رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فى مديح الوزيرة منال عوض حدث ولا حرج!

15-5-2025 | 20:03


.

بقلـم: محمد الحنفى

هى بحق وزيرة جاءت فى الوقت المناسب للمكان المناسب.. وزيرة أحدثت حراكًا شديدًا فى برك المياه الراكدة وربما الآسنة التى طالما غرقت فيها محليات الجمهورية.. وزيرة غيرت منحى ومغزى ومعنى وزارة ظلت عقودًا طويلة «جراج» يركن فيه غير المحظوظين من الوزراء، وزارة اعتبرها البعض عش دبابير وحقل ألغام لا داعى للاقتراب منه، لا سيما عندما كان اسمها «وزارة الحكم المحلى» قبل أن تصبح وزارة التنمية المحلية.

 

وزيرة استحقت لقب «المرأة الحديدية»، كما كان يحلو للدمايطة إطلاقه عليها بعد 6 سنوات من وجودها معهم كأول امرأة تتولى منصب المحافظ وربما أول امرأة تتقلد ذات المنصب فى تاريخ مصر وتحقق فيه إنجازات غير مسبوقة.

إنها الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية التى دائما ما تسبقها صحيفة إنجازاتها التى أهلتها للفوز بجائزة التميز الحكومى العربى كأفضل محافظ على مستوى العالم العربى، ثم نجاحاتها الملموسة التى حققتها خلال فترة قصيرة إبان حملها أثقل و«أرذل» حقيبة وزارية، الأمر الذى دفعنى للكتابة عنها.. وعند مديحها حدث ولا حرج!

هذه الوزيرة المحترمة والمسؤولة الصارمة لا تكل ولا تمل من التجوال فى ربوع البلاد شرقًا وغربًا ويمينًا ويسارًا، غير مكترثة بقيظ الصيف وزمهرير الشتاء، لإيمانها بالمنهج الميدانى والجولات المباشرة حتى تلم بكل شاردة وواردة فى محليات محافظات مصر المحروسة الـ27 كافة، وتطالع كل الملفات الخدمية على أرض الواقع حتى تتخذ القرار المناسب، فاستحقت عن جدارة أيضًا لقب «وزيرة الشارع» وليست وزيرة المكاتب المخملية والمقاعد الوثيرة، وزيرة لم يغمض جفنها أو يهنأ بالها حتى تنجز مهامها وتؤدى رسالتها عن رضا وقناعة وطيب خاطر وقبل كل ذلك عن حب.. فما أعظم أن تعمل الوزيرة ما تحب وما أتعس موظفى المحليات حظًا بعد أن جاءهم «إلـ ما يرحم ولا يقدروا عليه»!

من المؤكد أن الوزيرة منال عوض صاحبة شخصية قيادية متفردة اكتسبتها نتيجة تراكم خبرات كثيرة وكبيرة فى شتى المجالات، شخصية علمتها مدرسة الحياة العلمية والعملية بمراحلها المختلفة دروسًا عظيمة أهلتها للحصول على أعلى الشهادات العلمية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه فى علوم الطب البيطرى، كما أهلتها أيضا لتقلد العديد من المناصب القيادية بدءًا من وكيل معهد الأمصال واللقاحات التابع لوزارة الزراعة ومرورًا بمنصب نائب محافظ الجيزة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة عام 2015، وخلال تلك الفترة أبلت بلاءً حسنًا فى تطوير المناطق العشوائية، ثم محافظًا لدمياط عام 2018، وصولًا إلى رأس وزارة التنمية المحلية فى عام 2024 عن جدارة!

ومن خلال منصبها المهم فى وزارة توليها القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا وتعول عليها فى تنفيذ خطة ورؤية مصر 2030، اشتبكت الوزيرة النموذجية «إيجابيًا» مع وزارات عدة أبرزها البيئة والقوى العاملة والتموين والزراعة بما يخدم المجتمع ويحقق أهدافه، ونجحت بالفعل فى فتح ملفات شائكة على رأسها البطالة التى استوجبت ضرورة خلق وإيجاد الكثير من فرص عمل، عبر الاهتمام الفائق الذى توليه لصندوق التنمية المحلية من أجل تعظيم دوره وتوسيع مجالات عمله وأنشطته فى دعم مشروعات المرأة والشباب بقرى الريف المصرى، وفى عهدها صار الصندوق أحد أهم آليات العمل الأساسية التى تعتمد عليها الوزارة بجانب برنامج «مشروعك» فى توفير فرص العمل لأبناء المحافظات ودعم التنمية الاقتصادية المحلية بها ورفع المستويات المعيشية لأبناء تلك المجتمعات، كذلك اهتمامها بتطوير العشوائيات، وبالتخطيط العمرانى واعتماد الأحوزة العمرانية، ولا ننكر جهودها الجادة والفعالة والملموسة فى ملفات النظافة وتحسين البيئة والحد من التلوث.

