سياسيًا واقتصاديًا.. حصاد جولة الرئيس الأمريكي بالشرق الأوسط
اختتم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، جولته الرئاسية الأولى في فترة رئاسته الثانية في الشرق الأوسط، والتي اقتصرت على ثلاث دول خليجية. تخللها البعد السياسي، غير أنها كانت اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث تم إبرام اتفاقيات ستجلب إلى الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات على النحو الذي كان مرجوًا.
المحطة الأولى.. المملكة العربية السعودية
البداية كانت من المملكة العربية السعودية، حيث وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى هناك، الثلاثاء الماضي، وكان في مقدمة مستقبليه ولي العهد محمد بن سلمان.
وخلال قمة عُقدت في قصر اليمامة بالعاصمة السعودية الرياض، وقَّع ولي العهد السعودي مع الرئيس الأمريكي وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية و12 اتفاقًا ثنائيًا في مجالات عديدة.
وفي ذلك السياق، أكد ولي العهد السعودي، أن بلاده وقَّعت اتفاقيات مع الولايات المتحدة بأكثر من 300 مليار دولار، وذلك مع اعتزام رفعها إلى 600 مليار دولار.
من جانبه، أكد الرئيس دونالد ترامب، التزام المملكة باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وبناء علاقات اقتصادية متينة تدوم لأجيال قادمة، حسب ما نقله عنه البيت الأبيض.
على الصعيد السياسي، أكد الرئيس الأمريكي، في كلمة بمنتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، بالرياض أن قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من 19 شهرًا، يستحق مستقبلًا أفضل.
جاء ذلك قبل أن يدعو المملكة العربية السعودية للانضمام إلى اتفاق "أبراهام"، الذي يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وبالنسبة لإيران التي تتفاوض إدارته معها بغية التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، أكد أنه يريد أن تكون دولة ناجحة وآمنة، ولكنه لن يسمح لهم باستخدام القنبلة النووية، مضيفًا:"فرصتهم مواتية الآن".
وفي شأن آخر، أكد الرئيس الأمريكي، اعتزامه رفع العقوبات على سوريا، لمنحها فرصة للنمو والتطور، مشيرًا إلى أنه انتهى إلى ذلك بعد مناقشة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول هذا الموضوع.
والأربعاء، اجتمع ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الذي شارك عن بُعد.

وعقب ذلك، انعقدت في العاصمة السعودية، أعمال القمة الخليجية الأمريكية، برئاسة ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي، وذلك بحضور عدد من قادة ومسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي، بينهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبو ظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء العُماني أسعد بن طارق آل سعيد.
المحطة الثانية.. قطر
وعصر الأربعاء، وصل الرئيس الأمريكي، إلى العاصمة القطرية، الدوحة، حيث كان في استقباله أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وعقب مباحثات أجراها الأمير تميم والرئيس ترامب، وقّع الزعيمين إعلان مشترك للتعاون بين الدولتين، فضلًا عن اتفاقية لشراء 160 طائرة بوينج بأكثر من 200 مليار دولار.

وفي كلمة ألقاها من قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، الخميس، كشف ترامب، أنه تم عقد اتفاقًا مع قطر لبيع معدات عسكرية بـ42 مليار دولار، تشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة وطائرات دعم قتالي ومسيّرات.
على الصعيد السياسي، دعا الرئيس الأمريكي، قطر إلى دعم المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أكد رغبته في أن تنتهي هذه المحادثات سلميًا.
وأكد أن بلاده قريبة من التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، مشددًا في ذات الوقت على أنه لا يمكنها امتلاك سلاحًا نوويًا.
المحطة الثالثة.. الإمارات العربية المتحدة
والخميس، وصل الرئيس الأمريكي، إلى مطار الرئاسة في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، حيث كان الرئيس محمد بن زايد آل نهيان في مقدمة مستقبليه.
وفي مستهل هذه الزيارة، تفقد الرئيس ترامب جامع الشيخ زايد في أبوظبي، ليبدأ بعد ذلك مباحثات رسمية مع الرئيس الإماراتي، أعقبها توقيع اتفاقيات في مجالات كالدفاع والأمن والذكاء الاصطناعي والتجارة، حسب إعلام إماراتي.
من جانبه، قال محمد بن زايد، إن بلاده تخطط لاستثمارات مع الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة، مؤكدًا حرص أبو ظبي على تعزيز الصداقة والشراكة مع الولايات المتحدة.
سياسيًا، أكد الرئيس الأمريكي، اليوم الجمعة، أن قطاع غزة يعاني مجاعة، متعهدًا بأن تولي بلاده اهتمامًا خاصًا للوضع الإنساني هناك... ليغادر بعد ذلك الإمارات عائدًا إلى الولايات المتحدة.