رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رئيس المجلس الأوروبي: التوسع نحو غرب البلقان أصبح مرة أخرى أحد أولويات الاتحاد الأوروبي

12-5-2025 | 11:23


أنطونيو كوستا

دار الهلال

أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في مقابلة خاصة مع شبكة "يورونيوز" الإخبارية، اليوم الإثنين، أن التوسع نحو منطقة غرب البلقان أصبح مجددًا من أولويات الاتحاد الأوروبي، وذلك قبيل بدء جولته في المنطقة غدًا الثلاثاء.


وأعرب كوستا عن رغبته في طمأنة الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبًا إياها بالالتزام بالإصلاحات ومعايير السياسة الأمنية المشتركة للاتحاد. كما تعهّد بضمان دفعة جديدة لإعادة إطلاق عملية انضمام هذه الدول، والتي تعاني من الركود في بعض الأحيان بسبب تردد بعض الدول الأعضاء السبع والعشرين.


وأفادت "يورونيوز" أن جوهر مهمة كوستا في دول غرب البلقان الست يتمثل في الحاجة إلى عدم فقدان السيطرة الاستراتيجية على منطقة تُعد مفتاحًا لاستقرار القارة الأوروبية.


وأكد كوستا، عشية جولته الدبلوماسية في دول غرب البلقان الست، أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أدّت إلى تسريع خطوات انضمام أوكرانيا ومولدوفا، لذا فإنه من غير العدل أن تتجاوز هاتان الدولتان دول غرب البلقان، ما يستدعي تحركًا أسرع من هذه الأخيرة في تنفيذ الإصلاحات " .


وأوضح المسؤول الأوروبي أن "هناك إجماعًا سياسيًا قويًا داخل المجلس الأوروبي على أن التوسع يُعد الاستثمار الجيوسياسي الأهم من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام والازدهار في أوروبا، لا سيّما في منطقة غرب البلقان " .


وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان يشتركون في رؤية موحدة، كونهم ينتمون إلى الأسرة الأوروبية، وبالتالي علينا أن نعمل لضمان انضمامهم رسميًا إلى هذه الأسرة، أي إلى الاتحاد الأوروبي".


وفي ما يخص التوترات السياسية في صربيا، شدد كوستا على أن "التقارب بين الاتحاد الأوروبي والدول المرشحة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية المشتركة يُعد أحد الشروط الأساسية للتوسع"، مضيفًا: "في التاسع من مايو الجاري، احتُفل في موسكو بحدث يعود إلى الماضي، أما مستقبل صربيا فيكمن في أوروبا".


وأشار كوستا إلى مشاركته قبل ثلاثة أسابيع في اجتماع عمل مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، حيث أكد الأخير التزامه الواضح بتشكيل حكومة جديدة والموافقة على ثلاثة إصلاحات أساسية، وهي: قانون الانتخابات، وحرية الصحافة، ومكافحة الفساد.


وفي هذا السياق، أكد كوستا أن "التوسع هو، في المقام الأول، عملية إصلاح داخلي"، مضيفًا: "لا أرى حافزًا أفضل لتجاوز الصراعات القائمة من فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. إنها فرصة فريدة لتحقيق الازدهار، من الصعب تحقيقها خارج إطار الاتحاد " .


واختتم كوستا حديثه بالتأكيد على أهمية فهم المعنى الحقيقي للاتحاد الأوروبي، قائلاً: "احتفلنا الأسبوع الماضي بالذكرى الخامسة والسبعين لإعلان شومان، الذي شكّل الخطوة الأولى نحو الاتحاد الحالي. إن ما أسّس الاتحاد الأوروبي فعليًا هو الإرادة المشتركة لتجاوز جراح التاريخ ".


ومن المقرر أن يبدأ كوستا جولته بزيارة صربيا، التي تعاني أزمة سياسية منذ عدة أشهر، ثم يتوجه في اليوم نفسه إلى البوسنة والهرسك. وبعد غدٍ الأربعاء، سيلتقي برئيسي دولة وحكومة الجبل الأسود وكوسوفو، وفي اليوم التالي يزور مقدونيا الشمالية، ويختتم جولته بزيارة ألبانيا حيث يشارك في قمة المجموعة السياسية الأوروبية المقررة في 16 مايو الجاري بمدينة تيرانا.


يُذكر أن المجموعة السياسية الأوروبية (CPE) هي منتدى استراتيجي حكومي دولي يضم أكثر من أربعين دولة أوروبية، وقد أُنشئت عام 2022 عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا.


وتحتل مسألة توسيع الاتحاد الأوروبي نحو غرب البلقان موقعًا متقدمًا على جدول أعمال القمة المقبلة، في ظل تزايد مظاهر عدم الاستقرار في المنطقة، إلى جانب مخاوف الاتحاد من محاولات قوى خارجية تعزيز نفوذها في منطقة تُعد جزءًا لا يتجزأ من القارة الأوروبية.


وتبقى الأزمة السياسية في صربيا مصدر قلق كبير لكل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).