سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدفوعة بصعود سعر الأوقية في البورصة العالمية، وسط حالة من الترقب الشديد في الأسواق العالمية لصدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم، على الرغم من تنامي الآمال بإحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب في مصر 

وارتفعت أسعار الذهب في مصر بنحو 10 جنيهات مقارنة بختام تعاملات أمس، ليبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا محليًا 4630 جنيهًا، فيما سجل عيار 24 نحو 5291 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3969 جنيهًا، بينما بلغ عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 37040 جنيهًا.

وفي الأسواق العالمية، ارتفعت الأوقية بقيمة 8 دولارات لتُسجل مستوى 3313 دولارًا، في استعادة جزئية لخسائر جلسة الأمس، والتي شهدت تراجع الأوقية بنحو 37 دولارًا، من 3342 إلى 3305 دولارات.

أسعار الذهب عالميا اليوم 

تعكس التحركات الأخيرة للذهب حالة من "الشد والجذب" في أسواق المعادن النفيسة، في ظل توازن هش بين التفاؤل الناتج عن اقتراب اتفاق تجاري بين واشنطن وبروكسل، من جهة، والمخاوف من استمرار التوترات الجيوسياسية من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، أوضح محللون أن المستثمرين يترقبون مساء اليوم صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر مايو، لما قد يتضمنه من مؤشرات حاسمة بشأن مستقبل السياسة النقدية، خاصة في ظل الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاق 4.25%-4.50%.

وأشار  سعيد إمبابي، أحد المتخصصين في أسواق الذهب، إلى أن "الذهب لا يزال محافظًا على جاذبيته كملاذ آمن رغم صعود الدولار الأمريكي وتحسن البيانات الاقتصادية"، مؤكدًا أن الأسواق تتعامل بحذر مع كافة الإشارات النقدية والسياسية.

التوترات الجيوسياسية تحافظ على بريق المعدن الأصفر

يأتي الارتفاع في أسعار الذهب أيضًا في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية عالميًا، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المطالبة بضمانات مكتوبة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن وقف توسعه شرقي أوروبا، وهو ما زاد من قلق المستثمرين ورفع من الطلب على أصول الملاذ الآمن.

في المقابل، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات عززت الآمال بشأن قرب اتفاق تجاري مع أوروبا، إذ أعرب عن "رضاه" بشأن التعريفة الجمركية المفروضة، مؤكدًا بدء التواصل مع بروكسل لتحديد موعد للمفاوضات، مما دعم التوقعات الإيجابية في الأسواق.

بيانات اقتصادية متباينة تحد من صعود الذهب

ورغم الدعم السياسي، فإن تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية مثل مؤشر ثقة المستهلك الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عام 2021، وانخفاض طلبيات السلع المعمرة بنسبة 6.3% بأقل من المتوقع، أسهما في دعم مؤشر الدولار وتقليل مكاسب الذهب.

كما تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر صدورها يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لمراقبة التضخم، ويرى مراقبون أن أي إشارات على تباطؤ التضخم قد تدفع الفيدرالي لاحقًا إلى تخفيض مزدوج للفائدة خلال العام، ما قد يعزز صعود الذهب على المدى المتوسط.