رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمد عبده.. رحلة الصوت الأصيل من جازان إلى المجد الفني

12-6-2025 | 13:08


محمد عبده

لؤلؤة النجمي

أيقونة الطرب العربي، وصوت لا ينسى في ذاكرة الفن الخليجي والعربي، هو الفنان السعودي محمد عبده، الذي سطر مسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود، حمل خلالها الفن السعودي إلى آفاق أوسع، وترك بصمة لا تمحى في قلوب جمهوره ومحبيه في كل مكان.

ولد محمد عبده في 12 يونيو 1949، بمحافظة الدرب في منطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية، لم تكن بداياته سهلة، فقد توفي والده وهو لا يزال في السادسة من عمره، ليبدأ رحلة حياة شاقة قادته من اليتم والفقر إلى قمة المجد.

عاش محمد عبده فترة من حياته في "رباط خيري" مع شقيقه، ضمن منحة قدّمها الملك فيصل بن عبد العزيز، في واحدة من المحطات الإنسانية المؤثرة في حياته المبكرة،رغم تلك الظروف، ظل يحمل في قلبه حلما بأن يصبح بحارا مثل والده، ما دفعه لدخول المعهد الصناعي والتخصص في صناعة السفن.

لكن البحر الذي ناداه لم يكن ماء، بل نغما... فقد كان شغفه بالفن والغناء أقوى، ليفتح له الأبواب نحو عالم الطرب،كانت بدايته الفنية في أوائل الستينيات، وتحديدًا عام 1961، حين بدأ الغناء وهو لا يزال طالبا في المعهد الصناعي بجدة، الذي تخرج فيه عام 1963، ضمن بعثة سعودية كان من المقرر أن تسافر إلى إيطاليا لصناعة السفن.

غير أن القدر كانت له خطة مختلفة؛ إذ تحولت وجهته من روما إلى بيروت، وهناك بدأت ملامح رحلته الفنية تتبلور،وكان لاكتشافه من قبل الإعلامي عباس فائق غزاوي، عبر برنامج "بابا عباس" في إذاعة جدة، دور محوري في انطلاقه، بمباركة الشاعر طاهر زمخشري.

في بيروت، التقى محمد عبده بالملحن السوري محمد محسن، الذي لحن له أولى أغنياته الخاصة "خاصمت عيني من سنين"، من كلمات الزمخشري، بعد أن كان يؤدي أغاني فنانين سبقوه، منها "قالوها في الحارة.. الدنيا غدارة".

من تلك اللحظة، بدأت مسيرة التألق الحقيقي، ليتحول محمد عبده إلى رمز فني عربي كبير، صوته لا يختلف عليه، وفنه يشكل جزءا من وجدان أجيال متتالي.