الوزيرة المهمومة بخدمة المواطنين وتطوير قطاع المحليات، التى تعتبر منصب الوزير تكليفًا لا تشريف، تعكف حاليًا على فتح ملفات كثيرة فى غاية الأهمية، فهاهى تتصدى الآن بكل حسم وحزم لتنفيذ أعمال الموجة الـ 26 لإزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضى الزراعية، التى بدأت منذ صباح السبت الماضى وتستمر على ثلاث مراحل تنتهى بنهاية شهر يوليو المقبل، بالتنسيق والتواصل المستمر بين الوزارة ولجنة استرداد أراضى الدولة وكل الأجهزة التنفيذية وقوات إنفاذ القانون.

ولم تنس الوزيرة محاسبة الفاسدين وتحذير المتقاعسين عن تنفيذ مهامهم من الوحدات المحلية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المواطنين المخالفين، ناهيك عن مشاركتها المجتمعية واهتمامها بتحسين خدمات المحليات فى إطار خطة الدولة للتحول الرقمى ومتابعتها الدؤوب لأعمال ميكنة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتسهيل كل الإجراءات وتقديمها بشكل سريع، لا سيما فى الحصول على تراخيص المحال التجارية.

وتسعى الوزيرة بكل ما أوتيت من جهد أيضًا لتنمية الموارد الذاتية لكل محافظة وتعظيم إيراداتها من خلال القيام بمشروعات تنموية فى مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية، وتحسين عملية إدارة المشروعات المملوكة للمحليات، وكانت لها رؤية سباقة فى دراسة إمكانية إدماج القطاع الخاص لإدارة تلك المشروعات والشراكة معه بما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية المتكاملة للدولة المصرية.

وفى خطوة شجاعة منها قررت وزيرة التنمية المحلية التصدى لظاهرة الباعة الجائلين، الذين أرهقوا أرصفة وشوارع وميادين القاهرة الكبرى والإسكندرية وبقية المدن، على مدى سنوات طويلة، ونجحت فى إزالة إشغالاتهم فى بعض أحياء بالقاهرة، وبالفعل فُتحت شوارع وطرق طالما احتلوها وأغلقوها ببضائعهم المعلقة على استاندات حديدية ضخمة، أو بعربات كارو محملة بالخضر والفاكهة أعاقت حركة المرور وأزعجت المارة ولوثت الطرق، فى مشاهد غير حضارية بالمرة، بل إن بعض هؤلاء الباعة سدوا ببضائعهم من الملابس الجاهزة والمفروشات، الطريق أمام منزل أحد المواطنين المقيمين بحى شبرا وأعاقوه عن إخراج نعش والدته المتوفاة، فاضطر إلى حملها «مكفنة» على ظهره فى مشهد مأساوى حزين ولما علمت الوزيرة بذلك أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى تمكنت شرطة المرافق من إخلاء الشارع الذى أخفت ملامحه بضائع هؤلاء الباعة، رغم وجوده على بُعد أمتار قليلة من قسم شرطة شبرا ومن مقر مجمع أحياء المنطقة الشمالية!

كما نجحت الوزيرة فى اقتلاع جذور عدد كبير من الباعة الجائلين لأول مرة من شوارع الترعة البولاقية وخلوصى وروض الفرج وشبرا، وإن كنت أتمنى أن تتوصل الوزيرة لصيغة توافقية أو قانونية لتقنين أوضاع هؤلاء الباعة الذين باتوا واقعًا فعليًا وأصبح عددهم يربو على الخمسة ملايين شخص يعولون ملايين الأشخاص ويعملون فى تجارة تجاوز حجمها تريليونين من الجنيهات لا يدخل خزينة الدولة منهم جنيه واحد، بتوفير أماكن بديلة لهم مثل البواكى أو الأكشاك المعدنية أو الشوادر، وتأجيرها بشروط ميسرة، أسوة بأكشاك بيع المواد التموينية والجزارة والملابس الجاهزة المشاركة فى مبادرات محاربة الغلاء، وأتصور أنه بإمكان الدكتورة منال عوض أن توجه مسؤولى المدن ورؤساء الأحياء للقيام برصد كل مساحات الأرض الفضاء والساحات التابعة لهم والموجودة بالشوارع الرئيسية لإنجاز تلك المهمة!

لا شك أن الدكتورة منال عوض نموذج مشرف، وسيدة دولة تسعى جاهدة لخدمة وطنها، وتتبارى فى رسم صورة إيجابية عن المرأة المصرية والعربية.

وزيرة تمتلك كل هذا الكم من العزيمة والمثابرة والإصرارعلى النجاح والتميز والتفوق فى كل المهام والمناصب الرفيعة التى تولتها أو التى ستتولاها مستقبلًا.

تحية لوزيرة تسلحت بالعلم والخبرة.. دائمًا ما تسعى للابتكار والتفكير خارج الصندوق عندما تتصدى لحل المشكلات، مهما واجهت من تحديات وما أروع أن يأتى المسؤول المناسب فى المكان المناسب!