غدًا.. الرئيس البرازيلي يزور فرنسا لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي والقضايا الدولية
يقوم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بزيارة دولة لفرنسا غدا /الخميس/ تستمر يومين يناقش خلالها مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، سبل تعزيز التعاون الثنائي ومختلف القضايا الدولية منها الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنزاع في كل من أوكرانيا وقطاع غزة.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن زيارة الرئيس البرازيلي تأتي في إطار خطة العمل الجديدة للشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والبرازيل، التي أُطلقت خلال زيارة الرئيس ماكرون إلى البرازيل في مارس 2024، حيث تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات رئيسية من بينها الدفاع والاقتصاد وحماية التنوع البيولوجي والتحول في مجال الطاقة والثقافة ومكافحة التضليل الإعلامي.
ومن المقرر أن يتناول لولا الغداء مع الرئيس الفرنسي غدا /الخميس/، قبل أن يشارك في عشاء رسمي في المساء، حيث سيناقش الزعيمان عدة مسائل ثنائية فضلا عن قضايا دولية رئيسية.
وتُعد هذه أول زيارة لرئيس برازيلي إلى فرنسا منذ عام 2012، وتأتي قبل أيام من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في مدينة "نيس" (جنوب شرق فرنسا)، وفي ظل معارضة فرنسية لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي وباراجواي).
وفي سياق عالمي مضطرب على خلفية الرسوم الجمركية الإضافية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركائه، وجراء الحروب الدائرة في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، "تزداد أهمية التقارب مع البرازيل، الدولة الكبرى الناشئة"، التي تتولى هذا العام الرئاسة الدورية لمجموعة بريكس، بحسب ما ذكرت الرئاسة الفرنسية.
وبالتالي، تركز زيارة الدولة هذه على أربعة محاور رئيسية وهي العلاقات الثنائية، والتعاون عابر للحدود، والتحديات العالمية الكبرى، والقضايا الدولية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع أكثر من 12 اتفاقية بين البلدين، وهي الاتفاقيات ستفتح آفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتحديدا في قطاعات التحول في مجال الطاقة والمعادن والنقل، والثقافة، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والتنوع البيولوجي.
وفيما يتعلق بالتعاون عبر الحدود، فإن الزيارة تهدف إلى إحراز مزيد من التقدم في القضايا الأمنية، وتدفقات الهجرة، والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك من منظور الربط بين المنطقتين.
وبالنسبة للصراع بالشرق الأوسط، ونظرا لأن البرازيل وفرنسا ترغبان في وقف فوري لإطلاق النار في غزة والعودة إلى حل سياسي يُراعي أمن الجميع، بما في ذلك أمن إسرائيل، تعتمد باريس خصوصا على البرازيل التي اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ عام 2010، للتحرك والتأثير على نتائج المؤتمر الذي سوف تترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة في يونيو الجاري، بهدف الدفع نحو حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، تعتزم فرنسا عرض ما وصلت إليه الأمور فيما يخص الملف الأوكراني على الرئيس لولا، حيث أن البلدين يتقاسمان الرغبة أيضا في التوصل إلى سلام قوي ودائم في أوكرانيا. وقد حافظت البرازيل على علاقات جيدة مع روسيا، وزار الرئيس البرازيلي موسكو في 9 مايو الماضي، للمشاركة في الاحتفال بذكرى عيد النصر على ألمانيا النازية، حيث استقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، يتوقع أن يدافع لولا مجددا عن اتفاقية "ميركوسور" التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية والتي تعارضها باريس.
بالاضافة إلى ذلك، سيناقش لولا وماكرون أيضا قضايا المناخ والبيئة، قبل أشهر قليلة من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) المقرر عقده في نوفمبر القادم في مدينة "بيليم" البرازيلية.
كذلك، من المقرر بعد زيارته لباريس، والتي سيزور خلالها الرئيس البرازيلي "القصر الكبير" حيث يعرض فنانون برازيليون أعمالهم، مثل إيرنيستو نيتو، سيشارك الرئيس البرازيلي في قمة اقتصادية في موناكو في الثامن من يونيو، ثم سيتوجه إلى مدينة "نيس" في التاسع من يونيو برفقة الرئيس ماكرون لافتتاح مؤتمر المحيطات، وتؤكد مثل تلك الفعاليات على الالتزام المشترك لفرنسا والبرازيل بالحفاظ على البيئة والتعبئة المشتركة لمواجهة التحديات العالمية ، وفقا للرئاسة الفرنسية.