فعاليات حفل توزيع "جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية" في دورتها الأولى، وذلك برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وبشراكة بين مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية والبرلمان العربي.

ومثّلت الأمانة العامة للجامعة في هذا الحدث الثقافي الكبير السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية، نيابةً عن الأمين العام، تأكيدًا على التزام الجامعة بدعم المبادرات الرامية إلى النهوض باللغة العربية وتعزيز مكانتها.

وتأتي هذه الجائزة تتويجًا للرؤية الحضارية التي حمل لواءها الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، الذي كرّس حياته لخدمة اللغة العربية، وتمكين أجيال الأمة من التعلق بها فكريًّا وثقافيًّا.

وقال سعود عبدالعزيز البابطين رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، في كلمته: "لقد ترك عبدالعزيز سعود البابطين إرثَهُ الثقافي أمانةً في أعناقنا، وتعهدنا بصيانته أمام حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، ثم أمام المثقفين والمبدعين العرب. ونحمد الله أن وفّقنا في تحمل هذه الأمانة؛ إذ وجهنا الأمانة العامة للمؤسسة منذ اليوم الأول إلى رفع وتيرة العمل في مختلف المشاريع، واستكملنا جهود الوالد، طيّب الله ثراه، في مواصلة تحقيق حلمه العربي الدؤوب بالحفاظ على الهوية العربية من خلال حماية لغة الضاد وصونها".

وأضاف البابطين، أن الشراكة مع البرلمان العربي في إطلاق جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لخدمة اللغة العربية تأتي تجديدًا للعهد بالعمل على صون اللغة العربية، ومنحها الأولوية بين أبنائها، وتعزيز دورها في إنتاج المعرفة، والعمل على نشرها وتوسيع حضورها عالميًا، لا سيما بين الناطقين بغيرها.

وفي ختام كلمته، توجه البابطين بالشكر إلى جميع من أسهم في تأسيس الجائزة، قائلاً: "أتوجه بوافر الشكر والامتنان لكل من ساهم في تأسيس هذه الجائزة وترسيخ دعائمها، وأتقدم بخالص التهاني والتبريكات للفائزَيْن الاثنين بها عن جدارة واستحقاق، متمنيًّا لهما دوام التوفيق والتميّز".

ويُعد هذا الحدث محطة جديدة في مسار طويل من العطاء الثقافي، تجسّده مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية منذ تأسيسها، بإيمان راسخ بأن خدمة اللغة العربية ليست مسؤولية فردية، بل مشروع حضاري تتكامل فيه جهود المثقفين والبرلمانيين والمربين، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للغة الضاد.

من جهته.. أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي: إن لغتنا العربية لم تكن يومًا مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للهوية الثقافية العربية ورمز لها، وجسر يربطنا بتاريخنا العريق وحضارتنا العظيمة.. كما أنها الوعاء الذي يحفظ لنا تراثنا الفكري على مر العصور.

وقال: "ولكن على الرغم من ذلك، لا بد أن نعترف بأن لغتنا العربية تواجه الكثير من التحديات في عالمنا اليوم، والتي تهدد مكانتها في بيئتها العربية ومحيطها العالمي.

وأشار إلى أنه يأتي في مقدمة هذه التحديات تراجع استخدامها في الحياة اليومية على حساب انتشار مفردات دخيلة على بيئتنا وثقافتنا، وهيمنة اللغات الأجنبية في التعليم والبحث العلمي، فضلاً عن التحديات المرتبطة بتعليم اللغة العربية في المناهج الدراسية، وخاصة التركيز على الجوانب النظرية الجافة على حساب تنمية المهارات اللغوية الحية.

وأضاف أن مواجهة هذه التحديات كافة، والحفاظ على عراقة وأصالة لغتنا العربية، يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الجهات، سواء كانت حكومية أو أكاديمية أو مجتمعية، رسمية وغير رسمية.

ونوه إلى أن الأمر يتطلب تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة والتشجيع لأصحاب المبادرات والأفكار الخلاقة التي تسهم في حماية اللغة العربية والحفاظ على مكانتها العالمية، وتعزيز دورها في الحفاظ على التراث الفكري والثقافي لأمتنا العربية.

وتابع: "من هنا، تأتي أهمية الحدث الذي نحن بصدده اليوم، فجائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية، لا تخلد فقط ذكرى أحد أهم رجال الفكر والشعر والثقافة في عالمنا العربي، وهو المغفور له بإذن الله تعالى، الشاعر الكويتي الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين، رحمه الله وطيب ثراه، ولكنها تبعث في الوقت ذاته الحافز لدى المبدعين والمفكرين لكي يطلقوا عنان أفكارهم في كيفية صون وحماية اللغة العربية واستعادة مكانتها التاريخية الرائدة بين لغات العالم المختلفة".

وأكد اليماحي، أن البرلمان العربي يشدد دائما على أن الحفاظ على اللغة العربية ليس خياراً، بل هو واجب حضاري وأخلاقي، وعلينا أن نغرس هذا الوعي في أجيالنا الحالية والقادمة، من خلال دعم المؤسسات العاملة في هذا المجال، وتعزيز حضور اللغة العربية في الحياة اليومية، وربطها بالحداثة والإبداع.

وحضر الحفل نخبةٌ من كبار المثقفين والأدباء والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربي، في تأكيدٍ على مكانة الجائزة وقيمتها المعنوية في الساحة الثقافية العربية.

الجدير بالذكر، أن جائزة "عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية" أُعلن إطلاقها في الحادي والثلاثين من مايو ٢٠٢٤، وفتح باب الترشح حتى الخامس عشر من نوفمبر ٢٠٢٤، في دورتها الأولى التي خُصصت لفرعين رئيسيين؛ فرع الأفراد في مجال الرقمنة في خدمة اللغة العربية، وقيمته أربعون ألف دولار، وفاز به حسن علي مصطفى النحاس عن مشروعه "المُعجِز في حوسبة اللغة العربية".. وفرع المؤسسات في مجال “التخطيط والسياسات اللغوية”، وقيمته ستون ألف دولار أمريكي وقد فاز به مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عن مشروعه “مؤشر اللغة العربية”.

وجاءت النتائج بعد عملية تحكيم دقيقة أشرف عليها مجلس أمناء الجائزة بمشاركة نخبة من كبار الخبراء المتخصصين، لتأكيد الشفافية والمهنية التي أرادتها المؤسسة في دعم اللغة العربية والارتقاء بمكانتها إقليميًا ودوليًا.