حذر المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد المواطنين من خطورة الممارسات البيئية الخاطئة التي تتكرر في أيام عيد الأضحى، خاصة تلك المتعلقة بذبح الأضاحي بطرق غير سليمة، مؤكدا أن هذه التصرفات لا تلحق الأذى فقط بالبيئة البحرية بل تُهدد الصحة العامة أيضا .

وتأتي هذه التحذيرات تزامنا مع اليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق هذا العام يوم وقفة عيد الأضحى، في الخامس من يونيو، مما يضاعف من أهمية رفع الوعي البيئي في هذه المناسبة.

وفي رسالته التوعوية التي حملت شعار "تقدر تذبح صح... من غير ما تئذي البحر أو النيل"، شدد المعهد على ضرورة اتباع السلوكيات الصحيحة عند ذبح الأضاحي، محذرًا من مشاهد تتكرر سنويًا في بعض المناطق مثل ذبح الأضاحي في الشوارع وأمام المنازل، وإلقاء مخلفات الذبح من دماء وأحشاء في مياه البحر أو نهر النيل، وكذلك التخلص من الحيوانات النافقة أثناء عمليات الشحن البحري بإلقائها في المياه، وهي ممارسات لها تأثيرات بيئية خطيرة تتطلب وقفة جادة من المجتمع.

وأوضح المعهد أن هذه التصرفات تؤدي إلى تغيّر في سلوك الكائنات البحرية، حيث إن إلقاء المخلفات العضوية في المياه يجذب الكائنات المفترسة مثل القروش إلى المناطق الساحلية، مما يزيد من احتمالات اقترابها من الشواطئ وحدوث هجمات على البشر.

كما أن هذه المخلفات تتسبب في تلوث المياه، مما ينعكس سلبًا على جودة المياه والحياة البحرية، ويهدد التوازن البيئي والتنوع البيولوجي في البحار والأنهار.

وأشار المعهد إلى أن الدولة تتخذ خطوات قانونية واضحة للحد من هذه التجاوزات، حيث يُعاقب قانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 على الذبح خارج المجازر الرسمية بالحبس لمدة تصل إلى عام وغرامة مالية تصل إلى عشرة آلاف جنيه، كما يُعد إلقاء المخلفات في المياه مخالفة صريحة لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، ويُعاقب عليها بالغرامات.

وأكد المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد أنه يواصل دوره في رصد التغيرات التي تطرأ على سلوك الكائنات البحرية نتيجة التلوث، ويجري دراسات ميدانية لتقييم تأثير هذه الملوثات على النظام البيئي البحري، مشددًا على أهمية التزام الأفراد والمؤسسات باتباع الطرق الصحيحة في ذبح الأضاحي والتخلص من المخلفات بشكل مسئول.

واختتم المعهد دعوته بمناشدة المواطنين ضرورة الذبح داخل المجازر الرسمية المعتمدة، وتجنب إلقاء أي مخلفات في المياه، والمساهمة في نشر الوعي البيئي من أجل الحفاظ على مواردنا الطبيعية وسلامة البيئة البحرية في هذه المناسبة الدينية والبيئية المهمة.