رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


انخفاض ملحوظ في نسب التدخين بمصر في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين 2025

29-5-2025 | 13:56


اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين

أنديانا خالد

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم بيانًا صحفيًا بمناسبة الاحتفال بـ اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، الذي يُقام سنويًا في 31 مايو تحت رعاية منظمة الصحة العالمية (WHO)، لتسليط الضوء على الأضرار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة لحماية الأجيال من مخاطره.

ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "فضح زيف المغريات"، وهي حملة عالمية تهدف إلى كشف الأساليب المضللة التي تتبعها شركات صناعة التبغ والنيكوتين لجذب المستهلكين، خاصة الشباب، إلى منتجات ضارة تُغلف بواجهات جذابة.

وتشدد الحملة على ضرورة توعية المجتمعات بتلك الحيل التسويقية التي تضر بالصحة العامة، وتدعم جهود الحد من الطلب على التبغ عالميًا.

وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، يتسبب التبغ في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا، معظمهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. كما يُعد عاملًا رئيسيًا في الإصابة بأمراض القلب، والجهاز التنفسي، وأكثر من 20 نوعًا من السرطان.

ولا تقل خطورة التدخين السلبي عن التدخين المباشر، إذ يؤدي إلى وفاة نحو 1.2 مليون شخص سنويًا، ويتسبب في معاناة الأطفال والنساء من مشكلات صحية طويلة الأمد، خاصةً في البيئات المنزلية التي تضم أفرادًا مدخنين.

وكشف البيان الصادر عن الجهاز المركزي عن انخفاض ملحوظ في نسبة المدخنين في مصر إلى 14.2% من إجمالي السكان البالغين (15 سنة فأكثر)، أي ما يعادل 10.3 مليون فرد، وفقًا للنتائج الأولية لمسح الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2023/2024، مقارنة بنسبة 17% في المسح السابق لعام 2021/2022.

ويظهر تباين واضح بين الجنسين، إذ تبلغ نسبة المدخنين من الذكور 28.5%، مقابل 0.2% فقط بين الإناث، مما يؤكد أن التدخين لا يزال ظاهرة يغلب عليها الطابع الذكوري في المجتمع المصري.


ووفقًا للبيانات، فإن 33.5% من الأسر المصرية تضم فردًا مدخنًا واحدًا على الأقل، مما يعني أن حوالي 26 مليون فرد غير مدخن داخل تلك الأسر يتعرضون للتدخين السلبي، بما يشمل النساء والأطفال، رغم انخفاض نسبة المدخنات بين الإناث. وهو ما يسلط الضوء على التأثير الواسع للتدخين داخل البيوت المصرية، وتبعاته الصحية على أفراد الأسرة غير المدخنين.

تشير الإحصاءات إلى أن أعلى نسبة للتدخين تتركز بين الفئة العمرية (35-44 سنة) بنسبة 19.2%، تليها الفئة (45-54 سنة) بنسبة 18.5%، ثم الفئة (25-34 سنة) بنسبة 17%. وتعد هذه الفئات من الأعمدة الرئيسية لسوق العمل، ما يشير إلى تأثيرات مزدوجة صحية واقتصادية يمكن أن تُهدد إنتاجية المجتمع وتزيد من كلفة الرعاية الصحية.

أظهر المسح أن متوسط الإنفاق السنوي للأسرة المصرية على التدخين يبلغ نحو 12.9 ألف جنيه، مع تباين واضح بين شرائح الإنفاق؛ حيث تسجل الشريحة الأعلى إنفاقًا معدل 16.2 ألف جنيه، بينما تسجل الشريحة الأدنى إنفاقًا 8.5 ألف جنيه سنويًا.

وتُشكل نسبة الإنفاق على التدخين من إجمالي الإنفاق الكلي عبئًا أكبر على الفقراء، إذ بلغت 10.2% في الشريحة الأقل إنفاقًا مقابل 9.2% في الشريحة الأعلى.

ويأتي هذا التراجع في نسبة المدخنين في مصر كنتيجة للجهود الحكومية والمجتمعية المستمرة في التوعية بمخاطر التبغ، وتوسيع نطاق الحملات الصحية، وفرض المزيد من القيود على بيع وترويج منتجات التبغ.

لكن البيان يؤكد في الوقت ذاته على أن الطريق لا يزال طويلًا، خاصةً مع ظهور تحديات جديدة مثل انتشار السجائر الإلكترونية التي ثبت ضررها وخطورتها، ما يستدعي استجابة أكثر شمولًا تشمل التوعية، والتشريعات، والدعم الصحي والنفسي للراغبين في الإقلاع.

وبمناسبة هذا اليوم، يُجدد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء دعوته لكافة فئات المجتمع للمشاركة في جهود الحد من التدخين، حمايةً للصحة العامة، وصونًا للموارد الاقتصادية، وضمانًا لمستقبل أجيال أكثر وعيًا وصحة.