رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دماء الفلسطينيين على موائد الإغاثة.. إسرائيل تقتل تحت مظلة المساعدات

8-6-2025 | 13:24


غزة

محمود غانم

واصلت إسرائيل توظيف مراكز المساعدات التابعة لها في قطاع غزة، كطُعم لقتل الفلسطينيين لا لإطعامهم، في تأكيد على توظيف آلية المساعدات الخاصة بها، والتي من المفترض أن تقوم بدور وكالة "الأونروا" كأداة من أدوات الحرب، ضمن الإبادة الجماعية المستمرة منذ 20 شهرًا.

طُعم القتل

استُشهد أربعة فلسطينيين، وأُصيب 70 آخرون، صباح اليوم الأحد، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات تشرف عليه "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

كما استُشهد فلسطيني، وأُصيب آخرون، برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع مساعدات تابع لنفس الجهة عند ما يُعرف بـ"محور نتساريم".

ويُضاف هؤلاء إلى نحو 700 فلسطيني سقطوا بين شهيد وجريح خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها "مؤسسة غزة" منذ تشغيلها في الـ27 من مايو الماضي.

وفي سابقة خطيرة، استخدمت إسرائيل آليتها لتوزيع المساعدات، منذ تشغيلها، كطُعم لاستدراج الفلسطينيين الجوعى وقتلهم، بدلًا من إنقاذهم من المجاعة الخانقة التي يشهدها قطاع غزة نتيجة الحصار المشدد، في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ 20 شهرًا.

وقد فشلت هذه الآلية التي عُرفت بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" وجاءت بدعم إسرائيلي-أمريكي فشلًا ذريعًا في تحقيق أي تحسن في ظروف أهالي قطاع غزة الإنسانية.

وضمن ذلك الفشل، لم توزع هذه المؤسسة المساعدات الغذائية على الفلسطينيين، أمس السبت، بحجة أن حركة حماس أصدرت تهديدات مباشرة ضد عملياتها، دون أن تقدم على ذلك أدلة.

وزعمت المؤسسة التي وُظِّفت كأداة لقتل عشرات الفلسطينيين الجوعى، أن تهديدات حماس جعلت من المستحيل الاستمرار في العمل اليوم دون تعريض أرواح الأبرياء للخطر.

وعلى حد قولها، فإن "حماس تسعى للعودة إلى نظام معطَّل كانت تسيطر عليه سابقًا، عبر تحويل المساعدات والتلاعب في التوزيع بما يخدم أجندتها".

محاولات قتل "الأونروا"

وقطعت إسرائيل عن قطاع غزة دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية، منذ تاريخ الثاني من مارس الماضي، عبر غلق المعابر والمنافذ الحدودية بشكل كامل، متذرعة بأن حركة حماس تبسط سيطرتها عليها.

وبعد ضغوط دولية طالبت إسرائيل بإعادة فتح المعابر، أوجدت آلية خاصة بها لتوزيع المساعدات ترتكز في المناطق الجنوبية في القطاع، في مسعى إلى إخلاء مناطق الشمال والوسط من الأهالي، كمقدمة إلى تنفيذ طرح تهجير الفلسطينيين الذي رُوّج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيام ولايته الأولى.

وتسعى إسرائيل إلى توظيف هذه المؤسسة عوضًا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي حظرتها مؤخرًا، وهو أمر قوبل برفض دولي على نطاق واسع.

بالمقابل، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أهمية الدور المحوري والضروري الذي تضطلع به الأمم المتحدة ووكالاتها الأممية المتخصصة في إيصال وتمرير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين المجوَّعين، باعتبارها الجهة الدولية الرسمية التي تمتلك الشرعية القانونية والقدرة الميدانية، والتي تعمل منذ أكثر من نصف قرن في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية.

أما بالنسبة لآلية الاحتلال الإسرائيلي، فأكد أنها أثبتت فشلها الذريع على كل المستويات، موضحًا أنها: "اتسمت هذه المشاريع المسيسة بغياب الشفافية ووقعت في فخ الانحياز، وانتهكت أبسط معايير العدالة والكرامة، وتحولت إلى أدوات دعائية لا تستجيب للاحتياجات الفعلية للسكان المدنيين ولكل فئات المجتمع، بل تكرّس السيطرة".

وشدّد على الجاهزية الكاملة لتأمين المساعدات الإغاثية من لحظة دخولها حتى وصولها إلى مستحقيها، وفق آليات ومعايير الأمم المتحدة بشكل كامل، وذلك في إطار منع أية محاولات للسرقة أو الفوضى أو الفلتان. وذلك حال سماح إسرائيل.