بعد فشل التصويت الأول.. لماذا تأخر انتخاب بابا الفاتيكان وماذا يعني الدخان الأسود؟
بدأ مجمع الكرادلة في الفاتيكان اجتماعه أمس، لانتخاب البابا الـ 267 للكنيسة الكاثوليكية، حيث فشل التصويت الأول في انتخاب البابا، حيث خرج الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان، بينما يترقب الجمهور في ساحة القديس بطرس وفي العالم انتخاب البابا الجديد الذي سيقود الكنيسة الكاثوليكية ونحو 1.4 مليار كاثوليكي في العالم.

لماذا تأخر انتخاب بابا الفاتيكان؟
وأقيمت أمس، أعمال المجمع البابوي بعد أن أقسم الكرادلة على السرية لانتخاب البابا الجديد، وهي الانتخابات التي تجرى في اقتراع سري يتطلب أغلبية الثلثين لانتخاب بابا جديد، وبعد كل جولة من الترشيحات، تُقرأ أوراق الاقتراع بصوت عالٍ ثم تُحرق، ويُستخدم الرماد لإبلاغ الجماهير حول العالم والجمهور في ساحة القديس بطرس بنتائج الانتخابات.
ويعقد اليوم الخميس، مجمع الكرادلة في كنيسة سيستين في الفاتيكان، اليوم الثاني من التصويت لانتخاب بابا جديد، وذلك بمشاركة 133 كاردينالًا، يجتمعون مجددًا اليوم بعد أن قضوا ليلتهم في مقرات الفاتيكان، حيث أدى الكرادلة اليمين الدستورية على السرية في طقسٍ يعود إلى قرونٍ مضت لانتخاب زعيمٍ جديدٍ للكنيسة الكاثوليكية.
ويشترط ليصبح الكاردينال بابا، الحصول على أغلبية الثلثين، أي 89 صوتًا من أصل 133 صوتًا. يُعد هذا المجمع السري الأكثر تنوعًا جغرافيًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الممتد على مدار 2000 عام.

ماذا يعني الدخان الأسود؟
وانبعث دخان أسود من مدخنة كنيسة سيستين مساء الأربعاء، مما يُشير إلى عدم انتخاب أي بابا في الاقتراع الأول للمجمع.
ووفقا لإجراءات الانتخابات، تُحرق جميع بطاقات الاقتراع في عملية التصويت لاختيار البابا، في موقد من الحديد الزهر استُخدم لأول مرة في مجمع الكرادلة عام 1939، ويُجري المُدقّقون هذه العملية بمساعدة سكرتير المجمع ومسؤولي المراسم، الذين يستدعيهم كبير الشمامسة، حيث تُضاف المواد الكيميائية لتلوين الدخان: أسود إذا لم يُنتخب أي بابا، وأبيض إذا انتخب واحد.
ووفقا لما أعلنه الفاتيكان، ستعلن نتائج التصويت وإشارات الدخان الناتجة عنه، في نهاية الصباح ونهاية اليوم إذا كان الدخان أسود، أو في منتصف الصباح أو بعد الظهر إذا تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، والذي يعني انتخاب بابا جديد.
ويُجرى التصويت أربع مرات يوميًا - مرتين صباحًا، ومرتين بعد الظهر، وإذا لم يُنتخب أي مرشح بعد ثلاثة أيام، يُوقف التصويت مؤقتًا ليوم واحد للصلاة، ومناقشات غير رسمية، ووعظة روحية موجزة من كبير الكاردينالات الشمامسة، ثم يُستأنف التصويت. بعد كل سبع جولات إضافية دون جدوى، يتبع ذلك توقف آخر ووعظة - أولًا من كبير الكاردينالات الكاهن، ثم لاحقًا، إذا لزم الأمر، من كبير الكاردينالات الأساقفة.
إذا لم يُنتخب أي بابا بعد 21 تصويتًا، تُراعى وقفة أخيرة للصلاة والحوار والتأمل، وفي هذه المرحلة، يستمر التصويت، ولكن لا يحق للكرادلة الاختيار إلا بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات في الجولة السابقة. وحتى في هذه الحالة، لا تزال أغلبية الثلثين مطلوبة، ولا يُسمح للمرشحين المعنيين بالتصويت.

ما هي الخطوات المباشرة التي تلي انتخاب بابا جديد؟
وبعد حصول الكاردينال على أغلبية الثلثين اللازمة لانتخابه بابا، يسأل عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري، المرشحَ المنتخب: "هل تقبل انتخابك الكنسي حبرًا أعظم؟"، وإذا قبل الكاردينال المنتخب، فإنه يختار اسمه الجديد، ويتولى السلطة والمسؤولية الكاملة عن الكنيسة الكاثوليكية، ويقدّم الكرادلة الحاضرون احترامهم للبابا الجديد، ويستعد البابا الجديد ليلقي بركته الرسولية إلى المدينة (روما) والعالم، من كاتدرائية القديس بطرس.
ويشارك كرادلة من جميع أنحاء العالم في المجمع البابوي في كنيسة سيستين، وفي "غرفة الدموع" تُعرض أثواب بمقاسات مختلفة لضمان ملاءمتها للبابا الجديد، حيث يدخل البابا الجديد إلى تلك الغرفة، التي تعرف بهذا الاسم لأنها أول مكان سيذهب إليه البابا الجديد لمواجهة حقيقة منصبه الجديد. ويُقال إن البابا ليون الثالث عشر بكى عند دخوله الغرفة عام ١٨٧٨.
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، سُميت الغرفة بهذا الاسم نظرًا للثقل العاطفي للمسؤولية التي تنتظر البابا الجديد، تُعرف الغرفة بالإيطالية باسم "Stanza della Licrime"، وتقع على بُعد أقدام قليلة من كنيسة سيستين.
في هذه الغرفة، سيُغير البابا من ثيابه الكاردينالية الحمراء إلى ثيابه البابوية البيضاء الجديدة، ويبدأ الاستعداد لدوره ومنصبه الجديد قبل تقديمه للعالم، وتحية الآلاف المنتظرين، في ساحة القديس بطرس وملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم.