رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


موجة غضب جديدة تجتاح فرنسا.. الجرارات أمام البرلمان

26-5-2025 | 22:15


احتجاج الجرارات

دار الهلال

شهدت شوارع باريس ومدن فرنسية أخرى عودة احتجاجات المزارعين بجراراتهم وهذه المرة أمام الجمعية الوطنية (مجلس النواب) حيث نصبوا عدة حواجز عند الطرق في أنحاء مختلفة من البلاد.

تأتي هذه الاحتجاجات دعما لقانون جديد يُسهّل الحصول على التصاريح الإدارية لبناء منشآت لتربية الحيوانات، بالإضافة إلى السماح بالاستخدام المؤقت لمبيد الآفات "أسيتامبريد"، الذي تم حظره في فرنسا منذ عام 2018.

ويأتي هذا الحراك لإيصال مطالب المزارعين في إطار مناقشة الجمعية الوطنية لمقترح قانون يهدف إلى "رفع القيود" عن مهنتهم من خلال إعادة استخدام المبيدات الحشرية من نوع "النيونيكوتينويد" لمدة ثلاث سنوات. هذا الإجراء لا يعارض عليه المزارعون بينما يحتجون على "عرقلة" تمارسها كتلتا "فرنسا الأبية" (LFI) و"الخضر" (EELV) بشأن هذا النص.

وقام "الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين" وهي أكبر نقابة زراعية، بنصب عشرات الجرارات أمام الجمعية الوطنية لممارسة الضغط على النواب من أجل اعتماد هذا القانون الذي يُعتبر "أساسيا لاستعادة القدرات على الإنتاج في فرنسا"، بحسب الأمين العام للنقابة.

وتعتبر هذه المقترحات جزءا من سلسلة من التدابير التي يسعى المزارعون لتحقيقها بهدف تقليص البيروقراطية التي تحد من تطور القطاع الزراعي، وهي مطالب كانت قد ظهرت بشكل بارز في الاحتجاجات الواسعة التي نظمها المزارعون العام الماضي.

وفي سياق هذه التحركات، تناقش الان الجمعية الوطنية مشروع القانون، لكن مؤيدو المشروع قالوا إن حزب "الخضر" والأحزاب اليسارية حاولت عرقلة سير الإجراءات من خلال تقديم مئات التعديلات على النص قبل بدء المناقشة. وكان مجلس الشيوخ الفرنسي قد وافق على مشروع القانون في يناير الماضي، ويحظى بدعم وزيرة الزراعة، آني جينيفار.

تأتي الاحتجاجات الجديدة التي تنظمها النقابات الزراعية الكبرى في وقت حساس، إذ يحذر بعض النقابيين اليساريين من أن هذا المشروع قد يضر بالبيئة ويفتح الطريق أمام المزيد من استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة.

وقال رئيس الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين، أرنو روسو، إن الاحتجاجات ستستمر حتى يوم الأربعاء، لكنها ستكون في الأساس رمزية. وأضاف "الهدف ليس إزعاج الفرنسيين، بل إيصال رسالة مفادها أن الزراعة الفرنسية في خطر. نحن نحتاج إلى إجراءات تدعم هذا القطاع الحيوي".

من جهة أخرى، لا تزال المعارضة اليسارية في فرنسا، وخاصة حزب فرنسا الأبية وحزب الخضر، متخوفة من أن الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي قد يتخذان تدابير مفرطة ضد البيئة، بما في ذلك تخفيف القيود على استخدام المبيدات الحشرية، وهو ما يتناقض مع توجهات حماية البيئة التي دافع عنها العديد من الناشطين.

وفي بروكسل، اجتمع وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين لمناقشة سياسة الزراعة المشتركة بالإضافة إلى قضايا التجارة مع أوكرانيا والولايات المتحدة. وقد شهدت بروكسل أيضا احتجاجات مماثلة من قبل المزارعين الذين يسعون للتأثير على صانعي السياسات الأوروبيين فيما يتعلق بسياسات الدعم الزراعي.