رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بهدف إشاعة الفوضى.. الاحتلال يقر بتسليح عصابات في غزة

6-6-2025 | 15:22


غزة

محمود غانم

اعترف الاحتلال الإسرائيلي بأنَّه يسلِّح عصابات في قطاع غزة، بهدف توظيفها كأداة لتحقيق أهدافه، في مسلك خطير يسعى إلى تطبيع الفوضى في القطاع، الذي يعاني من فراغ أمني بعد أن ضعفت مؤسَّسات حفظ النظام جرّاء حرب الإبادة المتواصلة منذ 20 شهرًا.

تسليح العصابات

أقَرَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، بأنَّ بلاده قامت بتسليح عصابات في قطاع غزة تعارض حركة حماس، وذلك بناءً على توصيات من الجهات الأمنية، على حدِّ قوله.

وفي إجابة على سؤال يطرَحه، يقول: ما المشكلة في ذلك؟.. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "هذا أمر جيِّد وينقذ أرواح جنودنا".

إقرار "نتنياهو" ذلك، جاء بعد ساعات من تأكيد وزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، أنَّ الحكومة الإسرائيلية نقلت السلاح إلى عصابات فلسطينية داخل غزة، بأوامر مباشرة منه.

ويأتي ذلك مُصادقًا لما أكَّد عليه مكتب الإعلام الحكومي بغزة، في أكثر من مرة، من أنَّ عصابات مسلَّحة مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، في ظلِّ الحصار الخانق.

وفي غضون ذلك، كشف إعلام عبري، أنَّ عملية تزويد العصابات في غزة بالأسلحة لاستخدامها ضدَّ حركة حماس جرت بمبادرة من "الشاباك"، وبتصديق من رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي تفاصيل أكثر، أفادت تقارير عبرية، بأنَّ جهاز "الشاباك" دبَّر عملية سرية لتسليح ميليشيا فلسطينية في غزة، خلال الأشهر الأخيرة، بموافقة "نتنياهو".

ويأتي ذلك بهدف تحدِّي حركة حماس في جنوب قطاع غزة، عبر تعزيز جماعة بدوية في رفح، لطالما عارضت الحركة الفلسطينية، وفقًا للتقارير.

وحسب ذات المصدر، فإنَّه تم نقل ما بين عشرات ومئات المسدسات وبنادق "AK-47" من إسرائيل إلى الجماعة في رفح، التي تركز على الدِّعارة والابتزاز والتهريب، وليس على القضية الوطنية الفلسطينية.

 

من يقود العصابة؟

وتقول التقارير إنَّ هذه العملية يتصدَّرها شخص يُسمَّى "ياسر أبو شباب" يبلغ من العمر 32 عامًا، وهو بدوي من سكَّان رفح، ويُقدِّم نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي كقائد لميليشيا محلية.

و"أبو شباب" هذا عُرِف بعدائه الشديد لحركة حماس، حيث اعتُقِل من قِبَل الأجهزة الأمنية التابعة لها بتهم تتعلَّق بتهريب الممنوعات وارتكاب جرائم جنائية، قبل أن يُفرَج عنه في الأيام الأولى لحرب الإبادة، بعد أن دُمِّرت عدَّة مقارّ أمنية في قطاع غزة جرّاء القصف الإسرائيلي، حسب إعلام فلسطيني.

وبيَّن أنَّ "أبو شباب" استغلَّ حالة الفراغ الأمني والفوضى، ليُشكِّل ميليشيا مسلَّحة تضم نحو 100 عنصر، معظمهم من أصحاب السوابق الجنائية ومن الخارجين مؤخرًا من السجون.

وأبرزت تقارير غربية "أبو شباب" بأنَّه يقود الجهة الرئيسيَّة المسؤولة عن تنفيذ عمليات نهب ممنهجة وعلى نطاق واسع للمساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع، وإثر هذا التورط، أعلنت عائلته التبرُّؤ منه، باعتبار أنَّه يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

 

الأصداء في غزة

وعلى الجانب الآخر، أكَّدت حركة حماس، أنَّ الاحتلال يرمي من وراء تسليح العصابات الإجرامية خلق حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع لهندسة التجويع والسرقة المنظَّمة للمساعدات الإنسانية.

وشدَّدت على أنَّ ذلك يؤكِّد أنَّ جيش الاحتلال بهذا الشكل لا يكتفي بالقصف والقتل الجماعي، بل يتولَّى تنظيم ورعاية عمليات السرقة والتجويع بشكل مباشر عبر تلك العصابات العميلة، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والتأثير على بيئته المقاومة.

أمّا وزارة الداخلية بغزة، فاعتبرت إعلان الاحتلال لجوئه لدعم وتشكيل عصابات في قطاع غزة لإحداث الفوضى والسطو على المساعدات وارتكاب الجرائم، يُمثِّل اعترافًا رسميًّا بمسؤوليته عن سرقة المساعدات وأعمال الفوضى داخل القطاع.

الداخلية أكَّدت، أنَّها لن تتراجع عن القيام بواجبها مهما كانت التضحيات، وأنَّ ما فشل الاحتلال في تحقيقه بنفسه، لن يُحقِّقه بأدواته الرخيصة وأذنابه، داعية العائلات والعشائر للوقوف صفًّا واحدًا مع الأجهزة الأمنية من أجل إفشال المخططات الإسرائيلية والتصدِّي للمتعاونين معها.