رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصطفى صادق الرافعي.. معجزة الأدب العربي

10-5-2025 | 02:57


مصطفى صادق الرافعي

فاطمة الزهراء حمدي

لقب بمعجزة الأدب العربي، هو أحد أعلام الأدب العربي في العصر الحديث، تميز ببلاغته وأسلوبه الأدبي، حيث كان ينتمي إلى مدسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي، فضل الكتابة النثرية رغم إجادته ببراعة للشعر العربي التقليدي، إنه مصطفى صادق الرافعي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

ولد مصطفى صادق الرافعي في 1 يناير سنة 1880 في قرية بهتيم، إلا أنه عاش حياته في طنطا، وحصل على الابتدائية هناك، ويعود نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب.

أصيب الرافعي بمرض يقال أنه "التيفود" أقعده عدة أشهر في فراشه، وأثر ذلك المرض عليه وأصيب في أذنيه، واشتد به حتى فقد سمعَه نهائيا في الثلاثين من عمره، ولكن لم يستسلم لإعاقته التي جعلته أكثر ارتباطًا بالقراءة والكتابة، مما منحه فرصة للتركيز على تطوير مهاراته اللغوية، وصقل موهبته الأدبية، فأبدع في مجال المقالات الأدبية والنقد والشعر.

أصدر صادق الرافعي في عام 1903،  ديوانه الأول، وقد حظي على إعجاب وإشادة شعراء عصره، أمثال البارودي وحافظ إبراهيم، لكنه ترك الشعر رغم ذلك وتفرغ إلى النثر الفني الأدبي.

يعتبر الرافعي هو من أقدم الاعتراض على الشعر العربي التقليدي،  كأول موقف يتخذه شاعر في  الأدب العربي على مدار تاريخه، قبل حتى أن تظهر معظم الدعوات الأدبية المماثلة، في تحرير الشعر، وكان يقول: «إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه» وهذه القيود هي الوزن والقافية، وتوجه بعد ذلك إلى الكتابة النثرية التي وجد فيها حريته وملاذه.

وله العديد من الأعمال التي تحمل تأملاته العميقة ومن أشهرها: "السحاب الأحمر"، و"أوراق الورد"، حيث عبّر عن مشاعر الحب، الألم، والصراع الداخلي بأسلوب أدبي راقٍ يعكس تأثره بعزلته.

كما استخدم الرافعي إعاقته كوسيلة للحديث عن أهمية الإرادة والعزيمة، وكان يرى أن الإرادة البشرية أقوى من أي عائق، وهو ما ظهر جليًا في كتاباته، التي كانت مليئة بالحكمة والتفاؤل.

لم يكن الرافعي مجرد أديب، بل كان صاحب رسالة أدبية سامية، حيث دافع عن اللغة العربية وأهميتها، كما استطاع الرافعي أن يترك إرثًا أدبيًا كبيرًا يُعد من الكنوز الفكرية للأدب العربي، ويظل نموذجًا حيًا لقدرة الإنسان على تحويل المحن إلى منح، وتحقيق النجاح رغم الصعاب.