أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي وخبير حفظ السلام الدولي، أن روسيا تصر على رفض وجود قوات أوروبية في أوكرانيا في أي اتفاق سلام بين البلدين، بناءً على عدة أسباب، يأتي في مقدمتها أنها ترى ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. 

جاء ذلك في حديثه لـ"دار الهلال" تعقيبًا على تأكيد الكرملين، اليوم الأحد، أن موسكو ترفض فكرة نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.

وأوضح الدكتور أيمن سلامة، أن روسيا ترى أن توسع النفوذ العسكري الغربي في أوكرانيا، بما في ذلك نشر قوات أوروبية على أرضها، يمثل تهديدًا استراتيجيًا لحدودها ومصالحها، حيث إنها تعتبر أوكرانيا منطقة عازلة تاريخية، وأي وجود عسكري أجنبي فيها يُنظر إليه على أنه تقويض لهذا الوضع.

وإضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا أوكرانيا جزءًا من "عالمها الروسي" أو "مجالها الحيوي" وفقًا للنظرية الألمانية القديمة، لذا فإن أي تدخل عسكري من قوى خارجية، خاصة الأوروبية، يُنظر إليه على أنه تعدٍ على هذا المجال ومحاولة لانتزاع أوكرانيا من هذا النفوذ، وفقًا للخبير الدولي.

وبيّن أن روسيا تزعم أن وجود قوات أوروبية لن يساهم في حل الصراع بل سيؤدي إلى تصعيده وتطويل أمده، وربما يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا ودول أوروبية.

ومستكملًا توضيحه للرفض الروسي لفكرة نشر قوات حفظ سلام أوروبية، قال سلامة، إن موسكو تشكك في نوايا الدول الأوروبية، حيث تعتبر دعمها العسكري لأوكرانيا جزءًا من مخطط أوسع لتقويض نفوذها وإضعافها.

وعلاوة على ذلك، يشير إلى أن روسيا تعتبر وجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأراضي الأوكرانية تهديدًا مباشرًا لسيادتها، حتى لو كانت تعمل تحت علم مختلف.