شبكة أوروبية: غياب وزير الدفاع الأمريكي عن اجتماع الناتو دليل آخر على تراجع دعم واشنطن لأوكرانيا
أكدت شبكة يورونيوز الأوروبية اليوم /الأربعاء/ غياب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عن الاجتماع المقرر بقيادة حلف شمال الأطلنطي /الناتو/ بشأن أوكرانيا في سابقة من نوعها للولايات المتحدة، وهو غياب سيُعتبر علامةً أخرى على تراجع واشنطن عن دعمها لأوكرانيا في حربها مع روسيا.
وذكرت الشبكة - في سياق تقرير إخباري - أنه لأول مرة منذ أن أنشأت الولايات المتحدة مجموعة دولية لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات - في أعقاب التدخل الروسي الشامل في فبراير 2022 - لن يحضر وزير دفاع أمريكي اجتماعًا لوزراء الدفاع.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ليورونيوز غياب هيجسيث عن اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا التابعة لحلف الناتو الذي يعقد في الساعات المقبلة، مشيرا إلى وجود مشاكل في الجدول الزمني بينما سيحل محله السفير الأمريكي لدى الناتو، ماثيو ويتاكر ومن المقرر أن يحضر هيجسيث اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو يوم الخميس.
وأوضحت أن مجموعة الإنفاق الدفاعي المشترك كانت قد تأسست على يد سلف هيجسيث، لويد أوستن، وقدمت أكثر من 50 دولة عضوًا لأوكرانيا ما يقارب 126 مليار دولار من الأسلحة والمساعدات العسكرية، بما في ذلك أكثر من 66.5 مليار دولار من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير، لم تُعلن أي إعلانات جديدة عن مساعدات عسكرية أو أسلحة أمريكية لأوكرانيا فيما سلّم هيجسيث قيادة مجموعة الإنفاق الدفاعي المشترك إلى ألمانيا والمملكة المتحدة في فبراير الماضي، وقال إن واشنطن لن تلعب دورًا في الاجتماعات الشهرية.
ومن المتوقع أن يُنهي وزراء دفاع حلف الناتو هذا الأسبوع مقترحات زيادة الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، قبل قمة قادة الناتو في نهاية يونيو في لاهاي، والتي من المتوقع أن يحضرها ترامب.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى هدف الـ 5%، وهو مطلب أيده رئيس حلف الناتو، مارك روته.. ومع ذلك، لم يصل أي من أعضاء الناتو الـ 32 - بما في ذلك الولايات المتحدة - إلى هذا المستوى حاليًا.
ومن المتوقع تقسيم هدف الـ 5% إلى 3.5% من الإنفاق المُخصص مباشرة للدفاع، و1.5% على الجوانب "المتعلقة بالدفاع" مثل الحرب السيبرانية والبنية التحتية الحيوية.
وقال مصدر مطلع على المسألة للشبكة إنه يتعين تحديد ما قد يُشكل "إنفاقًا مُرتبطًا بالدفاع"، حيث تُطالب بعض دول الناتو باعتبار أمور مثل "التنقل العسكري"، بما في ذلك بناء الطرق، جزءًا من هذا الإنفاق.
وأضاف المصدر أن الجدول الزمني لموعد تحقيق الدول لهدف الـ 5% المُقترح سيُناقش أيضًا، وتأتي هذه الزيادة المُخطط لها في الإنفاق استجابةً لمطالب الولايات المتحدة بأن تتحمل القارة عبء أمن أوروبا.
وصرّح مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليورونيوز بقلقهم إزاء التقدم الروسي، على الرغم من الهجمات المكثفة التي شنّها الجيش الأوكراني على أهداف روسية في الأيام الأخيرة.
ومع ذلك، قال مسؤول آخر في الناتو: "هذا لا يغير ساحة المعركة .. فالحقيقة المُرة في ساحة المعركة هي أن روسيا تحرز تقدما في كل كيلومتر مربع".