قال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الشافعي، إن قرار الصين بخفض التعريفة الجمركية على بعض الواردات من الولايات المتحدة من 125% إلى 10% لمدة 90 يوماً، يأتي في إطار مساعٍ جادة لتهدئة التوترات التجارية مع واشنطن، وهو رد فعل منطقي بعد الخطوات الأمريكية الأخيرة التي شملت مراجعة الرسوم على واردات من الصين.

وأوضح الشافعي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الخطوة تعكس مبادرة من الجانب الصيني لإيجاد حلول عملية للعلاقة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مشيراً إلى أن بكين تسعى لضمان استمرار تدفق السلع بين الجانبين، خاصة في ظل اعتماد الصين على بعض المكونات الأمريكية في صناعاتها، ما يسهم في الحفاظ على سلاسل الإمداد والتوريد.

وأضاف أن هذا الإجراء من شأنه تقليل حدة التوتر التجاري، ويمثل فرصة لإعادة التوازن في الأسواق العالمية، كما يُعد خطوة على طريق الاستقرار الاقتصادي الدولي، خاصة بعد ما شهدته الأسواق من اضطرابات خلال الفترة الماضية".

وتابع الشافعي أن تأثير هذا الاتفاق على الدول الأخرى سيكون محدوداً، خاصة أن الصين تعد المصدر الأكبر للولايات المتحدة ودول كثيرة حول العالم، مشيراً إلى أن تخفيض الرسوم يمنح الأسواق مرونة أكبر، ويُسهم في توفر السلع التنافسية المطلوبة سواء قبل أو بعد فرض الرسوم.

وفي ما يتعلق بانعكاسات الاتفاق على أسواق المال، أشار الشافعي إلى أن الفترة الماضية شهدت تقلبات حادة في البورصات العالمية، منها تراجع بقيمة 5 تريليونات دولار في الأسواق الأمريكية خلال يومين فقط، إلى جانب ارتفاع قياسي في أسعار الذهب. 

 أكد أن الاتفاق الأخير قد يُسهم في تهدئة تلك الاضطرابات ويعيد نوعاً من التوازن والاستقرار للأسواق العالمية.

وأوضح أن الاقتصاد العالمي بحاجة لمثل هذه الخطوات التوافقية من القوتين الأكبر، لما لها من مردود إيجابي مباشر على حركة التجارة وسوق العملات والذهب، بل وعلى مزاج الأسواق الاستثمارية بشكل عام.