«الأدب وتشكيل الهوية الوطنية.. الأدب السيناوي نموذجًا» في ملتقى الثقافة والهوية بالعريش
تواصلت فعاليات ملتقى «الثقافة والهوية الوطنية»، بقصر ثقافة العريش، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار دعم الحراك الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.
تنفذ فعاليات الملتقى بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، واستهلت فعاليات الأربعاء بجلسة بحثية بعنوان «الأدب وتشكيل الهوية الوطنية.. الأدب السيناوي نموذجا» ألقاها الباحث دكتور حمدي سليمان، وأدارها دكتور صلاح فاروق، بحضور الشاعر دكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والشاعر حسونة فتحي أمين عام الملتقى، ودكتورشعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، وأشرف المشرحاني مدير ثقافة شمال سيناء، إلى جانب لفيف من المثقفين.
وأشار دكتور صلاح فاروق إلى أن الباحث دكتور حمدي سليمان يعد من أبرز أدباء شمال سيناء، وهو أستاذ بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة العريش.
من جانبه، تناول دكتور سليمان في ورقته أثر الظروف الاجتماعية والسياسية على وضعية الناس والأدباء في شمال سيناء خلال فترات الأزمات، مستعرضا محاور عدة منها تأثير الأوضاع الأمنية والاجتماعية، ودور العملية الشاملة في ضبط الإطار العام، مع الإشارة إلى خصوصية الهوية السيناوية المرتبطة بالانتماء القبلي والدين واللهجة البدوية.
وأكد سليمان أن الأدباء يساهمون من خلال إنتاجهم الإبداعي في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء، موضحا أن الهوية في المجتمع السيناوي ترتبط بطبيعته وثقافته، حيث يعد الانتماء للقبيلة عاملا مركزيا في تشكيل هذه الهوية. وأضاف أن رغم القيود المفروضة على الحركة الأدبية بسبب الظروف المتعاقبة، فإن أدباء سيناء يمثلون نموذجا مشرفا للوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية.
وتواصلت فعاليات الملتقى مع جلسة بحثية بعنوان«محور الشعر الفصيح» للباحث عيد عبد الحليم، وأدارها حاتم عبد الهادي، وتناول خلالها «عبد الحليم» آفاق القصيدة المعرفية لدى شعراء سيناء، مشيرا إلى انحياز اللغة الشعرية الجديدة نحو أفق تجريبي مفتوح لاكتشاف التفاصيل الغامضة ومناطق الرؤية غير المأهولة.
وفي الفترة المسائية، شهد قصر ثقافة العريش جلسة شهادات أدارتها الكاتبة صفاء عبد المنعم، تحدثت فيها جيهان عمر عن «الإبداع والكتابة بين النساء»، مستعرضة تجربة الروائية والناقدة د. هويدا صالح في موازنة الفن والحياة، وتأكيدها على أن الإبداع ليس هروبا من الواقع بل وسيلة للتفاعل معه، كما نقلت شهادتها عن جيل التسعينيات ومفاجأتها بجرأة كتاباتهم.
كما أقيمت جلسة بحثية بعنوان «محور الشعر البدوي»، قدمها الباحث مسعد بدر وأدارها عبد الكريم الشعراوي، تناول فيها «بدر» قضية الشيخوخة في شعر البادية باعتبارها مسألة وجودية شغلت الفلاسفة والشعراء، مشيرا إلى أن الإنسان ينكر الشيخوخة لأنها تذكره بالفناء، وأن العمر الحقيقي يقاس بشباب الروح لا بعدد الأعوام، مضيفا أن لحظة إدراك زوال ربيع العمر تأتي حين يرى الأبناء وقد صاروا آباء، ويبدأ الإحساس بالعجز عن تجديد الحياة.
واختتم اليوم بأمسية شعرية بحضور رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، ومدير ثقافة شمال سيناء، وأمين عام الملتقى، بمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء والمثقفين.
يذكر أن ملتقى «الثقافة والهوية الوطنية» يُنفذ بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة شمال سيناء، ويتضمن عددا من الجلسات البحثية والمائدات المستديرة والأمسيات الشعرية، وتختتم فعالياته اليوم الخميس.