دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حشد الجهود الدولية لإنقاذ المحيطات، وفقا لما أوردته قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل منذ قليل.
وأكد الرئيس الفرنسي في كلمته أمام مؤتمر المحيطات 2025، على أن 15 بلدا دعمت اتفاق أعالي البحار وستعمل فرنسا على تنفيذه.
وأشار ماكرون خلال كلمته أيضا إلي عمل بلاده على إيجاد الحلول اللازمة لمواجهة تحديات المناخ.
وانطلقت أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3) اليوم الاثنين والممتد حتى 13 يونيو الجاري في مدينة نيس الفرنسية، والذي تترأسه فرنسا وكوستاريكا، وهو حدث دولي مهم يمثل خطوة مهمة في الحشد الدولي لحماية المحيطات وتنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.
بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وسط حضور ما لا يقل عن 100 وفد من مختلف دول العالم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة أو حكومة، وآلاف المندوبين والعلماء وممثلي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وجميع الجهات المعنية بالحفاظ على المحيطات.
يأتي هذا المؤتمر بعد مؤتمري نيويورك عام 2017 ولشبونة عام 2022، وسوف تمثل هذه الدورة الجديدة إنجازا هاما في الأجندة الدولية لحوكمة المحيطات، التي تواجه تحديات عديدة من بينها تغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحار والصيد الجائر وغير المشروع.. حيث أن المحيطات تغطي أكثر من 70% من سطح الكوكب، وتمثل 97% من موارد المياه، وتعد بذلك عاملا رئيسيا لانتظام التوازنات البيئية الرئيسية، ومصدرا للموارد الغنية والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى كونها ناقلا رئيسيا للتبادلات الاقتصادية ورابطا بين الدول والمجتمعات البشرية.. إلا أنها تواجه اليوم تهديدات عدة، مثل آثار تغير المناخ والتلوث والاستغلال المفرط للموارد البحرية.
يهدف المؤتمر بشكل أساسي إلى "تسريع العمل وتعبئة جميع الجهات المعنية للحفاظ على المحيطات واستخدامها على نحو مستدام"، كما تتمثل مهمة هذه الدورة الثالثة في اتخاذ التزامات ملموسة، وتشجيع شراكات جديدة، وتوفير حلول دائمة للتهديدات المتزايدة على النظم البيئية البحرية.
وتهدف باريس إلى التوصل إلى تصديقات إضافية على معاهدة أعالي البحار لعام 2023، الهادفة إلى حماية النظم البيئية البحرية في المياه الدولية، وتوسيع التحالف المكون من 32 دولة الداعم لوقف التعدين في أعماق البحار، كما تأمل فرنسا في الدفع نحو التصديق على اتفاقيات مكافحة الصيد غير المشروع والصيد الجائر.
ومن المتوقع إنشاء مناطق بحرية محمية جديدة.. فقد أعلنت أنييس بانييه-روناشيه وزيرة التحول البيئي، أن "العديد من الدول ستمضي قدما في مجال المناطق البحرية المحمية وتوسعها"، كما ذكرت أن فرنسا ستعلن خلال هذه القمة عن قرارات جديدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز "مستوى الحماية".
يهدف مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات إلى تنفيذ الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يركز على الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام، وهو الهدف الوحيد من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المخصص بالكامل للمحيطات.. ويغطي قضايا متنوعة مثل مكافحة التلوث البلاستيكي، والحد من الصيد الجائر، وإنشاء مناطق بحرية محمية.
لذلك، يركز المؤتمر على تنفيذ هذا الهدف من خلال 3 أولويات، وهي: العمل على إتاحة عمليات متعددة الأطراف تخص المحيطات بغية رفع مستوى الأهداف الرامية إلى حمايتها؛ وحشد التمويل للحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة ودعم تنمية اقتصاد أزرق مستدام من خلال تعبئة الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص والجمعيات الخيرية؛ وتعزيز المعارف المتعلقة بعلوم البحار وتحسين أوجه نشرها من أجل إتاحة اتخاذ قرارات سياسية أفضل.
يعقد المؤتمر على مدى خمسة أيام في مدينة "نيس" الساحلية، في جنوب شرق فرنسا، مع جلسات عامة كل صباح، تدلي خلالها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، ببيانات حول التزامها تجاه المحيطات، كما تعقد بعد ظهر كل يوم جلسات تجمع الدول الأعضاء والوكالات الأممية وممثلي المجتمع المدني.. وتتيح هذه الحوارات وهي "جلسات عمل بشأن المحيطات"، مشاركة مختلف الجهات المعنية، وتشكيل تحالفات، كما ترسخ فكرة العمل من خلال اقتراح حلول ملموسة مع جميع المشاركين.. وسيتم اعتماد "خطة عمل نيس للمحيطات"، التي تتضمن إعلانا سياسيا وقائمة بالتزامات طوعية تقطعها الجهات الفاعلة، عقب هذه المناقشات.
تحتضن فرنسا هذا المؤتمر والتي أكدت منذ عام 2017، طموحا واضحا يتمثل في اعتبار المحيط ركيزة استراتيجية لدبلوماسيتها واقتصادها وسياساتها البيئية. وتولي اهتماما كبيرا بهذا الحدث الدولي، وتشارك مع كوستاريكا في تنظيم هذه الدورة الثالثة من المؤتمر بحضور ممثلي المجتمع المدني والأوساط العلمية والقطاع الخاص، والجمعيات الخيرية من أجل التعاون والعمل معا لحماية المحيطات.
ومن المتوقع أن يمثل هذا المؤتمر نقطة تحول في التعاون الدولي بشأن المحيطات.. وينصب التركيز على العمل والحلول الملموسة والخبرات المتكاملة.. ففي نيس، يجتمع باحثون وصناع قرار ومواطنون وجهات معنية اقتصادية لدعم قضية تهم العالم أجمع وهي الحفاظ على المحيطات واستخدامها بشكل مستدام.