قادة جنوب شرق آسيا يسعون لإحراز تقدم في عملية السلام في ميانمار ووضع استراتيجيات تجارية
يحاول قادة جنوب شرق آسيا مجددًا، خلال اجتماعهم اليوم الاثنين، إقناع حكومة ميانمار بإجراء محادثات لإنهاء حرب أهلية طال أمدها، كما سيبحثون عن سبل للتعامل مع حالة الشكوك التجارية العالمية الناجمة عن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية.
وبعد اجتماعات وزارية في نهاية الأسبوع، من المتوقع أن يواصل قادة حكومات رابطة دول جنوب شرق آسيا مناقشة المقترحات المتعلقة بميانمار في قمة تُعقد اليوم وغد الثلاثاء في كوالالمبور.
وقالت ماليزيا، التي ترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا هذا العام، إنها ستواصل التحدث بشكل منفصل مع الحكومة والجماعات المسلحة في ميانمار سعيًا لتعزيز المحادثات المباشرة بين الأطراف المتحاربة.
وقال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن للصحفيين بعد اجتماعين بشأن الصراع في ميانمار يوم السبت: "يجب إجراء هذه المفاوضات عدة مرات حتى يتسنى بناء تفاهم بين الجانبين"، مضيفًا أنه يعتزم زيارة ميانمار الشهر المقبل.
وتابع محمد حسن قائلا: إن وزراء خارجية دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العشر اتفقوا على مناقشة مقترح تعيين مبعوث دائم لآسيان في ميانمار، مؤكدا "نريد دراسة هذا الأمر المسألة تتعلق بمن سيكون المبعوث الخاص الدائم، ربما لولاية مدتها ثلاث سنوات" كما أورد موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي.
وتم استبعاد رئيس حكومة ميانمار "مين أونج هلاينج"، من قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) منذ عام 2021، ردًا على إقالة الحكومة المدنية.
وصرح وزير خارجية تايلاند الأسبوع الماضي بأن بلاده ستقترح خلال القمة توسيع نطاق المشاركة الدولية مع ميانمار.
وقد أنعش الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم مع مين أونج هلاينج في العاصمة التايلاندية بانكوك الشهر الماضي الأمل في إجراء مفاوضات من أجل السلام، وتسعى الحكومة البورمية إلى إجراء انتخابات في وقت لاحق من هذا العام.
وحتى الآن، واجهت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) صعوبة في تنفيذ خطة سلام "توافق النقاط الخمس" ولم تناقش بعد اتخاذ موقف مشترك بشأن خطة الحكومة للانتخابات.
ومن المتوقع أن يلتقي قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) برئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، غدا الثلاثاء، إلى جانب نظرائهم من دول الشرق الأوسط.
وتأتي المحادثات في ظل تقلبات واسعة النطاق في الأسواق العالمية وتباطؤ في النمو الاقتصادي ناجم عن تهديدات ترامب بفرض تعريفات تجارية أمريكية ستواجه ست دول في جنوب شرق آسيا تستهدفها إدارته تعريفات جمركية أكبر بكثير من المتوقع، تتراوح بين 32% و49% في يوليو، ما لم تنجح المفاوضات مع واشنطن بشأن التخفيضات.
ومن جانبه، صرح الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، قبل القمة أن قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، سيناقشون ويقارنون ردود الفعل على التعريفات الجمركية.
وقال ماركوس "فيما يتعلق بالتجارة، وتحديدًا جدول التعريفات الجمركية الذي تفرضه الولايات المتحدة... يجب أن نجد طريقة للتوصل إلى توافق في الآراء بين مختلف الدول الأعضاء في ظل هذه الظروف المتباينة".
وبدوره، قال مارتي ناتاليجاوا وزير الخارجية الإندونيسي السابق، إنه ينبغي على رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تحديد مبادئ رئيسية للتوافق عليها لتوجيه مفاوضات كل دولة عضو مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "وإلا، فقد يكون هناك خطر من دائرة مفرغة من الخسارة للجميع في منطقتنا".
كما ستتطرق القمة للنزاعات في بحر الصين الجنوبي، وهو ممر تجاري بحري سنوي تبلغ قيمته حوالي 3 تريليونات دولار.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم الممر المائي، وقد دخلت في مواجهات حادة مع الفلبين، العضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا.