رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإبادة الإسرائيلية في غزة.. حصيلة الشهداء ترتفع لـ53822 مع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية

23-5-2025 | 20:32


قطاع غزة

محمود غانم

في اليوم الـ67 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات جراء الهجمات الإسرائيلية 60 شهيدًا، فضلًا عن 185 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في حصيلتها اليومية، التي تصدر عن كل 24 ساعة.

وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53,822 شهيدًا و122,382 مصابًا، حسب وزارة الصحة.

جاء ذلك بعد أن كشف جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، أن عدد ضحايا غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا ودمرته بالكامل في منطقة جباليا البلد، شمالي غزة، تجاوز 50 شهيدًا ومفقودًا، مؤكدًا أن القصف تسبب في غارة مروعة.

وأوضح الدفاع المدني -في بيان- أن طواقمه انتشلت جثامين 4 شهداء، وأنقذت 6 مصابين، بينما لا يزال أكثر من 50 شخصًا تحت أنقاض المنزل المكون من أربعة طوابق، كاشفًا أن عمليات البحث توقفت بشكل كامل بسبب نقص المعدات الثقيلة، ما يجعل مصير المفقودين مجهولًا حتى اللحظة.

 

انهيار المنظومة الصحية 

وتتواصل هذه المذابح في وقت انهارت فيه المنظومة الصحية بشكل كامل، حيث باتت عاجزة عن تعامل مع الوضع الراهن، في ضوء نقص الموارد الطبية والاستهداف المتكرر لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الوقت الراهن، لا يتوفر في جميع أنحاء قطاع غزة سوى 2000 سرير في المستشفيات، في حين يبلغ عدد سكان القطاع أكثر من مليوني نسمة، لذا فإن ثمة عجزًا صارخًا في عدد الأسرَّة مقارنة بالاحتياجات الحالية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وحتى مع هذا العدد المحدود من الأسرَّة، فإنه ثمة خطر بفقدان ما لا يقل عن 40 سريرًا لوقوعها في مستشفيات داخل مناطق الإخلاء التي أُعلن عنها مؤخرًا، وقد يُفقد 850 سريرًا إضافيًا إذا تدهورت الأوضاع في المرافق الصحية القريبة من تلك المناطق.

وتحذر منظمة الصحة العالمية، من جانبها، من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة تواصل تهديد نظام صحي منهك بالأساس يوشك على الانهيار، بينما تتفاقم أزمة النزوح الجماعي للسكان والنقص الحاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود والمأوى.

وخلال الأسبوع الماضي فقط، اضطرت أربع مستشفيات رئيسية في غزة إلى تعليق خدماتها الطبية، هي مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى حمد للتأهيل والأطراف الاصطناعية، ومستشفى غزة الأوروبي، وذلك جراء قربها  من مناطق الإخلاء وتعرّضها للهجمات الإسرائيلية، حسب الصحة العالمية.

ووثقت الصحة العالمية 28 هجومًا على الرعاية الصحية في غزة، خلال الآونة الأخيرة، ليصل إجمالي عدد الهجمات منذ تاريخ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 إلى 697 هجومًا.

وبحسبها، فإن من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، فإن 19 مستشفى فقط لا تزال عاملة، ومنها مستشفى واحد يقدم الرعاية الأساسية للمرضى الذين لا يزالون داخله، وحتى هذه المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الإمدادات، وعجزًا في أعداد العاملين الصحيين، وانعدامًا ممتدًا للأمن، وارتفاعًا سريعًا كبيرًا في عدد الإصابات، وفي مقابل كل ذلك، تعمل الفرق الطبية وتبذل قصارى الجهد في ظروف مستحيلة.

وسلطت الضوء على أن "ما لا يقل عن 94 بالمائة من جميع مستشفيات قطاع غزة قد تضررت أو دُمّرت"، جراء العدوان الإسرائيلي.

وأكدت أن شمال غزة جُرِّد من جميع خدمات الرعاية الصحية تقريبًا، في حين أن مستشفى العودة فيعمل فقط بالحد الأدنى، ويقتصر دوره حاليًا على أن يكون نقطة إسعاف لذوي الإصابات الشديدة، موضحة أنه حتى هذا المستشفى يتهدده خطرُ الإغلاق الوشيك بسبب استمرار انعدام الأمن وتقييد إمكانية الوصول.

مستشفى العودة الذي أشارت إليه الصحة العالمية، ناشد اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الأممية ذات الصلة بالتدخل الفوري لإخماد حريق مشتعل منذ الخميس بمستودع الأدوية جراء قصف إسرائيلي.

 الأزمة إنسانية

إنسانيًا، أكدت 80 دولة أن غزة تواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023، محذرين من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر "المجاعة"، وفق ما جاء في بيان الخميس.

وفي ضوء ذلك، كشفت الأمم المتحدة، أن لديها وشركاءها خطة عملية مفصلة قائمة على المبادئ ومدعومة من الدول الأعضاء مكونة من خمس مراحل لتوصيل الإغاثة إلى السكان المحتاجين إليها.

والخمس مراحل، هي: ضمان إيصال المساعدات إلى غزة، وتفتيش وفحصها عند نقاط العبور، ونقلها من المعابر إلى المنشآت الإنسانية، وتجهيز للتوزيع، وأخيرًا نقلها إلى المحتاجين.

وأكدت أنها لن تشارك في أي مخطط يرتبط بالمساعدات في غزة يفشل في احترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.