أكد الإعلامي د. عمرو الليثي انه هلّ علينا منذ يومين هلال شهر له مكانته وهو شهر ذو الحجة، وهو من أعظم الشهور فى السنة الهجرية، وهو آخر شهور العام، وفيه تجتمع العديد من الفضائل والمناسبات الدينية العظيمة التى تعكس أهمية هذا الشهر ومكانته فى الإسلام.

واضاف الليثي ويتميّز العشر الأوائل من شهر ذى الحجة بخصوصية بالغة؛ فقد أقسم الله بها فى كتابه الكريم، فقال تعالى: «وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ» [الفجر:١-٢]، والمراد بها – كما رجّحه جمهور المفسرين– العشر الأوائل من ذى الحجة، وهذا دليل على عِظم شأنها ورفعة مكانتها.

وفضل العشر الأوائل من ذى الحجة كبير وعظيم، وقد ورد فى السنة النبوية أحاديث كثيرة تؤكّد فضل هذه الأيام، منها قول النبى ﷺ:

«ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام يعنى: أيام العشر، قالوا: ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» [رواه البخارى].

وهذا الحديث الشريف يُظهر أن العمل الصالح فى هذه الأيام أفضل من الجهاد فى سبيل الله، ما يدل على عظمتها. وقد اجتمعت فيها عبادات عظيمة لا تجتمع فى غيرها: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، والذكر، والدعاء.

الأعمال المستحبّة فى أيام ذى الحجة، الصيام ويُستحبّ صيام تسعة أيام من ذى الحجة، خاصة يوم عرفة (التاسع من ذى الحجة)، فقد قال ﷺ:«صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التى قبله والسنة التى بعده» [رواه مسلم].

الذكر والتكبير يُشرع الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، وهو ما يُعرف بالتكبير المطلق فى كل وقت من أيام العشر، والمقيّد بعد الصلوات من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق. ومن صيغ التكبير المشهورة:«الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».

الأعمال الخيرية بأنواعها من صدقات، وإطعام الطعام، وقضاء الحوائج، كلها من القُربات المستحبة فى هذه الأيام المباركة.

الأضحية وهى من السنن المؤكدة على القادرين، تُذبح بعد صلاة العيد إلى غروب شمس ثالث أيام التشريق، تقرّبًا إلى الله واتباعًا لسنة إبراهيم عليه السلام ، قراءة القرآن والدعاء، الإكثار من تلاوة القرآن، والتضرّع إلى الله بالدعاء، خاصة فى يوم عرفة الذى يُعدّ من أعظم أيام السنة وأقربها لاستجابة الدعاء.

إن أيام العشر من ذى الحجة فرصة عظيمة لزيادة الطاعات والتقرّب إلى الله، فلا ينبغى للمسلم أن يُفرّط فيها. فهى أيام خير وبركة، والعمل فيها مضاعف، وهى فرصة ثمينة لتجديد الإيمان واستثمار الأوقات بما يُرضى الله. فلنغتنمها بالأعمال الصالحة، ولنُهيّئ أنفسنا لاستقبالها بقلب خاشع ونية صادقة، عسى أن نكون من الفائزين برضوان الله فى الدنيا والآخرة..عيد سعيد وربنا يتقبل منا جميعًا صالح الأعمال فى هذه الأيام المباركة.