رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إدانات دولية واسعة للعدوان الإسرائيلي على إيران وتحذيرات من اتساع رقعة الصراع

13-6-2025 | 18:28


هجمات إسرائيل على طهران

محمود غانم

لاقت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، فجر الجمعة، تنديدًا دوليًا واسعًا، لما قد يترتب عليها من تداعيات، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى الدولي أيضًا، بينما دعت دول تُعد حليفة لـ"تل أبيب" طرفي النزاع إلى ضبط النفس، فيما بدا وكأنه مساواة بين الجاني والمجني عليه.

وشنّت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، هجومًا واسع النطاق على إيران، شاركت فيه أكثر من 200 مقاتلة، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها منشآت نووية في مناطق متفرقة، فضلًا عن اغتيال عددٍ من القادة العسكريين والعلماء.

إدانات دولية

وفي معرض تعليقها على ذلك، دانت مصر الهجمات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة أنها "عمل غير مبرر سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة، ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم".

وشددت مصر على أن ذلك العدوان "سينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة".

وبلهجة حادة، أكدت أن "غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية".

كذلك، أكدت المملكة العربية السعودية، أن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف إيران اليوم "سافر ويعرقل جهود خفض التصعيد بالمنطقة".

الأردن، من جانبه، اعتبر الهجمات الإسرائيلية خطوة استفزازية أخرى تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وتدفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية.

وعلى النحو ذاته، دان العراق بأشد العبارات، الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الصهيوني على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على حد قوله.

واعتبر العراق العدوان الإسرائيلي يمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة، ويشكل تهديدًا للأمن والسلام الدوليين.

الإمارات كذلك، دانت بأشد العبارات، الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له إيران، وعبرت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أعربت سلطنة عُمان عن "إدانتها الشديدة للعدوان العسكري الغاشم الذي شنّته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي استهدف منشآت سيادية وأوقع ضحايا"، على حد قولها.

إقليميًا، أكدت تركيا أن العدوان الإسرائيلي على إيران يمثل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، ويمثل استفزازًا يخدم سياسة إسرائيل الاستراتيجية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وشددت على أن الهجمات تعكس أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد حل أي مشكلة بطرق دبلوماسية، ولا تتردد في المخاطرة بالاستقرار الإقليمي والسلام العالمي بما يتماشى مع مصالحها.

أذربيجان، بدورها، أعربت عن قلقها الشديد إزاء العدوان الإسرائيلي على إيران الذي طال عدة أهداف بينها منشآت نووية، داعية إلى تغليب لغة الحوار لحل الخلافات.

أصداء عالمية

من طرفها، زعمت الولايات المتحدة الأمريكية، أن إسرائيل اتخذت إجراءً أحادي الجانب ضد إيران، مؤكدة أنها ليست منخرطة فيه، مشددة على أن أولويات البلاد القصوى، هي حماية القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

ومن جهته، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن إسرائيل ستشن المزيد من الهجمات التي وصفها بـ"المثالية" على إيران.

وفي ذات الإطار، أكدت روسيا، أن الضربات الإسرائيلية التي طالت طهران غير مقبولة وغير مبررة.

بينما أعربت الصين عن "قلقها البالغ" إزاء العواقب الوخيمة بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، مشددة على معارضتها "أي انتهاك" للسيادة الإيرانية بعد الضربات الإسرائيلية.

يأتي ذلك بينما دعت بريطانيا، في تعقيبها على الهجمات الإسرائيلية، جميع الأطراف إلى التراجع وخفض التوتر عاجلًا.

وفي لهجة مماثلة، دعا الاتحاد الأوروبي، الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتجنب الرد بالمثل، مؤكدًا أن الحل الدبلوماسي بات "أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى" من أجل استقرار المنطقة والأمن العالمي.

تضامن من الحلفاء

على صعيد حلفاء إيران في المنطقة، اعتبرت حركة حماس الفلسطينية، الهجمات الإسرائيلية، "تطورًا خطيرًا ينذر بانفجار إقليمي واسع"، مؤكدة أن "المشروع الصهيوني يمثل خطرًا وجوديًا على المنطقة بأسرها".

وشددت حماس على أن إيران تدفع ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها، وتمسكها بقرارها الوطني المستقل.

وفي لبنان، أكد حزب الله، أن "العدو الإسرائيلي تخطى كل الخطوط الحمراء، ظنًّا أنه بذلك يغيّر المعادلات، لكنه سيكتشف ‏أن الشعب الإيراني ‏العظيم سيزداد تمسكًا بحقوقه الطبيعية المشروعة وسيدافع عن حريته وعزته ‏واستقلاله بقوة"، على حد تعبيره.

فيما وصفت جماعة الحوثي اليمنية، الهجمات الإسرائيلية بأنها "عدوانٌ غير شرعي وغير مبرر على إيران، وحلقة جديدة في مسلسل العربدة الصهيونية في المنطقة".

 

وفجر الجمعة، نفذت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على إيران، شاركت فيه أكثر من 200 مقاتلة، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها منشآت نووية في مناطق متفرقة، واغتالت عددًا من القادة العسكريين والعلماء.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هدف هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية.

واغتيل في الهجوم، حسين سلامي قائد الحرس الثوري، محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة، والجنرال غلام علي رشيد، وعلماء، فضلًا عن مقتل نساء وأطفال.

كان الهجوم الإسرائيلي على طهران متوقعًا منذ بداية العام الحالي، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.