رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حين تهتز الروح.. زلازل داخلية في حياة المبدعين

14-5-2025 | 17:44


أدباء

فاطمة الزهراء حمدي

ليست كل الزلازل تهز الأرض، بعضها يهز الروح، وعندما تتعمق في حياة  الأدباء والشعراء، تجد لحظات فاصلة أشد وطئًا وشدة من الكوارث الطبيعية، في نفس كل مبدع، طعنة غادرة، أو خسارة موجعة، أو نكسة وطنية، أو مرضًا ينهش الجسد، مما تعيد تشكيل رؤيتهم للعالم من الجديد، ولكن تولد الأمل من داخل الرماد، ليسطروا أسمائهم بفضل تلك الزلازل الداخلية التي غيرت مسار بعض من أبرز أدبائنا المصريين، وحفرت بصمتها في وجدانهم.

 

مصطفى صادق الرافعي

كان الرافعي مثالًا حقيقيًا للإرادة والتحدي، فقد أصيب في شبابه بمرض التيفود الذي أقعده طويلًا، وأثر لاحقًا على سمعه حتى فقده تمامًا في الثلاثين من عمره، غير أن تلك الإعاقة لم تقف حائلًا بينه وبين الإبداع، بل زادته ارتباطًا بالقراءة والكتابة، فصقل موهبته الأدبية، وأبدع في مجالات المقال، والنقد، والشعر، وكانت كتاباته تنضح بالحكمة والتفاؤل، ليُعرف لاحقًا بـ"معجزة الأدب العربي".

طه حسين

تعرض طه حسين لزلازل مبكرة أثرت في حياته بعمق، بدءًا من فقدانه لبصره وهو في الرابعة من عمره، ثم فقدانه لشقيقته، وصولًا إلى رفض زوجته "سوزان" حبه في البداية، قبل أن تعيد النظر وتبادله مشاعر الإعجاب، ثم توافق على الزواج.

لم يكن الطريق سهلاً؛ فقد واجهت سوزان اعتراضات من أسرتها، خاصة لاختلاف البيئة والعقيدة، ولكونه كفيفًا، لكنها تمسكت بحبها، وأقنعت أهلها، ورغم تلك الزلازل، أبى طه حسين الاستسلام، حتى أصبح "عميد الأدب العربي".

نجيب محفوظ

في 14 أكتوبر 1994، تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال هزت الوسط الثقافي، بطعنة كادت تودي بحياته، لكن رغم ذلك، لم يفقد عقله ولا قلمه، بل واصل الكتابة والإبداع. لم تكسره الطعنة، بل كشفت عن صلابته الداخلية، فبقي "أديب نوبل" صاحب العقلية المستنيرة والإبداع المتجدد.

نزار قباني

عرف نزار قباني بحسه المرهف وتعلقه بالشعر، لكن الزلزال الذي هز روحه تمثل في حادثة انتحار شقيقته "وصال"، بعدما أُجبرت على الزواج من رجل لا تحبه، ترك هذا الحدث جرحًا عميقًا في نفسه، فانعكس في دواوينه الأولى، وفي قصائده التي دافعت عن حرية المرأة، وصنعت منه "شاعر النساء".

صلاح جاهين

تأثر صلاح جاهين كثيرًا بالحياة السياسية في مصر، وخاصة بثورة 23 يوليو 1952، التي أصبحت مصدر إلهام لمعظم أعماله الوطنية، ولكن الزلزال الحقيقي في حياته جاء مع هزيمة 5 يونيو 1967، التي أحدثت شرخًا داخليًا عميقًا، وجعلته يكتب رائعته "الرباعيات"، التي عبر فيها عن الألم، والحيرة، والفلسفة، وتُعد من أقوى ما كُتب في الشعر المعاصر.