تحدث الدكتور عمرو منير، أستاذ التراث والتاريخ الوسيط بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، وعضو اللجنة؛ عن أهمية تثمين التراث الخاص بالحكايات الشعبية، ومنها تلك الحكايات المرتبطة بشخصية جحا، تلك الشخصية الموجودة في أكثر من ثقافة.
ولفت منير خلال ندوة نظمتها لجنة التراث الثقافي غير المادي "الفنون الشعبية" بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان "جحا المصري.. تراث ممتد عبر العصور: من التراث إلى الذكاء الاصطناعي" إلى أن هناك مخطوطات لا تزال تُكتشَف تؤكد وجود شخصية جحا في السير العربية الشعبية منذ القرن الأول الهجري، ضاربًا المثل بسيرة الظاهر بيبرس، وسيرة الحاكم بأمر الله.
وأشار إلى أن هناك شخصية جحوية مصرية خالصة، ألا وهي شخصية قراقوش، والذي كتب تلك الرسالة هو ابن مماتي، موضحًا أننا لا نجد شخصية قراقوش سوى في مصر، بينما شخصية جحا موجودة في تراث بلاد كثيرة أخرى.
من جهته قدم الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة وعضو اللجنة؛ رؤيته حول موضوع الندوة قائلًا إن لدينا في مصر شخصية أكيدولا أو كيدولا في لغة الرطانة، وتعني الذكي أو المراوغ، وبعيدًا عن الصراع المحموم بين جحا وكيدولا، على حد قوله، فإن التعبير عن العادات والتقاليد والقيم من خلال شخصية جحا لا يتوقف عند الحكاية، وإنما هناك حكم وأمثال.
وأضاف شومان إن كيدولا يرتدي عددًا من الأقنعة، ويراوح بين الثنائيات، ومن تلك الأقنعة: القناع القومي، والامتصاصي، والساخر، والمتحامق، والولي، والسياسي، موضحًا أنه يتحدث عن الإرث الثقافي المشترك في مناطق الممر لا المقر (المناطق الحدودية وغيرها).
أدار الندوة الدكتور طارق صالح، عميد كلية الفنون والتصميم "جامعة MSA"، وأستاذ التصميم بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وعضو لجنة التراث الثقافي غير المادي "الفنون الشعبية" بالمجلس الأعلى للثقافة.
وعبر الدكتور محمد شبانه في ختام اللقاء عن عدم تفاؤله بالذكاء الاصطناعي، تخوُّفًا من تلك الأرقام الكونية، في ظل عدم قدرتنا على تكوين وثيقة واقعية، فليس لدينا أرشيف حقيقي بعد يخدم تطور الذكاء الاصطناعي، داعيًا الأجيال الشابة للانطلاق نحو هذا الطريق.