رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وسط تلاعب إسرائيلي.. تضارب بشأن أنباء نتائج مفاوضات الدوحة

27-5-2025 | 13:14


قطاع غزة

محمود غانم

ما يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مُصِرًّا في خضم المباحثات الجارية في العاصمة القطرية، الدوحة، على مواصلة حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، حال إبرام أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، ما يجعل حدوث ذلك في ظل الموقف الراهن أمرًا صعبًا للغاية.

ويرجع ذلك إلى أن حركة حماس تشترط إبرام أي اتفاق لوقف إطلاق النار بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج قطاع غزة، فضلًا عن أن يعقب ذلك مرحلة إعادة الإعمار.

 

مشهد ضبابي

وبعد أن أكد أمس الاثنين، إمكانية حدوث صفقة مع حركة حماس، خلال "اليوم أو غدًا"، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية عن هذا التصريح، حيث قال في بيان صادر عن مكتبه، إن المقصد لم يكن بشكل ملموس يشير إلى اليوم أو غدًا، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة.

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تضاربت فيه الأنباء بشأن قبول بلاده وحركة حماس صيغة اتفاق وقف إطلاق النار، ففي حين أشارت تقارير إلى أن تل أبيب وافقت والحركة رفضت، أكدت تقارير أخرى العكس. 

ويدور حديث معظم التقارير الإعلامية، المستندة إلى مصادر، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت عبر مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحًا يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين، مقابل هدنة تتراوح بين 60 يومًا.

وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن مقترح "ويتكوف" الأصلي، يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين على دفعتين، في حين أن حركة حماس تتحدث عن إطلاق سراح خمسة في الدفعة الأولى، وخمسة آخرين بعد 60 يومًا من وقف إطلاق النار.

وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصدر إسرائيلي، صحة ذلك، بالإضافة إلى تأكيده أنها تشمل التزامًا أمريكيًا بأن تجري إسرائيل مفاوضات جادة لإنهاء الحرب. وهو ما لا يرغب به رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي المقابل، كشف ذات المصدر الإسرائيلي، أن بلاده لم تقبل بهذا الطرح بالكامل، عازيًا ذلك إلى أن حركة حماس قد تفسر ذلك بوقف الحرب فور انتهاء الهدنة، دون تفاوض.

كذلك أكدت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل لم تقبل بهذا الطرح، بحجة أن الأمريكيين لم يجروا مشاورات مسبقة مع إسرائيل بشأن هذا المقترح.

وترفض الحكومة الإسرائيلية، من جانبها، أي طرح يتضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة، إذ يرتبط بذلك مصيرها، حيث أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس، أنه تم رفض مقترح اتفاق قدمته حركة "حماس" يتضمن إنهاء الحرب.

بينما لا تمانع حركة حماس، من جانبها، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

  

تحركات الوسطاء

في غضون ذلك، أكد مصدر مصري مسؤول، أمس، استمرار التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة، مؤكدًا أن هناك "اتصالات مصرية مكثفة من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف المعنية للعودة للتهدئة".

مشيرًا إلى أن "الاتصالات جارية مع كافة الأطراف في محاولة للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن"، مطالبًا إسرائيل وحماس بإبداء المرونة اللازمة للتوصل لاتفاق لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.   

على مسار مواز، أكد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، وآدم بوهلر، مبعوث ترامب لشؤون الأسرى والمفقودين، أن هناك أملًا في حدوث تطورات خلال اليومين المقبلين، وذلك خلال حديثهما مع عائلات المحتجزين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأنه "سيتم الإعلان عن أخبار سارة فيما يخص إيران وكذلك مع حماس بشأن غزة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، موضحًا أن هناك إمكانية لحدوث "تطور إيجابي" في المفاوضات.

وزاد: "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا وقف إطلاق النار، لقد تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى إن كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته".

وتحت أنظار المجتمع الدولي، قامت إسرائيل، مدعومة بدعم أمريكي غير محدود، بتحويل حياة سكان قطاع غزة الفلسطيني إلى جحيم لا يُطاق، في إطار حرب إبادة جماعية تُشنّ عليهم منذ السابع من أكتوبر 2023.