في 24 ساعة.. تحولات جذرية تطرأ في مفاوضات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
تحول جذري طرأ على الموقف الروسي بشأن مفاوضات السلام مع أوكرانيا، حيث تحتدم المعارك بين الجانبين منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث عرض الرئيس فلاديمير بوتين عقد مفاوضات مباشرة مع كييف، دون شروط مسبقة، تُفضي إلى إرساء الهدوء بين البلدين، مما يمثل تحولًا لافتًا في موقف بلاده، التي لطالما أرادت أن تتفاوض بشروط مسبقة.
مفاوضات مباشرة
أبدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداد موسكو لبدء محادثات مباشرة "دون شروط مسبقة" مع كييف، التي تشن عليها حرب منذ أكثر من ثلاث سنوات، يوم الخميس القادم، في مدينة أسطنبول التركية.
وأكد الرئيس الروسي، أن بلاده متلزمة بإجراء مفاوضات "جادة" مع أوكرانيا تهدف إلى إزالة الأسباب الجذرية للنزاع وإرساء سلام دائم.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده مستعدة لعقد مفاوضات مباشرة مع روسيا، لإنهاء الحرب التي تمضي في عامها الرابع، وذلك حال التزامها بوقف شامل لإطلاق النار اعتبارًا من غد الاثنين.
وعبر المطالبة بتنفيذ وقف إطلاق النار بدءًا من يوم غدٍ الاثنين، يشير الرئيس الأوكراني إلى المقترح المقدم من بلاده ودول أوروبية، لتحقيق تهدئة بين البلدين تبدأ في هذا الموعد.
وقال "زيلينسكي"، إنه من الإيجابي أن الروس "بدأوا أخيرا يفكرون في إنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن العالم بأسره كان ينتظر ذلك منذ زمن طويل.
لكن يبدو أن الرئيس الأوكراني لم يفهم ما أراده نظيره الروسي، هكذا ردت الخارجية الروسية على حديث "زيلينسكي"، مؤكدة أن "بوتين" أكد ضرورة التفاوض بشأن الأسباب الجذرية للصراع، ثم الحديث عن الهدنة.
وللإشارة، فإن الرئيس الروسي لم يستبعد التوصل إلى اتفاق ملزم للجانبين الروسي والأوكراني بشأن وقف إطلاق النار خلال المفاوضات المزمع عقدها في تركيا، غير أنه شدد على مسألة التفاوض بشأن الأسباب الجذرية للصراع.
بدوره، أكد الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، استعداد بلاده لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
ورحب الرئيس التركي باقتراح نظيره الروسي استئناف محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول من حيث توقفت، حيث عقد المفاوضون من البلدين مفاوضات مباشرة هناك خلال الأسابيع الأولى من الحرب، لكنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي لا يزال دائرًا.
وأكد أن نافذة الفرصة قد فُتحت لتحقيق السلام، وأن وقف إطلاق النار الشامل من شأنه أن يخلق البيئة اللازمة لمحادثات السلام.
وعلى وقع ذلك، تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن يومًا عظيمًا لروسيا وأوكرانيا حال استئناف المفاوضات المباشرة مع في إسطنبول، يوم الخميس القادم.
وشدد الرئيس الأمريكي، على أن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من شأنه إنقاذ آلاف الأرواح، متابعًا:"سيكون العالم جديدًا تمامًا وأفضل بكثير"، مجددًا التأكيد على أن بلاده ستواصل العمل بشأن هذه القضية مع البلدين.
مقترح لوقف إطلاق النار
وأكدت أوكرانيا، أمس السبت، أن رئيسها فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا مستعدون لوقف إطلاق نار غير مشروط مع روسيا لـ30 يومًا على الأقل.
وحسب بيان صادر عن وزراة الخارجية الأوكرانية، فإن "زيلينسكي" والقادة الأوروبيين أجروا بعد اجتماعًا عقدوه اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنهم ناقشوا الشروط اللازمة لتحقيق السلام في أوكرانيا.
ووافقت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون على وقف إطلاق النار الشامل وغير مشروط في البر والبحر والجو مع روسيا، اعتبارًا من يوم الاثنين ولمدة 30 يومًا على الأقل، وفقًا للبيان.
من جهته، اكتفى الرئيس الروسي بعرض استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا مرة أخرى، دون أن يرد على المقترح الأوكراني الأوروبي أو حتى الإشارة إليه.
بيد أن الكرملين أكد أن البلاد ستدرس المقترح الأوروبي لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن من غير المجدي ممارسة ضغط عليها.
ومن أوروبا، اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مقترح الرئيس الروسي بإجراء مباحثات مباشرة يُظهر أنه يبحث عن مسار لحل الأزمة، غير أنه لا يزال يرغب في كسب الوقت.
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، أكد الرئيس الفرنسي، أن الولايات المتحدة ستتولى، مع مساهمة أوروبية، الإشراف على تنفيذه.
وفي الأسابيع الأخيرة، قدمت أوكرانيا، مقترحات عدة لوقف إطلاق النار مرات عدة، لكن روسيا رفضتها، بحجة أنها تريد تقديم التزامات بتحقيق مطالبها أولًا، ولا سيما وقف تسليم الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.